أصول الطاقة البحرية في الشرق الأوسط عرضة للهجمات السيبرانية.. أين الخلل؟
هبة مصطفى
تواكب أصول الطاقة البحرية في الشرق الأوسط التحديثات العالمية ذات الصلة بالرقمنة، وغيرها من التقنيات المبتكرة التي تنظّم عمليات التحكم عن بعد وغيرها.
ورغم الوجه الإيجابي لهذا التحول، فإنه يحمل بين طياته تحديًا قويًا بمواجهة أحد أبرز مخاطر قطاع النفط والغاز، وهو الهجمات السيبرانية.
وتُعدّ مخاطر الأمن السيبراني "الوجه القبيح" لطفرة التقنيات، خاصة إذا استُعملت بوصفها سلاحًا خلال الأحداث والخلافات الجيوسياسية.
وفي هذا الإطار، يسلّط المسؤول الإقليمي المسؤول الإقليمي للأمن السيبراني وتقنيات التشغيل بشركة روكويل أوتوميشن (Rockwell Automation) نامان تالدار، الضوء على نقاط ضعف أصول الطاقة البحرية في الشرق الأوسط.
وتطرق تالدار في حديثه إلى سبل تقييم مخاطر الهجمات السيبرانية، والسيناريوهات المحتملة، خلال تصريحات له في مقابلة تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
أصول الطاقة البحرية في الشرق الأوسط
تُعد أصول الطاقة البحرية في الشرق الأوسط عرضة لهجمات الأمن السيبراني، بوصفها ضمن مرافق البنية التحتية الأكثر حيوية لبعض الدول خاصة النفطية.
ورصد الخبير نامان تالدار نقاط ضعف واضحة ومشتركة بين أنظمة المنطقة، في ظل تعزيز هذه الأصول بتقنيات التحول الرقمي ونمو المخاطر المعقدة والمتفاقمة بالتوازي مع ذلك.

وأضاف أن التهديدات السيبرانية لبنية مرافق الطاقة تحتاج إلى العمل بمنهجية مزدوجة: قيادة قوية ومرونة إستراتيجية، في ظل سيناريوهات محتملة بالتهديدات.
وقال إن مخاطر الرقمنة قد تتعرّض لها قطاعات عدة، غير أن قطاع الطاقة يُعد مستهدفًا على وجه الخصوص، في ظل أهميته الاقتصادية والأبعاد الجيوسياسية له في منطقة غنية بالموارد.
وأضاف أن "الحروب السيبرانية" باتت أكثر تنظيمًا، ما يتطلّب تعزيز الأصول البحرية بإجراءات مرنة واستباقية، بدلًا من الاقتصار على التفاعل اللحظي خلال الهجمات.
وبصفتنا روادًا في هذا المجال، من الضروري إدراك أن مساحة الهجوم تتوسع بسرعة، فالأنظمة القديمة، التي بُنيت في الأصل دون مراعاة اعتبارات الأمن السيبراني، تتفاعل الآن مع الشبكات الرقمية الحديثة، مما يُنشئ نقاط ضعف حرجة.
ويتطلب هذا التقارب بين البنية التحتية القديمة والتقنيات الناشئة أجندة تحديث جريئة.
نقاط الضعف
بدوره، تطرّق خبير شركة "روكويل أوتوميشن" نامان تالدار، إلى عدد من نقاط الضعف التي تعانيها أصول الطاقة البحرية في الشرق الأوسط، في ظل التهديدات السيبرانية، ونذكر منها:
1) أنظمة تقنيات التشغيل القديمة
تُعدّ أنظمة تقنيات التشغيل (OT) القديمة أبرز نقطة ضعف لقطاع الطاقة البحري، ويعود ذلك إلى قدم بناء المنصات والمرافق منذ عقود قبل نمو ظاهرة الهجمات السيبرانية، واستمرار عمل هذه الأصول والأنظمة حتى الآن.
وبذلك، تشكّل البنية التحتية القديمة والأنظمة غير المعززة بالحماية نقاط ضعف رئيسة؛ إذ لم يتضمن تصميمها أو خطوات تشغيلها الحماية اللازمة.
وبجانب تحديات التأمين، يعمّق العمر الزمني لتصميمات المرافق من صعوبة تحديثها حاليًا، وفق تفاصيل المقابلة المنشورة في مجلة أوفشور.
2) البناء الشبكي
أكد نامان تالدار أن البناء الشبكي لمرافق الطاقة البحرية القديمة في المنطقة سطحي للغاية، مشيرًا إلى أنها قابلة لتلقي الهجمات بسهولة؛ بسبب ما وصفه بـ"ضعف التجزئة".
ويُشير مصطلح "التقسيم أو التجزئة" بالنسبة إلى الأمن السيبراني إلى تقسيم شبكات الحماية لأكثر من مستوى، وتعزيزها بطبقات ومواقع منفصلة تقلل محاولات الاختراق.
3) ضعف المراقبة
تطرق خبير شركة "روكويل أوتوميشن" إلى أن غالبية الهجمات السيبرانية في المنطقة تُكتشف بعد تسببها في أعطال، مرجعًا ذلك إلى غياب المتابعة اللحظية لحركة البيانات وتدفقها لرصد محاولات "التسلل" ومواجهتها.
4) مشاركة البيانات
خلال تشغيل أصول الطاقة البحرية في الشرق الأوسط يتشارك مشغلوها في بيانات الدخول إلى الأنظمة، وقد يسمح تصميم المرفق بوصول "غير مقيد"، وقد يزيد ذلك من صعوبة اكتشاف مصدر الاختراق ومتابعته.

سيناريوهات تقييم المخاطر
رغم وضوح نقاط ضعف أصول الطاقة البحرية في الشرق الأوسط، فإن هناك معضلة وخللًا أوسع نطاقًا يكمن في القدرة على تحديد حجم المخاطر وتقييمها.
وقال نامان تالدار إن تقييم مخاطر الأمن السيبراني للبيئات عالية المخاطر -مثل منصات الطاقة البحرية ومرافقها- يحتاج إلى "منهج شامل" يضمن المرونة التشغيلية وأمن الطاقة الوطني، ويجب ألا يقتصر على الجوانب الفنية فقط.
وتشمل خطوات التقييم المنهجي -حسب تالدار- محورين:
- السياق التشغيلي
تعمل الأنظمة البحرية والمنصات مثل الجزر المنفصلة، إذ لا ترتبط بنطاق ترددي في ظل وسائل التحكم القديمة وغير المحدثة.
لذلك، يتطلب تقييم مخاطر الهجمات السيبرانية متابعة خط سير عملية التشغيل، لضمان عدم تعطل الإنتاج أو الإضرار باعتبارات السلامة.
- الأبعاد الجيوسياسية
يتعيّن على خبراء تقييم مخاطر الأمن السيبراني ربطها بالمشهد الجيوسياسي، لتوقع التهديدات القائمة والخصوم المحتملين وقدراتهم.
وبقراءة موقف أصول الطاقة البحرية في الشرق الأوسط، نجد أن هناك تهديدات وتحديات متكررة للبنية التحتية، ما يتطلب دمج الجانب الاستخباراتي في عملية التقييم، وفق التفاصيل الواردة في المقابلة.
ويشمل ذلك تحديد الأصول المحتمل استهدافها، والثغرات الأمنية، والدفاعات المتوافقة مع حجم التهديد.
موضوعات متعلقة..
- 5 حقول نفط بحرية في الشرق الأوسط تخضع للتوسعة.. إمكانات ضخمة (تقرير)
- استثمارات النفط والغاز في الشرق الأوسط قد تتجاوز 130 مليار دولار
- لماذا يبدو الأمن السيبراني في قطاع الطاقة الأضعف بين جميع القطاعات؟ (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية استيرادًا للألواح الشمسية الصينية في 9 أشهر (إنفوغرافيك)
- إنتاج الكهرباء في سوريا.. صفقات الغاز مع 3 دول قد تخفف حدة الأزمة
- أوابك: عدد مشروعات الهيدروجين العربية يواصل الارتفاع.. ومصر تتصدر القائمة
المصادر..





