التقارير تقارير النفط سلايدر الرئيسية نفط

ترمب يعفي المجر من عقوبات شراء النفط الروسي.. كيف تتأثر أوروبا؟ (تقرير)

2025-11-08

0 315

في خطوة مثيرة للجدل داخل الاتحاد الأوروبي، منح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، إعفاءً كاملًا من العقوبات المفروضة على النفط الروسي؛ ما يسمح لبلاده بمواصلة شراء الخام رغم القيود الغربية.

وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة؛ فقد جاء القرار بعد اجتماع وُصف بالودّي في البيت الأبيض؛ حيث تبادل الزعيمان الثناء وأكدا متانة العلاقات بين بلديهما، وسط تباين واضح في مواقف المجر وبقية أوروبا من الحرب في أوكرانيا.

وأكد وزير الخارجية المجري بيتر سييارتو، أن اللقاء مع ترمب أسفر عن "نتيجة كبرى" تمثّلت في الإعفاء الشامل من العقوبات على النفط والغاز الروسيين، معتبرًا القرار الأميركي ضمانة مباشرة لأمن الطاقة في بلاده.

وجاءت الخطوة في ظل انتقادات أوروبية لموقف بودابست المائل لموسكو، بينما شدد ترمب على أن المجر تستحق معاملة خاصة لكونها دولة حبيسة تعتمد كليًا على خطوط الأنابيب، ولا تملك مواني تتيح تنويع مصادر الطاقة.

النفط الروسي إلى المجر

دافع أوربان، خلال لقائه ترمب، عن استمرار بلاده في استيراد النفط الروسي، مؤكدًا أن خطوط الأنابيب ليست قضية سياسية بل "واقع مادي"، وأن أي قطيعة مفاجئة مع موسكو ستعرّض إمدادات الطاقة المجرية لخطر حقيقي.

وأوضح أن التعاون مع روسيا ضرورة جغرافية واقتصادية في آن واحد، مشيرًا إلى أن المجر لا يمكنها الاستغناء عن الخام الروسي دون بدائل ملموسة، مؤكدًا أن قرار ترمب يعبّر عن فهم أميركي عميق لخصوصية الموقف المجري.

من جانبه، قال الرئيس الأميركي إن بلاده تدرك تمامًا الظروف التي تواجهها المجر، مؤكدًا أن منح الإعفاء ليس مكافأة سياسية بل هو قرار واقعي لضمان استقرار إمدادات الطاقة داخل أوروبا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ناقلة النفط الروسي إيفنتين التي تحمل علم بنما - الصورة من الغارديان

ويأتي القرار الأميركي في حين تسعى واشنطن لفرض عقوبات إضافية على شركتي "روسنفط" و"لوك أويل"، إذ منحت الشركات المتعاملة معهما مهلة شهرًا واحدًا لقطع العلاقات أو مواجهة عقوبات ثانوية قاسية.

وكانت بودابست قد عرضت سابقًا استضافة قمة تجمع الرئيسين الأميركي والروسي في العاصمة المجرية، لكن القمة أُلغيت بعد تزايد غضب واشنطن من استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا دون أي مؤشرات على التراجع.

ويرى محللون أن اللقاء مع الرئيس الأميركي منح أوربان مكسبًا رمزيًا مهمًا قبل الانتخابات المقبلة، في ظل ركود اقتصادي وتراجع شعبيته الداخلي، معتبرين أن ترمب وفّر له دعمًا سياسيًا يعزز موقعه الأوروبي.

وتشير تقديرات سياسية إلى أن قرار ترمب سيترك أثرًا واسعًا في وحدة الموقف الأوروبي تجاه روسيا، وقد يشجع بعض الدول على طلب إعفاءات مماثلة؛ ما يزيد من انقسام الاتحاد بشأن سياسات الطاقة والعقوبات.

العلاقات الأميركية المجرية

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن قادة الاتحاد الأوروبي مطالبون بإظهار مزيد من الاحترام لأوربان، مشيدًا بمواقفه المتشددة تجاه الهجرة، موضحًا أن المجر كانت "محقة تمامًا" في رؤيتها لمسألة المهاجرين وأمن الحدود.

وجدّد ترمب حديثه عن العلاقة بين الهجرة والجريمة، رغم عدم وجود إحصاءات تدعم هذا الربط داخل الولايات المتحدة، لكنه اعتبر أن التجربة المجرية تقدم نموذجًا ناجحًا لحماية المجتمعات من الفوضى والتدفقات غير المنضبطة.

ويُعَد اللقاء الأول لأوربان في البيت الأبيض منذ عودة ترمب إلى الحكم في يناير/كانون الثاني 2025، بعد سلسلة زيارات سابقة إلى منتجع مارالاغو في فلوريدا؛ ما يعكس طبيعة العلاقة الشخصية الوثيقة بين الزعيمين.

وأشار مراقبون إلى أن ترمب حاول موازنة المصالح؛ إذ رفع العقوبات عن أحد كبار مساعدي أوربان، وأعاد المجر إلى برنامج الإعفاء من التأشيرات، لكنه في المقابل أبقى الرسوم الجمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي بما فيها المجر.

صادرات النفط الروسي

وأدّت هذه الرسوم إلى تراجع حاد في صناعة السيارات المجرية المعتمدة على التصدير؛ ما فاقم من صعوبات الاقتصاد المحلي. ورغم ذلك، فيرى أوربان أن دعم الرئيس الأميركي ترمب يمنح بلاده ثقة إضافية لمواجهة الضغوط الأوروبية.

وقال مدير برامج أوروبا الوسطى في "صندوق مارشال الألماني" دانييل هيغيدوس، إن منح الإعفاء النفطي يُعد "هدية سياسية" من ترمب لأوربان، يمكن تسويقها داخليًا بوصفها إنجازًا وطنيًا يعزز صورته بوصفه مدافعًا عن مصالح المجر.

ويرى محللون أن العلاقة بين واشنطن وبودابست في عهد ترمب تمثل نموذجًا لنهج جديد في السياسة الأميركية تجاه أوروبا، يقوم على التعامل الانتقائي ودعم الحكومات المحافظة التي تتحدى سياسات الاتحاد الأوروبي التقليدية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..