
ذهب مشروع طاقة رياح بحرية جديد في الولايات المتحدة أدراج الرياح، ليلحق بالعديد من أقرانه الذين لم يصمدوا أمام التحديات الكبرى التي تعصف بالصناعة النظيفة في أكبر اقتصاد بالعالم.
فقد استقرت شركة ليدينغ لايت ويند (Leading Light Wind) الأميركية على إلغاء خطط لبناء مزرعة رياح بحرية ضخمة قبالة سواحل نيوجيرسي، عازيةً قرارها إلى ظروف السوق الصعبة الحالية؛ على رأسها زيادة تكاليف التصنيع التي تنسف جدوى تلك المشروعات تجاريًا.
وبذلك تصبح "ليدينغ لايت ويند" أحدث شركة تكشف علنًا عن معاناتها في قطاع طاع الرياح البحرية عبر إلغاء خطط كانت تعول عليها في تعزيز وضعها في الصناعة المأزومة.
وكان من المخطط أن يدخل مشروع طاقة رياح "ليدينغ لايت ويند" حيز التشغيل رسميًا في نهاية العقد الحالي، وفق تحديثات لدى منصة الطاقة المتخصصة.
2.4 غيغاواط ضائعة
فوت قرار تراجع "ليدينغ لايت ويند" عن تطوير مشروع طاقة رياح نيوجيرسي، على أميركا فرصة تطوير سعة رياح قدرها 2.4 غيغاواط، وفق ما أورده موقع "رينيوابولز ناو".
وأخطر فريق المحامين الذين يمثلون "ليدينغ لايت ويند" -وهي مشروع مشترك بين شركتي إنفينيرجي (Invenergy) وإنرجي ري إل إل سي (energyRe LLC)- لجنة المرافق العامة في نيو جيرسي بقرار إلغاء المشروع.
وتضمّن الخطاب المرسَل من المحامين إلى اللجنة حيثيات قرار الشركة، التي شملت سردًا بمشكلات سلاسل الإمدادات، وتحديات استيراد المعدات والبائعين والإطار التنظيمي المتغير باستمرار.
وأضاف نص الخطاب: "لجنة المرافق العامة في نيوجيرسي على دراية كاملةٍ بما تواجهه صناعة الرياح البحرية من ظروف اقتصادية ولوائح تنظيمية متغيرة جعلت تطوير مشروعات الرياح البحرية الجديدة صعبًا للغاية".
ظروف صعبة
فنّدت "ليدينغ لايت ويند" موقفها من إلغاء مشروع طاقة الرياح البحرية المذكور، قائلةً: "الشركة توضح أنها لن تقدر على المضي قدمًا بتطوير مشروع طاقة رياح نيوجيرسي في ظل الشروط والظروف المحددة خلال أوائل العام الماضي حينما فازت بثالث مناقصة في طاقة الرياح البحرية في الولاية، وحصلت على شهادات طاقة الرياح البحرية للمشروع".
وأضافت: "ومع ذلك ستواصل الشركة تطوير المشروع إذا سمحت الظروف، وربما تشارك كذلك في أي مزادات مستقبلية لطاقة الرياح البحرية".
وكان من المخطط أن تبني الشركة مشروع طاقة رياح نيوجيرسي على بُعْد نحو 40 ميلًا من سواحل الولاية لتوليد سعة كهرباء تكفي لتلبية احتياجات مليون أسرة سنويًا.
واشتمل المقترح كذلك على خيار تركيب بطارية تخزين كهرباء سعة 253 ميغاواط، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

تأجيلات عديدة
سعت شركتا "إنفينيرجي" و"إنرجي ري إل إل سي" لدى لجنة المرافق العامة في نيوجيرسي إلى تأجيل تنفيذ المشروع ذاته مرات عدة في أعقاب محاولات فاشلة لشراء المعدات الصلبة، وتحديدًا توربينات الرياح، اللازمة للمشروع.
وكانت "إنفينيرجي" قد حصلت على تأجيل رسمي في سبتمبر/أيلول (2024)، ثم مُنِحت لاحقًا 3 تأجيلات أخرى قبل تقديمها طلب الانسحاب نهائيًا من المشروع.
وعلى الرغم من العراقيل تلك؛ فإن الشركة أكدت في مايو/أيار الماضي أنها "ستواصل التركيز على الوفاء بالتزاماتها بشأن استئجار الموقع الذي كان مخصصًا لبناء المشروع عليه".
وقالت "ليدينغ لايت ويند": "الشركة استثمرت بقوة في الوقت والموارد المالية لتطوير مشروع طاقة رياح نيوجيرسي؛ ولا تزال مؤمنة بالفوائد العظيمة التي يمكن أن يجلبها تطوير طاقة الرياح البحرية إلى الولاية وسكانها"، وفق ما ورد في طلبها المقدم للانسحاب من المشروع.
عودة ترمب شؤم
كانت عودة دونالد ترمب مجددًا إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2025 فأل شؤمٍ بالنسبة لقطاع الطاقة المتجددة، ولا سيما الشمس والرياح، في الولايات المتحدة
وتتخذ إدارة ترمب منذ بداية العام الحالي سلسلة من التدابير لتضييق الخناق على قطاع الطاقة المتجددة، مثل حرمانه من الدعم، نظير الدعم المطلق لمشروعات الوقود الأحفوري، ولا سيما النفط والغاز.
وكانت لتلك التدابير آثار سيئة في مطوري الطاقة المتجددة العاملين في أميركا، والذين اضطر بعضهم إلى إلغاء مشروعات على الأراضي الأميركية مثل أورستد الدنماركية، لعدم جدواها الاقتصادية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النظيفة.. حل مُلحّ وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات نمو قدرة المصادر المتجددة بحلول 2030
- ماذا يحدث لشركات توربينات الرياح؟.. إفلاس وتسريح عمال بأعداد ضخمة
اقرأ أيضًا..
- أدنوك تحصل على موافقة مشروطة لإبرام أكبر صفقة استحواذ في تاريخها
- أكبر طائرة ورقية لتوليد طاقة الرياح في العالم تعمل بـ"أرض لا يملكها أحد"
- نمو قطاع الطاقة الشمسية في أميركا يواجه عقبات.. ما دور مراكز البيانات؟ (تقرير)
المصدر:





