التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين الأخضر في أوروبا.. إلغاء مشروعات وضبابية بالسوق (تقرير)

نوار صبح

شهد قطاع الهيدروجين الأخضر في أوروبا إلغاء عدد كبير من المشروعات والاستثمارات التي تخلّت عنها الشركات الكبرى.

وعلى الرغم من أن هذا القطاع واجه تحديات كبيرة في عام 2025، يجد المطورون طرقًا للوصول إلى السوق عندما تكون الظروف مواتية، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل، انسحبت معظم السعة الممنوحة بموجب المزاد الثاني لدعم الهيدروجين الأخضر في أوروبا قبل توقيع اتفاقيات المنح، ورفض المطورون منحًا من المملكة المتحدة، ما يُشير إلى مشكلات هيكلية أعمق في هذا القطاع الناشئ.

ويشير قادة قطاع الهيدروجين الأخضر في أوروبا إلى الغموض التنظيمي، والتأخير في منح السياسات والتمويل، وارتفاع التكاليف، وصعوبات تأمين شراء ملزم طويل الأجل.

المشروعات الضخمة

قدّمت الرئيسة التنفيذية لمجلس الهيدروجين، إيفانا جيملكوفا، تقييمًا أكثر دقة، مشيرةً إلى تدفُّق مستمر من المشروعات الضخمة التي وصلت إلى مرحلة الإغلاق المالي وبدأت أعمال البناء.

وقالت جيملكوفا: "يمكن للجميع أن يعربوا عن استيائهم ويقولوا: 'إنه فشل ذريع'، وهذا ليس صحيحًا، وليس مفيدًا"، حسب مقابلة مع منصة بلاتس، التابعة لشركة إس آند بي كوموديتي إنسايتس.

ووفقًا لمحللي كوموديتي إنسايتس، فإن ما يقرب من 18 غيغاواط من مشروعات إنتاج الهيدروجين الكهربائي العاملة بالطاقة المتجددة في أوروبا كانت في مرحلة متقدمة بنهاية الربع الثاني من عام 2025، مع 490 ميغاواط من هذه المشروعات قيد التشغيل، مقارنةً بـ 7 غيغاواط جرى إلغاؤها أو تعليقها.

ويشير العدد الكبير من المشروعات الملغاة إلى عقبات حقيقية يجب على الصناعة وصانعي السياسات التغلب عليها، إذ إن معظم المشروعات المعلنة -95 غيغاواط- في مرحلة مبكرة من التطوير.

وقالت الرئيسة التنفيذية للعمليات الهيدروجينية لدى شركة آر دبليو إي جينيريشن (RWE Generation)، سوبنا سوري: "إن العدد المنخفض من قرارات الاستثمار النهائية التي اتُّخِذَت حتى الآن أمر صادم، ويوضح مدى الغموض بشأن توقعات السوق".

جهاز التحليل الكهربائي في منشأة لإنتاج الهيدروجين بمدينة لودفيغسهافن الألمانية
جهاز التحليل الكهربائي في منشأة لإنتاج الهيدروجين بمدينة لودفيغسهافن الألمانية – الصورة من باسف

برنامج دعم الهيدروجين الأخضر في أوروبا

أرسى برنامج دعم الهيدروجين الأخضر في أوروبا -وهو بنك الهيدروجين الأوروبي- مزاده الثاني في مايو/أيار الماضي، بقيمة 992 مليون يورو (1.1 مليار دولار) لسعة تحليل كهربائي بقدرة 2.3 غيغاواط على مدى 10 سنوات.

(اليورو = 1.15 دولارًا أميركيًا)

رغم ذلك، سُحِبت 1.9 غيغاواط من هذه السعة قبل الموعد النهائي لإيداع الضمان في سبتمبر/أيلول الماضي.

وسحبت شركة دويتشه ريغاز (Deutsche ReGas) مشروعها "إتش 2 – هب لوبمين" H2-Hub Lubmin بقدرة 210 ميغاواط في ألمانيا، مُشيرةً إلى تأخير في تطبيق التشريعات الوطنية، ما خلق حالة من الضبابية.

وصرّح متحدث باسم الشركة آنذاك بأن "البيئة التنظيمية غير الواضحة تعوق تطور السوق، وتحدّ من قدرتنا على تأمين عقود طويلة الأجل مع عملاء صناعيين محتملين".

بالمثل، أجبرت التأخيرات في خطوط الأنابيب التي ستربط مُحلل زيفونك الكهربائي بقدرة 560 ميغاواط في هولندا، مُطوري المشروعين، فاتنفول (Vattenfall) وكوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز (Copenhagen Infrastructure Partners)، على التخلّي عن تمويل الاتحاد الأوروبي.

ويعتزم المطورون تطوير هذه المشروعات لاحقًا، ولكن سيُعاد تخصيص التمويل الفوري لمشروعات احتياطية ذات تكاليف أعلى للكيلوغرام الواحد، ما يُقلل من القدرة الإنتاجية، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمجلس الهيدروجين، إيفانا جيملكوفا: "عندما نتعمق في أسباب عدم تقدُّم المشروعات، فإن التحدي الأكبر هو تطبيق السياسات".

الهيدروجين الأخضر في أوروبا

الضبابية في السياسات والسوق

على الصعيد العالمي، من بين 52 مشروعًا أُلغيت علنًا خلال 18 شهرًا حتى سبتمبر/أيلول الماضي، كان 38% منها بسبب الضبابية في السياسات والسوق، بينما أشار 27% إلى تحديات التمويل، وفقًا لما ذكره مجلس الهيدروجين في تقريره "بوصلة الهيدروجين العالمية" الصادر في سبتمبر/أيلول الماضي.

وكان غياب المشترين ثالث أكبر سبب، حيث مثّل 16% من حالات إلغاء المشروعات.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمجلس الهيدروجين، إيفانا جيملكوفا: "كما هو الحال مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها، كان التدخل الحكومي هو ما بدأ تلك الدورة الإيجابية من زيادة الحجم وخفض التكلفة".

من الناحية النظرية، هذه السياسات موجودة، لكنها في الغالب مجرد حبر على ورق".

من جهة ثانية، تُعدّ السياسة الرئيسة التي تُحرك استعمال الهيدروجين الأخضر في أوروبا هي توجيه الطاقة المتجددة المُعدّل الصادر عن الاتحاد الأوروبي.

بموجب توجيه الطاقة المتجددة المعدّل 3 "آر إي دي 3" (RED III)، يشترط الاتحاد الأوروبي أن يكون 42% من الهيدروجين المستعمَل في الصناعة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، و1% من وقود النقل من الهيدروجين المتجدد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق