الطاقة النووية تتفوق على المصادر المتجددة في توفير كهرباء مستقرة وموثوقة (تقرير)
نوار صبح
تتفوق الطاقة النووية على المصادر المتجددة في توفير كهرباء مستقرة وموثوقة، ولذلك تتضح أهميتها في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
وفي ظلّ الطلب العالمي المتزايد على الكهرباء والحاجة المُلِحّة إلى إزالة الكربون، تبرز التكنولوجيا النووية من جديد ركيزةً أساسيةً في مزيج الطاقة العالمي.
في هذا الإطار، صرّح النائب الأول للمدير العام مدير التطوير والأعمال الدولية لدى شركة روساتوم الروسية كيريل كوماروف، بأن الطاقة النووية توفر الاستقرار والموثوقية اللذين لا تستطيع مصادر الطاقة المتجددة وحدها توفيرهما، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
خلال أسبوع الطاقة الأفريقي بمدينة كيب تاون، قال النائب الأول للمدير العام مدير التطوير والأعمال الدولية لدى شركة روساتوم الروسية، كيريل كوماروف: "إن أفريقيا بحاجة ماسّة إلى كهرباء أساسية مستقرة وموثوقة لدفع تنميتها الاقتصادية والاجتماعية".
وأضاف: "أصبحت هذه حقيقة واضحة للغاية، ولكن حتى قبل عدة سنوات، اعتقد الكثيرون أن مصادر الطاقة المتجددة وحدها قادرة على تلبية جميع احتياجات الكهرباء".
وأردف: "لكننا نرى الآن أن هذا مستحيل.. مع كل الاحترام لطاقة الشمس والرياح.. لأننا بحاجة إلى شيء موثوق به يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون الاعتماد على الظروف الطبيعية".
وأكد كوماروف أن الطاقة النووية أصبحت "مبدًأ شائعًا" في النقاش حول أنظمة الطاقة النظيفة والخضراء والمستقرة.
وقال: "على الرغم من أنه يتعين على كل دولة تحديد توازن الطاقة لديها، فإن الطاقة النووية تحظى باعتراف متزايد بجزء ضروري من هذا المزيج".
الطاقة النووية في أفريقيا
يوجد في أفريقيا، حاليًا، مشروعان نوويان فقط: محطة كويبرغ للطاقة في جنوب أفريقيا، ومحطة الضبعة قيد الإنشاء في مصر.
عند اكتمالها، ستكون محطة الضبعة النووية أكبر منشأة نووية في القارة، مبنية بتقنية روسية، وقادرة على توليد نحو 5 غيغاواط، وهو ما يكفي لتزويد 18 مليون شخص بالكهرباء - أي ما يعادل تقريبًا عدد سكان إسطنبول.
وصرّح النائب الأول للمدير العام مدير التطوير والأعمال الدولية لدى شركة روساتوم الروسية، كيريل كوماروف، بأن المحطة ستغطي ما يقرب من 20% من إجمالي الطلب على الكهرباء في مصر.
وأضاف: "إنه مثال جيد جدًا على أن كل شيء ممكن.. أفريقيا ليست بمعزل عن التوجهات العالمية".

بناء الكفاءات والبنية التحتية وثقة الجمهور
أكد النائب الأول للمدير العام مدير التطوير والأعمال الدولية لدى شركة روساتوم، كيريل كوماروف، أن العنصر الأول والأهم في تطوير الطاقة النووية هو القدرات البشرية.
وأوضح أن كل مفاعل بقدرة 1000 ميغاواط يتطلب ما يقرب من 1000 موظف ماهر، جميعهم من خريجي الجامعات.
وأشار إلى أن روسيا تدعم التعليم النووي من خلال تدريب أكثر من 2500 طالب دولي، من بينهم 400 طالب من 23 دولة أفريقية، في الجامعات الروسية من خلال برامج ترعاها الدولة، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال كوماروف: "ندعو الشباب الموهوبين إلى روسيا لتلقّي أفضل تعليم نووي في العالم، والأمر لا يقتصر على الطاقة، بل يتعلق بخلق وظائف بأجور جيدة، وتطوير العلوم والتكنولوجيا، وتمكين التطبيقات النووية في الطب والزراعة وتحلية المياه".
وأضاف أن المتطلب الثاني هو إنشاء بنية تحتية نووية شاملة، ويشمل ذلك -بالإضافة إلى توليد الكهرباء- الأطر القانونية والتنظيمية، ونظام إدارة الوقود المستهلك والنفايات، وسلاسل التوريد المحلية.

أوضح كوماروف أن "محطة الطاقة النووية تمثّل مشروعًا مدّته 100 عام".
وتابع "تحتاج إلى 10 سنوات لبنائها، ومن 60 إلى 80 عامًا لتشغيلها، وعقد أو عقدين آخرين لإيقاف تشغيلها، وطوال هذه المدة، تحتاج إلى بيئة داعمة حول المحطة".
وأكد أن القبول العام والمشاركة المحلية أمران أساسيان؛ "إذ لا يمكن بناء محطة طاقة نووية دون دعم شعبي".
وأردف: "هناك العديد من الخرافات حول الطاقة النووية -التي غالبًا ما تغذّيها الثقافة الشعبية- ويجب دحضها بالحقائق"، مشيرًا إلى سجل جنوب أفريقيا الممتد لـ40 عامًا من التشغيل الآمن في كويبرغ دليلًا على سلامة الطاقة النووية.
وقال: إن "كل وظيفة تُخلَق أثناء البناء تُولِّد ما يصل إلى 10 وظائف إضافية في الاقتصاد المحيط من خلال سلاسل التوريد والخدمات ودعم البنية التحتية".
ويعتقد كوماروف أن المفاعلات النووية الصغيرة المعيارية (SMRs) يمكن أن تؤدي دورًا تحويليًا في أفريقيا، لا سيما في المناطق النائية أو المعزولة عن الشبكة.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في أفريقيا.. مصدر واعد تدعمه موارد وفيرة من اليورانيوم (تقرير)
- طموحات الطاقة النووية في بولندا تصطدم بعقبات التمويل وتأخير التنفيذ (تقرير)
- إنتاج الطاقة النووية يتباطأ بعد قفزة قياسية في 2024 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أديبك 2025.. مصر تطرح مزايدة للتنقيب عن النفط والغاز في 4 مناطق بالبحر الأحمر
- نتائج أعمال أرامكو في الربع الثالث 2025 تسجل أرباحًا بـ26.94 مليار دولار
- الطلب العالمي على الذهب يرتفع 3%.. وانخفاض مشتريات المستهلكين بـ3 دول عربية
المصدر:





