التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

بطاريات الليثيوم أيون تترقب انخفاض انبعاثات سلسلة توريدها

بحلول عام 2030

نوار صبح

من المرتقب أن تنخفض انبعاثات الكربون من سلسلة توريد بطاريات الليثيوم أيون بمقدار الثلث بحلول عام 2060.

جاء ذلك في دراسة حديثة نشرتها مجلة "نيتشر" (Nature)، وأشارت إلى أن ذلك يتحقق فقط من خلال الجمع بين التعاون الإقليمي وسياسات الاقتصاد الدائري المُصممة إقليميًا.

تجدر الإشارة إلى أن بطاريات الليثيوم أيون تؤدي دورًا مهمًا في إزالة الكربون، وتُمكّن من دمج الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

رغم ذلك، فإن عملية إنتاجها -من التعدين والتكرير إلى تركيب القطب الساب "الكاثود"- تُولّد انبعاثات كربونية كبيرة قد تفوق فوائدها خلال الاستعمال.

سلسلة توريد بطاريات الليثيوم أيون

أجرى باحثون من الصين والولايات المتحدة وكندا دراسةً لنماذج باستعمال بيانات جُمعت بين عامي 2018 و2022، وهي مرحلة حاسمة من التوسع السريع لسلسلة توريد بطاريات الليثيوم أيون العالمية.

وقد استعملوا هذه البيانات لتقدير انبعاثات الكربون من سلسلة توريد بطاريات الليثيوم أيون بأكملها، التي تمتد عبر عدّة بلدان، بما في ذلك أستراليا وتشيلي والصين وكوريا الجنوبية وأجزاء من أوروبا.

وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة قد قيّمت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عبر صناعة بطاريات الليثيوم أيون، فإنه لم يُجرَ فحص شامل لمسارات التخفيف عبر دورة حياة الإنتاج بأكملها، مع مراعاة السياسات والتجارة والتكنولوجيا، وفقًا للباحثين.

وجاءت أكبر حصة من الانبعاثات من التعدين، الذي كان مسؤولًا عن 39% من إجمالي انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج البطاريات، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

من ناحية ثانية، اكتشف الباحثون "مفارقة القيمة والانبعاثات"، حيث أنتجت أجزاء سلسلة التوريد التي تولّد أقل إيرادات مستويات أعلى من انبعاثات الكربون.

في حالة التعدين، لا يسهم هذا إلّا بنسبة 19% من القيمة الإجمالية للبطارية، بينما في المقابل، يسهم إنتاج الكاثودات للبطاريات بنسبة 43%، ولكنه لا يمثّل سوى ثلث إجمالي الانبعاثات.

خط لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون
خط لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون – الصورة من كيمستري وورلد

استكشاف مسارات إزالة الكربون

أجرى الباحثون تحليلًا للسيناريوهات لاستكشاف مسارات إزالة الكربون، بما في ذلك كثافات إعادة التدوير المتفاوتة والسياسات البيئية والتكنولوجية والتجارية على المستويين الإقليمي وعبر الإقليمي.

وأظهرت هذه المحاكاة أنه على الرغم من فعالية السياسات التي تركّز على إعادة التدوير، فإن تأثيرها يعتمد بشكل كبير على السياق، وأن الطرائق الموجهة نحو المستهلك، رغم فائدتها العالمية، يمكن أن تزيد من كثافة الانبعاثات في المناطق المصدرة للموارد.

وخلص الباحثون إلى أن أكبر قدر من إزالة الكربون لا يتحقق إلّا من خلال دمج عدّة أدوات سياسية: الجمع بين التعاون الإقليمي في التكنولوجيا والتجارة مع سياسات إقليمية مصممة خصوصًا.

وبهذا النهج، يمكن تحقيق انخفاض عالمي في الانبعاثات بنسبة 36% بحلول عام 2060، مقارنة بنسبة 16% من خلال إعادة التدوير الموجهة نحو المستهلك فقط.

وقال كيميائي المواد غير العضوية بجامعة برمنغهام الباحث الرئيس في مشروع فاراداي ريليب (إعادة تدوير وإعادة استعمال بطاريات الليثيوم أيون للسيارات الكهربائية)، بول أندرسون: "على الرغم من أن استنتاجات الدراسة ليست جديدة تمامًا، فإن شموليتها وثراء بياناتها يجعلان النتائج "موثوقة تمامًا".

وأضاف: "لن نتمكن من استخراج ما يكفي من المواد من الأرض لجعل [بطاريات الليثيوم أيون] تعمل بالسرعة التي نريدها، سيكون من المهم جدًا أن تكون إعادة التدوير جزءًا لا يتجزأ من هذا، لجعلها تعمل بشكل جيد بيئيًا، وكذلك من حيث الوقت، وربما.. جعلها تعمل من الأساس".

منجم الليثيوم ألبمارل بمنطقة أنتوفاغاستا في تشيلي
منجم الليثيوم ألبمارل بمنطقة أنتوفاغاستا في تشيلي – الصورة من رويترز

الاستدامة البيئية

أشار كيميائي المواد غير العضوية بجامعة برمنغهام الباحث الرئيس في مشروع فاراداي ريليب (إعادة تدوير وإعادة استعمال بطاريات الليثيوم أيون للسيارات الكهربائية)، بول أندرسون، إلى أن أحد العناصر المفقودة في الدراسة هو أنها استعملت غازات الاحتباس الحراري مؤشرًا وحيدًا للاستدامة البيئية.

وأوضح: "قد تكون أكبر المكاسب في فئات السمية البيئية".

وقال: "بالنظر إلى أن الصناعة في بداياتها، وإعادة التدوير في طور التطور، فقد يكون هناك "ضربة قوية" من السموم البيئية، أولًا، بعض الطرق التي نصنع بها البطاريات، والتركيبات والكيمياء التي نصنعها، وكذلك بعض عمليات إعادة التدوير والتنظيف".

وأضاف أن "بعضها يستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة، وينتج الكثير من النفايات الكيميائية".

وأردف: "تشير جميع الأدلة إلى أنه يجب علينا تعميم الفوائد الاقتصادية في هذا، أولًا لجعلها فعالة، وثانيًا، لتقليل انبعاثات الكربون".

وتابع: "يجب علينا النظر في التأثيرات البيئية الأوسع نطاقًا، أولًا، للبطاريات التي نصنعها، وثانيًا، للعمليات التي سنعتمد عليها، وكل ذلك صعب للغاية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق