اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة تتراجع 60% في أوروبا.. الأسباب والحلول
هبة مصطفى
شهدت اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة تراجعًا في السوق الأوروبية على أساس سنوي، في واقع يناقض مستهدفات التحول المحلية والإقليمية، والخطط الحكومية المعلنة لبعض البلدان.
وقدّم تحليل -تابعت منصة الطاقة المتخصصة تفاصيله- حلولًا تتبناها الكيانات الرسمية، مثل المفوضية الأوروبية ودورها الوسيط بين المنتجين والشركات.
ورصد التحليل بعض التحديات والمعوقات التي تتسبّب في تعطيل تحول الأهداف الطموحة إلى تطبيق عملي، وسبل جذب العملاء والمستهلكين للطاقة المتجددة مرة أخرى.
وتصاعدت المطالبات بضرورة تنويع مصادر الإمدادات في أعقاب اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، وتسابقت الدول والهيئات المعنية بإعلان مستهدفات للطاقة النظيفة والمتجددة والخطط الزمنية للإسهامات الوطنية، في إطار محاولات ضمان أمن الطاقة.
سوق اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة
انتابت سوق اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة في أوروبا حالة من الارتباك؛ ما يُنذر بخطر داهم يمس أمن الإمدادات.
وتتسم وتيرة نمو السوق بالتباطؤ خلال العام الجاري 2025، سواء على صعيد الصفقات أو القدرة، مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي.
وتشير البيانات إلى:
- تراجع عدد الصفقات الموقعة بنسبة 60%.
- انخفاض القدرة الإنتاجية المشمولة في التعاقدات بنسبة 40%.
وقد تعكس هذه البيانات حجم المخاطر التي قد تواجه القارة العجوز إذا استمرت ظاهرة التراجع، خاصة أن مبادرة دعم الصناعة والتحول الأخضر في أوروبا "كلين إندستريال ديل" تعوّل على اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة بوصفها "حلًا رئيسًا"، لضمان التنافسية وتلبية الأهداف المناخية.
ويصف التحليل هذه الاتفاقيات بأنها "حجر زاوية" لتخلّص الصناعات الأوروبية من الكربون؛ ما يعني أنها أكبر من مجرد التزامات بيع وشراء.
وتساعد هذه الاتفاقيات في توفير ضمانة للشركات حول استقرار مستويات الأسعار، ما يعزّز اليقين في الصناعة نسبيًا ويجنّب المشترين تقلبات السوق.
ومن جانب آخر، يعود الثبات السعري بالنفع على مشروعات الرياح والطاقة الشمسية الجديدة، بتمكينها من الحصول على التمويل المناسب في ظل حالة ثبات السوق.
مشكلات سوق الطاقة المتجددة الأوروبية
تعاني سوق الطاقة المتجددة في أوروبا من مشكلات عدة، في توقيت حرج تنمو معه الحاجة إلى ضمان أمن الطاقة، للحماية من صدمات انقطاع الإمدادات المفاجئ، بالإضافة إلى ضرورة العمل على تلبية أهداف الانتشار.
وتتمثّل هذه التحديات في:
1) شبكات الكهرباء
لا تواكب وتيرة تطوير الشبكات ومرافق التخزين الطموحات المستهدفة، وبجانب ذلك تتعطّل مئات المشروعات الضخمة، لعدم ربط مزارع الرياح والطاقة الشمسية وغيرها بالشبكة حتى الآن.
2) الموافقات والتصاريح
تمتد الوتيرة البطيئة إلى إصدار موافقات وتراخيص مشروعات الطاقة المتجددة ولا تقتصر على الشبكة، ورصدت بيانات أن قواعد التصاريح الواردة في توجيه الطاقة المتجددة الأوروبي غير مُطبّقة في 26 دولة بالاتحاد.
3) الكهربة
لا تتبنّى الدول الأوروبية مبادئ "الكهربة" ومعاييرها بالقدر الكافي، إذ إن سرعة التطبيق هي الطريق الأمثل والأرخص للتخلص من الكربون.
4) الأسعار السلبية
تتعرّض اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة في القارة العجوز لعامل ضغط إضافي "التسعير السلبي"، وهي مرحلة تحدث عندما يزيد المعروض بفارق ضخم عن الطلب المنخفض.
ومع صعوبة وتكلفة إيقاف إنتاج بعض المشروعات والمرافق، يصبح بيع الكهرباء بالأسعار السلبية أو الصفرية (المنتج يدفع إلى المستهلك مقابل بيعه الكهرباء له) الخيار الوحيد أمام المطورين.
حلول أوروبية
على الصعيد الرسمي، يحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد حلول للحد من تراجع اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة، طبقًا لتحليل منظمة ويند يوروب، المنشور على موقعها الإلكتروني في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأُعلنت بعض الإجراءات خلال الآونة الماضية، وتتبنى الهيئات المختصة خطوات مستقبلية أخرى، نذكر منها:
- تعديل المفوضية الأوروبية إطار الدعم الحكومي لاتفاقيات الصناعات النظيفة، وهي خطوة تتيح للحكومات منح استثناءات مثل إعفاءات الصناعات كثيفة الاستهلاك، مقابل الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة.
- برنامج بقيمة 500 مليون يورو (574 مليون دولار أميركي) يتبنّاه بنك الاستثمار الأوروبي، لدعم شراء الشركات المتوسطة للكهرباء المتجددة.
- مقترح المفوضية لنظام العقود الثلاثية في مشروعات (الطاقة الشمسية والبطاريات الهجينة، والرياح)، والسماح للحكومات بالمشاركة بوصفها طرفًا ثالثًا بين المنتجين والشركات، بهدف تقليص المخاطر والتكلفة.
موضوعات متعلقة..
- اتفاقيات شراء الكهرباء للشركات في أوروبا تترقب نموًا قياسيًا
- اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة قد تحل أزمة الطاقة في أوروبا.. ما دور البطاريات؟
- شركات الطاقة المتجددة في أوروبا تخفض استثماراتها.. ماذا يحدث للسوق؟
اقرأ أيضًا..
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع 5.2 مليون برميل عكس التوقعات
- إنتاج أرامكو من الغاز يرتفع 750 مليون قدم مكعبة يوميًا
- أول بئر عربية لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي وموعد الحفر
المصادر:
