التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجلنفطوحدة أبحاث الطاقة

وكالة الطاقة الدولية تعدّل موقفها: لا ذروة في الطلب على النفط قبل 2050

في سيناريو السياسات الحالية

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • وكالة الطاقة تعيد سيناريو السياسات الحالية بعد توقُّف سنوات، وتستبعد سيناريو التعهدات المعلنة
  • وكالة الطاقة تتوقع وصول الطلب على النفط إلى 113 مليون برميل يوميًا بحلول 2050
  • حجم سوق الغاز المسال سيتجاوز تريليون متر مكعب في 2050
  • الاحترار العالمي سيتجاوز 1.5 درجة مئوية في جميع السيناريوهات

كشفت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط والغاز لن يتراجع، بل قد يواصل صعوده حتى عام 2050 على الأقل، في تحول يكسر مسار التوقعات السابقة، التي أثارت الكثير من الجدل.

وأشار أحدث تقاريرها -الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- إلى إعادة الوكالة الدولية طرح سيناريو السياسات الحالية بعد غياب 5 سنوات، لتقرّ بأن العالم يسير بخطى أبطأ نحو تحول الطاقة، وسط توقعات بإخفاق الدول في تحقيق الأهداف المناخية.

وبحسب السيناريو القائم على السياسات الحالية، أي السياسات المطبَّقة دون الوعود المناخية، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يقفز الطلب على النفط إلى 113 مليون برميل يوميًا بحلول 2050، بزيادة تقارب 13% عن مستويات عام 2024، البالغة 100 مليون برميل يوميًا.

ويعدّ هذا الإعلان تغييرًا واضحًا في نهج الوكالة الدولية، بعدما كانت جميع السيناريوهات التي ركّزت عليها في تقرير آفاق الطاقة العالمية للعام الماضي تشير إلى أن الطلب على النفط سيبلغ ذروته قبل نهاية العقد الحالي.

أمّا سيناريو السياسات المُعلَنة، الذي يفترض تطبيق مجموعة من السياسات المناخية المعلنة من الحكومات، فإن الطلب على النفط سيبلغ ذروته قبل عام 2030، قبل أن يبدأ بالانخفاض التدريجي ليبلغ 97 مليون برميل يوميًا بحلول 2050.

ووفقًا لسيناريو الحياد الكربوني، الذي يفترض اتخاذ إجراءات مناخية صارمة، فإن الطلب على النفط سينخفض بحدّة إلى 25 مليون برميل يوميًا بحلول 2050.

وشهدت سيناريوهات وكالة الطاقة الدولية في التقرير السنوي الجديد تطورات لافتة، حيث أضافت هذا العام تعديلات جوهرية على منهجها، مع تأكيدها أن هذه السيناريوهات ليست توقعات للمستقبل.

وكان أبرز هذه التطورات إطلاق سيناريو جديد يُعرَف بـ"تسريع الوصول لخدمات الطهي النظيف والكهرباء" (ACCESS)، مع استبعاد سيناريو التعهدات المعلنة (APS).

وبعد ضغوط من إدارة ترمب التي اتّهمت الوكالة بأنها تُثبط استثمارات الوقود الأحفوري، أعادت "الطاقة الدولية" سيناريو السياسات الحالية (CPS) بعد توقُّفه منذ عام 2020، وأبقت على سيناريو السياسات المُعلَنة (STEPS)، وسيناريو الحياد الكربوني (NZE).

الطلب على النفط بحلول 2050

يشير سيناريو السياسات الحالية إلى أن الطلب على النفط سيرتفع من 100 مليون برميل يوميًا في 2024 إلى 105 ملايين بحلول 2035، ثم إلى 113 مليونًا في 2050، أي بمتوسط زيادة سنوية 0.5 مليون برميل يوميًا.

وبذلك، باتت توقعات وكالة الطاقة الدولية تتقارب مع توقعات منظمة أوبك، التي رجّحت ارتفاع الطلب إلى 122.9 مليون برميل يوميًا بحلول 2050.

ووفقًا لتقرير الوكالة الصادر اليوم الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني (2025)، بالتزامن مع قمة المناخ "كوب 30" في البرازيل، يُعزى معظم الزيادة إلى استهلاك النفط في الصناعات البتروكيماوية وقطاعات الطيران والصناعة، بينما سيشهد قطاع النقل البري استقرارًا نسبيًا بفضل تبنّي السيارات الكهربائية بحلول 2035.

وسيتجاوز عدد السيارات الكهربائية على الطرق 430 مليون مركبة، منها 60% في الصين و25% في أوروبا، ليسهم ذلك في خفض الطلب على النفط بما يفوق 6 ملايين برميل يوميًا، وفق وكالة الطاقة، لكن النمو في القطاعات الأخرى سيعوّض ذلك.

في المقابل، سيتراجع استهلاك النفط في قطاع الكهرباء بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى 2035، خاصة في الشرق الأوسط.

وعلى صعيد المعروض العالمي من النفط، يوضح التقرير أن تلبية الطلب ستحتاج إلى تعزيز الإنتاج من مصادر متنوعة، بما في ذلك الدول الخاضعة للعقوبات، وارتفاع الأسعار لتحفيز عمليات الاستكشاف والتطوير في المناطق ذات التكلفة العالية، بالإضافة إلى استعداد المنتجين منخفضي التكلفة لتجاوز حدود القدرة الإنتاجية المُعلَنة.

وسيشهد المعروض من خارج أوبك+ ارتفاعًا بمقدار 4 ملايين برميل يوميًا حتى 2035، بقيادة الولايات المتحدة وكندا وغايانا والبرازيل والأرجنتين، قبل أن ينخفض إلى مستويات 2024 بحلول 2050.

أمّا المعروض من أوبك+، فيتّجه للارتفاع من 50 مليون برميل يوميًا في 2024، إلى 51 مليونًا في 2035 بقيادة السعودية، قبل أن يقفز إلى 63 مليونًا بحلول 2050.

منصة بحرية
منصة بحرية - الصورة من بي بي

الطلب على النفط حسب المناطق

من المتوقع أن تبقى الاقتصادات الناشئة، خاصة الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، المحرك الرئيس لنمو الطلب خلال العقود المقبلة.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تقود الهند نمو الطلب العالمي حتى عام 2035، ليرتفع استهلاك النفط من 5.5 مليون برميل يوميًا في 2024 إلى 8 ملايين في 2035، وفق سيناريو السياسات الحالية.

أمّا الصين، التي شكلت أكثر من 75% من نمو الطلب العالمي بين عامي 2015 و2024، فستشهد انخفاضًا طفيفًا في الطلب من 16.2 مليون برميل يوميًا في 2024 إلى 15.8 مليونًا في 2035.

وفي أفريقيا، سيرتفع الطلب على النفط بمقدار الثلث ليصل إلى 6 ملايين برميل يوميًا في 2035، بدعم من التوسع في النقل البري وزيادة استهلاك غاز النفط المسال في المنازل، كونه بديلًا للكتلة الحيوية.

أمّا في الشرق الأوسط، فسيرتفع الطلب من 8.5 مليون برميل يوميًا في 2024 إلى نحو 9.5 مليونًا في 2035، مدفوعًا بزيادة الطلب في الصناعات البتروكيميائية، في ظل تراجع الاستهلاك في محطات الكهرباء.

وفي المقابل، تسجل الاقتصادات المتقدمة انخفاضًا في الطلب بنحو 3.5 مليون برميل يوميًا حتى 2035، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

منصة بحرية
منصة بحرية - الصورة من إكوينور

ارتفاع الطلب على الطاقة

يتوقع تقرير وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة بمقدار 90 إكساجول بحلول 2035، ما يعادل زيادة 15% على المستويات الحالية، وفقًا لسيناريو السياسات الجارية.

وسيرتفع حجم سوق الغاز المسال من 560 مليار متر مكعب في 2024 إلى 880 مليارًا في 2035، وصولًا إلى 1.020 تريليون متر مكعب بحلول 2050، نتيجة ارتفاع الطلب من قطاع الكهرباء.

وأشار التقرير إلى تصدُّر الكهرباء محور الاقتصادات الحديثة، مع تسارع نمو الطلب بوتيرة تفوق إجمالي استهلاك الطاقة في جميع السيناريوهات.

ورغم افتراضات السيناريو الحالي بجمود السياسات، فإن الطاقة المتجددة ستواصل زخمها العالمي، لتظل الأسرع نموًا بين جميع مصادر الطاقة، بقيادة الطاقة الشمسية.

بالإضافة إلى ذلك، أكد التقرير أن التنويع في مصادر الطاقة والتعاون بين الدول أصبح أكثر أهمية من أيّ وقت مضى.

وسلّط الضوء على مجموعة من التحديات والفرص أمام صنّاع السياسات، مؤكدًا أن أمن الطاقة أصبح في قلب التوترات الجيوسياسية وركيزة أساسية لتعزيز الأمن الاقتصادي والوطني.

وكشف عن ظهور مخاطر جديدة تهديد سلاسل توريد المعادن الإستراتيجية، إلى جانب أمن إمدادات النفط والغاز، لا سيما أن دولة واحدة تسيطر على 19 من أصل 20 معدنًا حيويًا، بمعدل حصة سوقية يقارب 70%.

في الوقت نفسه، حذَّر التقرير من أن درجات الحرارة العالمية ستتجاوز 1.5 درجة مئوية في جميع السيناريوهات الحالية، وهو الحدّ الذي تعهدت أكثر من 190 دولة بعدم تجاوزه في اتفاقية باريس عام 2015.

ويفيد التقرير بأن خفض الانبعاثات لن يتحقق إلّا في حالة نشر تقنيات إزالة ثاني أكسيد الكربون، وفق سيناريو الحياد الكربوني.

الخلاصة..

كشفت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط والغاز سيستمر في الصعود حتى 2050، وهو توجُّه يعكس مسارها السابق الذي كان يتوقع بلوغ ذروة الطلب قبل نهاية العقد الحالي، إذ تُتوقع زيادة استهلاك النفط في الصناعات البتروكيماوية والطيران والنمو القوي في الاقتصادات الناشئة، بينما ستسهم السيارات الكهربائية في استقرار الطلب من النقل البري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. توقعات الطلب على النفط، من وكالة الطاقة الدولية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق