قطاع الكهرباء في الدول العربيةالتقاريرسلايدر الرئيسيةملفات خاصة

إنتاج الكهرباء في لبنان.. أزمة مزمنة تعزز طموحات الطاقة الشمسية

سامر أبووردة

رغم وجود عدد كبير من المحطات الحرارية والكهرومائية، فإن إنتاج الكهرباء في لبنان ما يزال عاجزًا عن تلبية الطلب المحلي المرتفع، وسط أزمة وقود مستمرة، وتدهور في البنية التحتية، واعتماد متزايد على بدائل كالطاقة الشمسية والمولدات الخاصة.

ووفقًا لأحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يتراوح الإنتاج الفعلي من الكهرباء ما بين 2000 و3 آلاف و16 ميغاواط في أفضل الظروف، في حين يتجاوز الطلب حاجز 5 آلاف ميغاواط يوميًا، ما يجعل ساعات التغذية لا تتعدى من 4 إلى 6 ساعات يوميًا.

وتتفاقم الفجوة بين العرض والطلب عامًا بعد عام، ولا سيما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، التي تسببت في خسائر فادحة للقطاع.

ويسعى لبنان لتجاوز أزمته في الوقود من خلال اتفاقية تعاون مع العراق، أُطلقت عام 2021، وجرى تمديدها مرات عدة، كان أحدثها في مارس/آذار 2025، لتزويد لبنان بمليونَي طن سنويًا من زيت الوقود عالي الكبريت، يُستبدل عبر مناقصات دولية للحصول على وقود يتناسب مع مواصفات المحطات.

وتُسهم هذه الشحنات -التي تصل مرتَيْن شهريًا- في دعم إنتاج الكهرباء في لبنان عبر إبقاء عدد من المحطات قيد التشغيل، وتخفيف حدة الانقطاعات.

القدرة المركبة ومزيج الكهرباء في لبنان

بلغت القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء في لبنان بنهاية عام 2023 نحو 3.98 غيغاواط (3 آلاف و980 ميغاواط)، توزّعت على محطات حرارية وكهرومائية، إلى جانب مشروعات الطاقة الشمسية المتنامية.

ويشكّل زيت الوقود الثقيل المصدر الرئيس لإنتاج الكهرباء، بواقع 2.38 تيراواط/ساعة خلال 2023، في حين أسهمت الطاقة الشمسية بنحو 1.4 تيراواط/ساعة، والكهرباء الكهرومائية بـ0.7 تيراواط/ساعة، من أصل إجمالي الإنتاج الذي بلغ 4.52 تيراواط/ساعة، مقابل طلب سنوي يلامس 4.62 تيراواط/ساعة.

محطة كهرباء في لبنان
محطة كهرباء في لبنان - أرشيفية

الطلب على الكهرباء في لبنان

تظهر فجوة حادة في القدرة على تلبية الطلب على الكهرباء في لبنان، والذي يُتوقع أن يبلغ ذروته عند نحو 5 آلاف ميغاواط، فيما يبلغ الإنتاج في أفضل الأحوال 3016 ميغاواط، بشرط توافر الوقود.

أما في الوضع الاعتيادي فإن ما يُنتج لا يغطي سوى ربع الحاجة الوطنية.

وتسبّبت الحرب الإسرائيلية الأخيرة (خلال 2024 و2025 تزامنًا مع الحرب على قطاع غزة) في تراجع إضافي لإنتاج الكهرباء في لبنان وقدرة الشبكة الوطنية على تلبية الطلب، بعدما طالت أضرارها قطاع الكهرباء بشقَيْه التوليدي والتوزيعي.

إذ بلغت الخسائر نحو 307 ملايين دولار، من بينها 209 ملايين خسائر مالية مباشرة، و98 مليونًا من الأضرار المادية في البنية التحتية.

وبحسب بيانات منصة الطاقة المتخصصة، تضررت شبكات النقل والتوزيع بصورة كبيرة، لا سيما في الجنوب وجبل لبنان، ما تسبّب في تعطّل الخدمة لمناطق واسعة، وتعطّل جباية الفواتير، لتتفاقم خسائر مؤسسة كهرباء لبنان، التي تعاني أصلًا عجزًا ماليًا متراكمًا.

مؤسسة كهرباء لبنان
مؤسسة كهرباء لبنان - أرشيفية

وفي سياق متصل، لم تُسجَّل بيانات دقيقة بشأن أقصى حمل كهربائي في لبنان، لكن تقارير محلية تشير إلى أن حدّها الأقصى قد يصل إلى 5 آلاف ميغاواط خلال أشهر الصيف، إذا كانت درجات الحرارة في حدود 45 إلى 50 درجة مئوية، وهو رقم يتجاوز بمرتَين أو أكثر كمية الكهرباء المتوافرة فعليًا، ما يفرض انقطاعًا شبه دائم في التيار.

الطاقة الشمسية والمولدات الخاصة

في ظل تعثّر الإنتاج الحكومي، لجأ اللبنانيون إلى حلول بديلة، أبرزها المولدات الخاصة التي تعتمد على المازوت والديزل، وتغطي ما يصل إلى 18 ساعة يوميًا في بعض المناطق، وحتى 24 ساعة في حالات محددة.

من جهة أخرى، شهدت سوق الطاقة الشمسية نموًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية؛ إذ ارتفعت قدراتها من نحو 100 ميغاواط في 2020 إلى 870 ميغاواط بنهاية 2022، ثم أُضيفت 663 ميغاواط أخرى خلال النصف الأول من 2023، ليصل المجموع إلى أكثر من 1500 ميغاواط.

وتطمح الحكومة إلى رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 30%، بحلول عام 2030.

المولدات الخاصة في لبنان
المولدات الخاصة في لبنان

أكبر محطات الكهرباء في لبنان

رغم الأزمة، هناك أكبر محطات الكهرباء في لبنان، لكنها تعمل دون طاقتها القصوى نتيجة النقص في الوقود، أو بفعل الأضرار الناتجة عن الحرب.

وهنا نستعرض لمحة بيانية عن أبرز هذه المحطات:

  1. محطة الذوق: أكبر محطة لإنتاج الكهرباء في لبنان، بقدرة 1003 ميغاواط، تشمل وحدات حرارية ومولدات عكسية، وبواخر توليد.
  2. محطة الجية: قدرتها 616 ميغاواط، وتضم وحدات حرارية وبواخر ومولدات مضافة لاحقًا.
  3. محطة دير عمار: تعمل بقدرة 465 ميغاواط، وتعتمد على الوقود الثقيل.
  4. محطة الزهراني: بطاقة إجمالية 465 ميغاواط، وهي مصدر رئيس في الجنوب اللبناني.
  5. معمل أولى الكهرومائي: ينتج 108 ميغاواط، ويُعد جزءًا من منظومة الليطاني التي تبلغ قدرتها الإجمالية 190 ميغاواط.

مستقبل إنتاج الكهرباء في لبنان

رغم التوسع في الطاقة الشمسية، فإن مستقبل إنتاج الكهرباء في لبنان يظل رهنًا بعوامل معقّدة، على رأسها استمرار الأزمة السياسية، وغياب التمويل الكافي لتأهيل البنية التحتية، وعدم تبني الدولة سياسة واضحة للطاقة.

وإذا استمر الوضع الحالي فإن لبنان سيبقى معتمدًا على حلول مؤقتة مثل الطاقة الشمسية والمولدات الخاصة، بدلًا من إصلاح شامل يحقق أمن الطاقة على المدى البعيد.

موضوعات متعلقة..

نرشّح لكم..

المصدر:

  1. بيانات إنتاج الكهرباء في لبنان، من "إمبر".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق