أخبار التغير المناخيالتغير المناخيرئيسية

الحياد الكربوني في أستراليا يتلقى صفعة جديدة.. حزب آخر يتخلى عنه

محمد عبد السند

يشهد هدف الحياد الكربوني في أستراليا المقرر له بحلول عام 2050 انتكاسة جديدة بعدما تخلّى عنه الحزب الليبرالي رسميًا، منهيًا بذلك الدعم الحزبي لمستهدف المناخ الذي أُدرِج في قانون التغيرات المناخية قبل 3 سنوات.

وجاء إعلان الحزب تخلّيه عن مستهدف إزالة الانبعاثات بعد اجتماع ماراثوني أمس الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري سادت خلاله مناقشات ساخنة استمرت قرابة 5 ساعات، انتهت بحصول القرار على دعم 28 عضوًا في البرلمان، مقايل معارضة 17.

ويمثّل القرار فوزًا كبيرًا للتيار المحافظ في الحزب، ويجعل الليبراليين متوافقين مع شركائهم في الائتلاف، المنتمين للحزب الوطني الذين تخلّوا هم -أيضًا- عن هدف الحياد الكربوني في وقت سابق من الشهر الجاري، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وحددت حكومة حزب العمال عام 2050 موعدًا نهائيًا لتحقيق الهدف المذكور، كما حددت هدفًا مؤقتًا بموجب اتفاق باريس للمناخ لتحقيق تخفيضات في الانبعاثات تتراوح بين 62 و70% بحلول عام 2035 قياسًا بمستويات عام 2005.

تداعيات القرار

يفتح قرار التخلّي عن هدف الحياد الكربوني في أستراليا الباب أمام نشر الطاقة النووية وبناء محطات الكهرباء العاملة بالفحم إلى جانب تمديد العمر التشغيلي لمحطات الفحم الحالية، وفق ما أوردته "ديلي ميل".

وجاء إعلان الحزب الليبرالي التخلّي عن مستهدف إزالة الانبعاثات على لسان زعيمته سوزان لي، التي قالت: "حال انتخابنا سنزيل مستهدف عام 2030 البالغة نسبته 43%، وكذلك مستهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050 من قانون التغيرات المناخية".

وأكدت أن الأستراليين يستحقون طاقة بأسعار ميسورة، وخفضًا مسؤولًا للانبعاثات الكربونية، لافتةً إلى أن الحزب الليبرالي يثق في قدرته على إنجاز الأمرين، وإن كان يعطي أولوية قصوى إلى الأول.

ولفتت إلى "ثالوث الفشل" الذي ظهر تحت قيادة حزب العمال، وهو: ارتفاع الأسعار وتراجع الموثوقية وثبات مستوى الانبعاثات.

وترى سوزان لي أن سياسات الحياد الكربوني التي ينتهجها الحزب والضرائب تضرّ مصالح الشركات، وتتسبّب برفع الأسعار.

وأكملت: "على الرغم من وعود الطاقة الرخيصة، فإن الأسعار قد ارتفعت بشكل كبير في عهد حزب العمال".

زعيمة الحزب الليبرالي سوزان لي - الصورة من
زعيمة الحزب الليبرالي سوزان لي - الصورة من AAP

محطات الفحم الجديدة

قال وزير الطاقة وخفض الانبعاثات في حكومة الظل الأسترالية دان تيهان، إن حزبه الليبرالي لم يعارض فتح محطات فحم جديدة، مُردفًا أنهم سيتّبعون نهجًا لا يعتمد على التقنية، وأنهم سيتركون السوق تحدِّد كيفية تطبيق هذا النهج.

وكشف عن خطط الحزب لدعم حكومات الولايات التي تستنزف أصولها من الفحم، مع ضرورة الحفاظ على السعة في منظومة الكهرباء.

وأوضح أن الحزب الليبرالي سيعمل على استغلال موارد البلاد الطبيعية لتقليل الضغوط الواقعة على أسعار الطاقة.

تحذير من الفحم

حذّرت السيناتور آني روستون من أن التخلص السريع من الفحم يشكّل خطرًا واضحًا على الشبكة.

وقالت، إن حكومات الولايات تُمدِّد العمر التشغيلي لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم لأنه يتعين عليها الحفاظ على إمدادات الكهرباء.

وتابعت: "يدلّ هذا على أنك تحتاج إلى أحمال طاقة أساسية، وهذا ما يحافظ على إمدادات الكهرباء"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم من تخلّيه عن هدف الانبعاثات، فإن الحزب الليبرالي سيواصل دعمه للاستمرار في اتفاقية باريس للمناخ المُبرَمة في عام 2015، والتي تستلزم من البلدان الموقّعة عليها رفع أهدافها بشأن الانبعاثات كل 5 سنوات.

وفي هذا الصدد قالت زعيمة الحزب الليبرالي سوزان لي: "رغم كل شيء نبقى ملتزمين باتفاقية باريس، وقلنا ذلك مرارًا؛ فليس من سياستنا تحديد أهداف طويلة الأجل، ولكن الحياد الكربوني أمر يلقى لدينا ترحابًا".

وأكدت أن أهداف حزبها المناخية لن تأتي على حساب الأسر الأسترالية، موضحةً أن هذا المبدأ هو ما يستند إليه الحزب في قراراته كافة.

محطة كهرباء لوي يانغ العاملة بالفحم في وادي لاتروب بأستراليا
محطة كهرباء لوي يانغ العاملة بالفحم في وادي لاتروب بأستراليا – الصورة من بلومبرغ

المعارضة تؤخر أستراليا

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، إن عدول المعارضة عن هدف الحياد الكربوني يأخذ الأستراليين إلى الوراء.

وأردف أن المعارضة تحيد عن مسار العمل المناخي لأنها لا تؤمن بعلوم تغيرات المناخ، وفق ما أدلى به في تصريحات صحفية مؤخرًا في سيدني.

وأشار إلى أن مواطني بلاده لا يقدرون على تحمُّل دفع ثمن الصراعات الداخلية في الائتلاف الحاكم، فيما يتعلق بسياسات المناخ والطاقة.

وبالمثل، هاجمت الرئيسة التنفيذية لمجلس المناخ أماندا ماكنزي قرار الحزب الليبرالي التخلي عن هدف الحياد الكربوني في أستراليا، لكونه سيرفع أسعار الطاقة.

وأوضحت أنه بعد عقدٍ من الإنكار والتشتت والتأجيل، لم يفهم الائتلاف الحاكم قواعد اللعبة بَعْد؛ إذ إنه لا يمكن لأحد الفوز بالانتخابات وهو يجهل رغبة الناخبين في عمل مناخي ذي جدوى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
1.الحزب الليبرالي يتخلى عن هدف الحياد الكربوني في أستراليا، من "ديلي ميل"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق