تحول الطاقة في بريطانيا قد يحرم الأسر والشركات من خفض فواتير الكهرباء (تقرير)
نوار صبح

قد يحرم تحول الطاقة في بريطانيا الأسر والشركات من خفض فواتير الكهرباء نتيجة لوفرة إمدادات الغاز المسال عالميًا.
في تقرير نُشر يوم الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، توقعت وكالة الطاقة الدولية "آي إي إيه" (IEA) أن تتضخم إمدادات الغاز المسال في وقت لاحق من هذا العقد مع بدء تشغيل منشآت جديدة في الولايات المتحدة وقطر.
وأضافت الوكالة أن هذا من المرجّح أن يؤدي إلى وفرة محتملة في الغاز المسال، ما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار عالميًا، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
من جهتهم، حذّر المحللون من أن الأُسَر والشركات البريطانية قد تخسر فرصة تحقيق وفورات بسبب مقترحات الحكومة لتخلّي نظام الكهرباء عن الغاز.
خطط تحول الطاقة في بريطانيا
بموجب خطط تحول الطاقة في بريطانيا حتى عام 2030، التي ينفّذها حزب العمال، يريد الوزراء أن يأتي 95% من الكهرباء من مصادر خضراء مثل مزارع الرياح والطاقة الشمسية التي تُموّل بدعم باهظ التكلفة.
وقال رئيس مركز دراسات السياسات، ديلون سميث: "إن هذا يعني أن المستهلكين معرّضون لدفع تكاليف باهظة مقابل الكهرباء، مقارنةً بنظرائهم في الدول الغربية الأخرى، في حال انخفاض أسعار الغاز".
وأضاف أن هذا قد يُؤدي إلى أن تُصبح المملكة المتحدة "مثالًا يُحتذى به لطريقة تجنّب تحوّل الطاقة في بريطانيا".
بدوره، حذّر أستاذ السياسة الاقتصادية بجامعة أكسفورد، السير ديتر هيلم، مؤخرًا من أن "خطط الحكومة للطاقة النظيفة ستمنع المستهلكين من جني "أيّ فوائد قد تنجم عن أسعار غاز منخفضة ومستقرة".
رغم ذلك، سيظل المستهلكون الذين يستعملون غلايات الغاز يستفيدون من انخفاض فواتير التدفئة.

فائض إمدادات الغاز المسال
في تقريرها، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أنه بناءً على السياسات المُعلَنة للحكومات حول العالم، قد يكون هناك فائض قدره 65 مليار متر مكعب من إمدادات الغاز المسال بحلول عام 2030.
يأتي ذلك بعد دخول 300 مليار متر مكعب من القدرة الإنتاجية الجديدة حيز التشغيل بين عامي 2025 و2030، بما في ذلك نحو 150 مليار متر مكعب في الولايات المتحدة، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وحذّرت وكالة الطاقة الدولية من عدم وجود عملاء واضحين لمعظم هذا العرض الجديد، إذ من غير المرجّح أن تستوعبه أوروبا والصين بالكامل نظرًا لاعتمادهما المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة.
وأضافت الوكالة: "الأسئلة الرئيسة هي: في أيّ أسواق، وبأيّ سعر، وتحت أيّ ظروف، يمكن استيعاب هذا الفائض المتزايد من إمدادات الغاز المسال؟".
"في سيناريو السياسات المُعلَنة، سيزداد الطلب على الغاز المسال بمقدار 200 مليار متر مكعب بين عامَي 2024 و2030.
"وهذا أقل من التغير في الطاقة التصديرية المتاحة للغاز المسال، ويضع ضغوطًا هبوطية على أسعار الغاز المسال".

وزير الطاقة يتعرض لضغوط
تأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي يتعرض فيه وزير الطاقة، إد ميليباند، لضغوط لتجنُّب تثبيت أسعار مرتفعة على الأسر من خلال الجولة الأخيرة من دعم الطاقة المتجددة.
وقال ميليباند: "بموجب عقود الفروقات (CfDs) التي تقدّمها الحكومة، التي تمتد لـ20 عامًا، تضمن مزارع الرياح والطاقة الشمسية سعرًا ثابتًا للكهرباء التي تولّدها".
وتضمن هذه العقود حصول محطات التوليد العاملة بالطاقة المتجددة على دفعات إضافية عندما تنخفض أسعار السوق عن المستوى المتفق عليه، أو سداد الفرق عندما ترتفع الأسعار فوق ذلك المستوى.
ونتيجة لارتفاع تكاليف مزارع الرياح حاليًا، حذَّر النقّاد من أن الوزراء يخاطرون بالالتزام بأسعار مرتفعة.
وحذّر محللون من أن الإطار الزمني القصير لأهداف حزب العمال للطاقة النظيفة -التي تتطلب مضاعفة قدرة طاقة الرياح في بريطانيا وحدها 3 مرات تقريبًا في غضون 5 سنوات- قد يؤدي إلى ارتفاع تكلفة البناء.
ويرى الوزير ميليباند أن الطاقة الخضراء فقط هي التي "ستخفض الفواتير نهائيًا".
وقارن ميليباند بين مصادر الطاقة المتجددة وسعر الغاز المتقلب، الذي يُحدد سعر الجملة للكهرباء في بريطانيا أكثر من جميع مصادر الطاقة الأخرى.
وقد شكلت الكهرباء المُولَّدة بالغاز نحو 26% من كهرباء بريطانيا العام الماضي، لتحتلّ المرتبة الثانية بعد طاقة الرياح بنسبة 30%.
في المقابل، ستشهد خطط الوزير ميليباند للطاقة النظيفة انخفاضًا في استهلاك الغاز إلى حدّ أقصى قدره 5% بحلول عام 2030، مع استحواذ مصادر الطاقة المتجددة والبطاريات والطاقة النووية على النصيب الأكبر.
وزعم تحليلٌ للخطط أجرته هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني أن المقترحات ستوفر على المستهلكين المال مقارنةً بنظام يعتمد بشكل أكبر على الغاز.
موضوعات متعلقة..
- تحول الطاقة في بريطانيا يكلّف أكثر من 297 مليار دولار.. من يحاسب الحكومة؟
- تحول الطاقة في بريطانيا يعتمد على النفط والغاز والمصادر المتجددة (تقرير)
- تحول الطاقة في بريطانيا بحلول 2030 يتطلّب تقنين استهلاك الكهرباء (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أبرز مشروعات الهيدروجين الملغاة عالميًا في 2025 (إنفوغرافيك)
- أوابك تتوقع ارتفاع إمدادات الغاز المسال إلى 428 مليون طن في 2025
- أداء متدهور لشركات الطاقة الشمسية الصينية.. خسائر وتراجع بالأرباح
المصدر:





