التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

توقعات بوصول الانبعاثات الكربونية إلى مستوى قياسي في 2025 (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • موازنة الكربون المتبقية اللازمة للحفاظ على الاحتباس الحراري دون 1.5 درجة مئوية "استنفدت تقريبًا"
  • انبعاثات الوقود الأحفوري سترتفع بنسبة 1.1% في عام 2025 عما كانت عليه قبل عام
  • تغير المناخ يُقلل الآن من مخزونات الكربون في اليابسة والمحيطات مجتمعة
  • إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ازداد بوتيرة أبطأ خلال العقد الماضي

تشير توقعات حديثة إلى أن الانبعاثات الكربونية تصل إلى مستوى قياسي في عام 2025، وسط ازدياد استهلاك أنواع الوقود الأحفوري.

وحذّر تقرير، صدر يوم الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، من أن موازنة الكربون المتبقية اللازمة للحفاظ على الاحتباس الحراري دون 1.5 درجة مئوية قد "استُنفدت تقريبًا".

وأشار "تقرير موازنة الكربون العالمية" السنوي -الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إلى أنه على الرغم من التقدم المحرز في إزالة الكربون من أنظمة الطاقة في العديد من البلدان، فإن هذا لا يكفي لتعويض النمو في الطلب العالمي على الكهرباء.

وسترتفع انبعاثات الوقود الأحفوري بنسبة 1.1% في عام 2025 عما كانت عليه قبل عام، وفقًا لفريق دولي يضم أكثر من 130 عالمًا، إذ من المتوقع أن ترتفع انبعاثات الفحم والنفط والغاز.

مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي

في غياب أي مؤشر على الانخفاض الملحّ في الانبعاثات العالمية، قال مؤلفو الدراسة إن مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والآثار الخطيرة للاحتباس الحراري تستمر في الارتفاع، وأفادوا بأن "العالم استنفد تقريبًا" موازنته الكربونية.

من ناحية ثانية، يصادف هذا العام مرور 10 سنوات على اتفاق باريس للمناخ، وعلى الرغم من التقدم المحرز على العديد من الجبهات، تستمر انبعاثات الوقود الأحفوري في الارتفاع.

ويحسب التقرير كمية الكربون المتبقية التي يمكن انبعاثها للحفاظ على الاحتباس الحراري دون هدف 1.5 درجة مئوية الذي حدده الاتفاق.

الانبعاثات الكربونية الصادرة من محطة بيلشاتو الكهربائية العاملة بالفحم
محطة بيلشاتو الكهربائية العاملة بالفحم بالقرب من مدينة بيلشاتو في بولندا - الصورة من رويترز

وقال المتخصص في نماذج دورة الكربون العالمية والدورات البيوكيميائية العالمية لدى معهد إكستر للأنظمة العالمية، البروفيسور بيير فريدلينغشتاين، الذي أشرف على الدراسة: "مع استمرار زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لم يعد الحفاظ على الاحتباس الحراري دون 1.5 درجة مئوية أمرًا معقولًا".

وأضاف: "ستُستنفد موازنة الكربون المتبقية لاحترار عالمي قدره 1.5 درجة مئوية، أي ما يعادل 170 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، قبل عام 2030 بمعدل الانبعاثات الحالي".

وأردف "نُقدّر أن تغير المناخ يُقلل الآن من مخزونات الكربون في اليابسة والمحيطات مجتمعةً، وهي إشارة واضحة من كوكب الأرض لحاجتنا إلى خفض الانبعاثات الكربونية بصورة كبيرة".

ويبدو أن اتفاق باريس للمناخ كان له بعض التأثير في الانبعاثات العالمية؛ فقد وجد التقرير أن إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قد ازداد بوتيرة أبطأ خلال العقد الماضي - بمعدل 0.3% سنويًا - مقارنةً بالعقد السابق، إذ شهد متوسط ​​زيادة سنوية بلغت 1.9%.

الانبعاثات الكربونية في أوروبا

انخفضت الانبعاثات الكربونية في الاتحاد الأوروبي في السنوات السابقة. لكن هذا العام أدى انخفاض درجات الحرارة من بين عوامل أخرى إلى زيادة الطلب على الكهرباء، ما تسبّب في ارتفاع الانبعاثات بنسبة 0.4%.

وينطبق الأمر نفسه على الولايات المتحدة، إذ من المتوقع أن تزداد الانبعاثات بنسبة 1.9%، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن بين الدول الرئيسة الأخرى المُصدرة للانبعاثات، يشير التقرير إلى أن انبعاثات الصين بدأت في الاستقرار، إذ زادت بنسبة 0.4%؛ وهي تنمو الآن بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل النمو المعتدل في استهلاك الكهرباء، إلى جانب النمو الاستثنائي في الطاقة المتجددة.

ومن المتوقع أن تزداد انبعاثات الهند بنسبة 1.4%، وهي أبطأ من الاتجاهات الأخيرة.

أسعار الكربون في أوروبا
انبعاثات محطة لتوليد الكهرباء بالغاز - الصورة من eepower

وتسبب هطول الأمطار الموسمية المبكرة في تقليل متطلبات التبريد في الأشهر الأكثر حرارة؛ ما أدى إلى جانب النمو القوي في مصادر الطاقة المتجددة، إلى نمو منخفض للغاية في استهلاك الفحم. أما بالنسبة إلى اليابان فإن الانبعاثات المتوقعة انخفضت بنسبة 2.2%.

وتوضح أستاذة الأبحاث في الجمعية الملكية لدى كلية العلوم البيئية بجامعة إيست أنجليا، البروفيسورة كورين لو كويري، قائلة: "إن الجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ واضحة، إذ نجحت 35 دولة في خفض انبعاثاتها مع تنمية اقتصاداتها، وهو ضعف ما كانت عليه قبل عقد من الزمان".

وأشارت إلى أن "هذا التقدم ما يزال هشًا للغاية"، بحيث لا يمكن ترجمته إلى الانخفاض المستدام في الانبعاثات اللازم لمعالجة تغير المناخ.

من جهة ثانية، تُؤخذ في الحسبان العديد من المصادر المختلفة ومصارف الكربون عند حساب الانبعاثات العالمية السنوية.

ويُحسب إجمالي الانبعاثات من خلال تتبع الانبعاثات البشرية ومقارنتها بكمية ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها مصارف الأرض والمحيطات.

وبوجه عام، من المتوقع أن يكون إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية أقل قليلًا من العام الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. "العالم "استنفد" تقريبًا موازنته الكربونية مع وصول انبعاثات الوقود الأحفوري إلى أعلى مستوياتها،" من شبكة "يورونيوز".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق