التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

تصدير الغاز القبرصي من حقل كرونوس قد يتأخر.. رغم المنجزات مع مصر

هبة مصطفى

واجهت الخطط الزمنية لإنتاج الغاز القبرصي وتصديره من حقل كرونوس تشكيكًا رسميًا، رغم الخطوات المنجزة -قبل أيام- مع الجانب المصري.

وقال وزير الطاقة جورج باباناستاسيو، إن المستهدفات المعلنة سابقًا "طموحة"، لكن بعضها قابل للتنفيذ، حسب تصريحات له في مقابلة تابعت منصة الطاقة المتخصصة تفاصيلها.

ورغم الاضطراب المحتمل؛ فإن التطلعات القبرصية للاستفادة من موارد الغاز المحلية والتوسع في التصدير لا تزال تحت السيطرة، إذ تعزز الدولة الأوروبية صاحبة الموقع الإستراتيجي في شرق المتوسط طموحاتها بإجراءات داعمة.

وتشمل هذه الإجراءات توطيد مستوى التعاون مع مصر، والاستفادة من موقع ومرافق القاهرة لتصدير الغاز القبرصي إلى أوروبا.

الخطط الزمنية لحقل غاز كرونوس

تحدث وزير الطاقة القبرصي "جورج باباناستاسيو" عن توقعاته لخطط حقل غاز كرونوس البحري، والتي جاءت مغايرة لتقديرات صدرت مسبقًا.

ورجّح أن تتخذ الشركات المطورة للحقل قرار الاستثمار النهائي بشأنه بحلول الربع الأول من 2026، بدلًا من المستهدف المسبق لهذه الخطوة نهاية العام الجاري.

حقل الغاز القبرصي كرونوس
حقل كرونوس للغاز في قبرص - الصورة من "philenews"

وكان هدف بدء تطوير الحقل نهاية العام الجاري محل نقاش بين ممثلي الحكومتين القبرصية والمصرية، خلال حدث جمع شركات مطورة للمشروع وممثلي القاهرة، في النصف الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ورغم تأخر انطلاقة الإنتاج؛ فقد قال "باباناستاسيو" إن إنتاج الحقل قد يصل إلى الأسواق في الموعد المستهدف مسبقًا بنهاية 2027، مشيرًا إلى أن هذه الخطة قابلة للتنفيذ رغم صعوبتها.

وجاء التشكيك في الإطار الزمني للإنتاج والتصدير، بعدما كشفت تقديرات عن أن صادرات حقل غاز كرونوس القبرصي قد تصل إلى الأسواق منتصف 2027.

اتفاق تصدير الغاز القبرصي مع مصر

وقّعت شركتا "توتال إنرجي الفرنسية وإيني الإيطالية" المطورتان لحقل غاز كرونوس القبرصي اتفاقًا مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس".

ويهدف الاتفاق -المبرم في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- إلى تنظيم عملية تصدير الغاز القبرصي بعد إسالته في محطة دمياط المصرية، والبنية التحتية لحقل ظهر البحري.

ويبدو أن الاتفاق مهّد لمزيد من التعاون مع الجانب المصري؛ إذ يميل وزير الطاقة القبرصي "باباناستاسيو" إلى شموله موارد غاز أخرى، بالنظر إلى أن نجاح تطوير "كرونوس" سيشجع على انطلاقة أكبر للاكتشافات.

وأوضح أن من بين خيارات تطوير موارد الغاز في بلاده: التعاون والاندماج مع شركاء، أو تبني مشروعات منفصلة مع مراعاة خفض النفقات.

ومن زاوية أخرى، يُشكِّل تشغيل حقل غاز كرونوس إنجازًا مهمًا لقبرص، خاصة أنها لم تطور اكتشافاتها البحرية الكبيرة حتى الآن.

من مراسم توقيع اتفاقيات نقل الغاز القبرصي إلى مصر
من مراسم توقيع اتفاقيات نقل الغاز القبرصي إلى مصر - الصورة من وزارة البترول (21 أكتوبر 2025)

الطلب القبرصي على الغاز

هناك فجوة واضحة بين الطلب المحلي على الغاز والموارد التي تملكها البلاد؛ ما يشير إلى خطط تطوير معطلة.

وعلى صعيد مختلف، تخطط الدولة الأوروبية الواقعة شرق المتوسط لاقتناص حصة ضخمة من واردات الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد غياب الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، ومحاولات حظر إمدادات موسكو المسالة.

واستند "باباناستاسيو" في ذلك إلى موارد الغاز الإجمالية المقدرة بـ25 تريليون قدم مكعبة في قبرص، والتي قد تؤهلها لتلبية الطلب الأوروبي، بالتعاون مع مصر في عملية التصدير.

ولسد هذه الفجوة، هناك حاجة مُلحّة لزيادة موارد البلاد، للموازنة بين: مساعي التصدير، ودعم البنية التحتية المطلوبة لتلبية الطلب المحلي (المقدر بما يصل إلى 0.6 مليار متر مكعب سنويًا)، بخطوات من بينها:

  • جولة تراخيص جديدة

كشف "جورج باباناستاسيو" عن أن قبرص تدرس طرح جولة تراخيص استكشاف إضافية، في ظل رغبة المزيد من الشركات للانضمام والتنقيب عن الموارد.

ولم يكشف وزير الطاقة القبرصي عن تفاصيل إضافية حول موعد الجولة، أو المربعات المشمولة، طبقًا لتصريحاته المنشورة في إس بي غلوبال.

  • محطة استيراد الغاز المسال

لسنوات، عكفت قبرص على تطوير محطة تغويز (إعادة الغاز المسال إلى صورته الغازية)، تمهيدًا للاستغناء عن الديزل وزيت الوقود (اللذين تعتمد عليهما بنسبة 80% في توليد الكهرباء)، وتوسعة الاعتماد على الغاز.

وكشف "باباناستاسيو" عن أن تطوير المحطة أُنجز بنسبة 50% حتى الآن، ويجري العمل على تقييم أسباب تأخر انطلاقها، دون أن يُحدد موعد مرتقب لتشغيلها.

ولم يخلُ الأمر من بعض التحديات التشغيلية للمرافق اللازمة لتشغيل المحطة، مثل تأخيرات ومشكلات في ميناء "فاسيليكوس".

  • خط الأنابيب مع إسرائيل

طُرح مؤخرًا إمكان بيع الغاز الإسرائيلي إلى مجموعة الطاقة القبرصية "سايفيلد Cyfield"، من خلال بناء خط أنابيب جديد للربط بين دول شرق المتوسط.

ووقّعت شركة إنرجيان اليونانية -المدرجة في بورصتي لندن وتل أبيب- والشركة القبرصية خطاب نوايا غير ملزم بذلك، مؤخرًا، رغم أن "باباناستاسيو" قال إن الفكرة لا تزال محل تقييم لصغر السوق المحلية، خاصة أن محطة استيراد الغاز المسال تقترب من الانتهاء.

ويبدو أن هذه الفكرة لا تمثل أولوية حالية لقبرص؛ إذ يتطلب استيرادها للغاز الإسرائيلي بعض التغييرات الإدارية بشأن الشركة المستوردة وتصنيفها لدى الاتحاد الأوروبي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق