سلايدر الرئيسيةأخبار النفطنفط

مصفاة نفط جديدة في سوريا ومجمع بتروكيماويات

تشهد سوريا تحوّلًا مهمًا في خططها لتطوير قطاع التكرير، مع بدء تنفيذ مشروع مصفاة نفط جديدة بقدرة إنتاجية كبيرة، بهدف تعزيز منظومة الطاقة المحلية وتقليل الاعتماد على الوحدات القديمة، وهو المشروع الذي يأتي ضمن رؤية حكومية لتحديث البنية التحتية النفطية وتحسين كفاءة التشغيل.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) لقطاع الطاقة السوري فإن التحرك نحو إنشاء مصفاة الفرقلس الجديدة يُعد خطوة جوهرية لرفع معدلات التكرير المحلية، في ظل تراجع الكفاءة التشغيلية للمصفاة الحالية في حمص، التي باتت بحاجة إلى تجديد شامل بعد عقود طويلة من الخدمة.

وتشير المعلومات الرسمية إلى أن المشروع الجديد سيعزز الأمن الطاقي للبلاد، خصوصًا مع التوجّه إلى إنشاء مجمع بتروكيماويات موازٍ يسهم في توفير منتجات صناعية عالية القيمة، وهو ما يفتح آفاقًا اقتصادية للمنطقة الوسطى. كما يجري العمل لضمان استمرارية تشغيل مصفاة حمص لحين دخول المشروع الجديد مرحلة الخدمة.

ويأتي تطوير مصفاة نفط جديدة في إطار خطة أشمل لإعادة تأهيل منشآت معالجة الخام في سوريا، التي واجهت خلال السنوات الماضية تحديات فنية ونقصًا حادًا في قطع الغيار؛ ما دفع الجهات المشغّلة إلى الإسراع بتنفيذ منشآت حديثة تتوافق مع معايير التكرير العالمية، وتمهّد لمرحلة تشغيلية مستقرة ومستدامة.

مصفاة الفرقلس الجديدة

يمثّل مشروع مصفاة الفرقلس الجديدة أحد أهم الاستثمارات الجارية في قطاع النفط السوري، إذ تُقدَّر طاقته التصميمية بنحو 150 ألف برميل يوميًا، مع تجهيزات تقنية حديثة تتيح إنتاج مشتقات عالية الجودة. ويؤكد مسؤولو "الشركة السورية للبترول" أن المشروع سيغيّر خريطة التكرير في البلاد خلال السنوات المقبلة.

وقال مدير عام مصفاة حمص المهندس خالد محمد علي، إن تنفيذ مصفاة نفط الفرقلس سيستغرق بين 3 و4 سنوات، تزامنًا مع إنشاء مجمع بتروكيماويات في المنطقة نفسها، ما يضمن استفادة أكبر من المنتجات التحويلية ويمنح المشروع جدوى اقتصادية عالية بفضل التكامل بين التكرير والصناعات اللاحقة.

وأكد أن المصفاة الحالية ستواصل العمل خلال مدة الإنشاء، لحين تشغيل مصفاة الفرقلس الجديدة، موضحًا أن الخيارات التقنية المتبعة في المشروع الجديد تواكب أحدث المعايير العالمية، وتوفر قدرة تشغيلية مستقرة تسهم في تلبية الطلب المحلي المتزايد، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

مصفاة حمص السورية
مصفاة حمص السورية - الصورة من وكالة "سانا"

وتأتي أهمية المشروع من قدرته على تقليل الاستنزاف التشغيلي للمصفاة القديمة، التي تعمل حاليًا بطاقة محدودة بسبب الصيانة المتكررة ونقص قطع الغيار؛ ما يجعل بدء عمليات مصفاة الفرقلس ضرورة إستراتيجية لضمان استقرار إمدادات المشتقات النفطية في السوق السورية.

وتشير بيانات الشركة إلى أن بعض وحدات المصفاة الحالية في حمص تعمل بصورة جزئية، في حين تخضع وحدات أخرى لعمليات صيانة متقدمة، كما يُنتظر أن توفر مصفاة نفط الفرقلس عند تشغيلها طاقة أكبر وأكثر كفاءة بمعدل إنتاج يوازي أكثر من ضعف قدرة المصفاة القديمة.

كما تُعد منطقة الفرقلس موقعًا مناسبًا للمشروع الجديد لكونها ترتبط بشبكة نقل ومرافق خدمية قادرة على دعم تشغيل مصفاة نفط حديثة، إضافة إلى إمكان التوسع المستقبلي في مشروعات بتروكيماوية أخرى توفر منتجات عالية القيمة للسوق السورية والإقليمية.

عمليات التكرير في مصفاة حمص

تواصل مصفاة نفط حمص العمل على رفع كفاءتها التشغيلية، رغم كونها منشأة متهالكة تعمل منذ عام 1959؛ إذ تضم 4 وحدات تقطير جوي يجري تشغيل بعضها وصيانة بعضها الآخر، في محاولة للحفاظ على استمرارية الإنتاج في سوريا إلى حين تشغيل مصفاة الفرقلس الجديدة.

وتشهد المصفاة جهودًا مكثفة لإعادة تأهيل وحداتها الرئيسة، إذ استكملت الوحدة 22 أعمال الصيانة ودخلت مرحلة التشغيل، بينما تقترب الوحدة 10 من استكمال أعمال التجهيز، في حين تواصل الوحدة 21 مراحل الصيانة النهائية تمهيدًا لإعادة تشغيلها قبل تسليم مهامها التدريجية إلى مصفاة الفرقلس.

وبحسب مسؤولي الإنتاج؛ فإن نقص قطع الغيار كان السبب الرئيس في تعثر تشغيل عدد من الوحدات خلال السنوات الماضية، ما دفع الفرق الفنية للعمل بقدراتها الذاتية لتجاوز التحديات، حتى تتوافر تجهيزات جديدة تدعم استمرار التشغيل بالتزامن مع إنشاء مصفاة نفط أكثر حداثة.

مصفاة حمص السورية
مصفاة حمص السورية - الصورة من وكالة "سانا"

وشدد مدير المصفاة المهندس خالد محمد علي، على ضرورة الإسراع في توريد المعدات المطلوبة، لضمان استقرار الإنتاج خلال المرحلة الانتقالية المقبلة، خصوصًا مع اعتماد خطط تشغيلية متوازية بين المصفاة القديمة والمشروع الجديد، الذي سيخفف تدريجيًا الضغط عن منظومة التكرير التقليدية.

وتتراوح الطاقة التشغيلية الحالية للمصفاة بين 60 و70 ألف برميل يوميًا، وهو معدل أقل بكثير من القدرة التصميمية، في حين يتوقع أن يؤدي دخول مصفاة الفرقلس الخدمة إلى رفع إنتاج المشتقات النفطية بنسب كبيرة، وتحسين جودة المنتجات المتاحة للسوق.

ويؤكد مسؤولو الشركة السورية للبترول أن المشروع الجديد، إلى جانب وحدة البتروكيماويات المزمع إنشاؤها، سيضعان الأساس لمرحلة متطورة من الصناعات النفطية في سوريا، إذ يمنحان البلاد القدرة على الاعتماد على مصفاة نفط حديثة تتوافق مع المتطلبات الاقتصادية والتقنية الحالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق