النفط الإماراتي خيار شركة هندية بعد العقوبات الأخيرة على روسيا
هبة مصطفى
لجأت شركة هندية إلى النفط الإماراتي، بعد موجة قوية من الضغط الأميركي لحصار عوائد روسيا من صادرات الطاقة، وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على وقف الحرب ضد أوكرانيا.
وتضمَّن التصعيد الغربي ضد موسكو ملاحقة أميركية لكبار مشتري الخام الروسي، ومن بينهم الهند التي وسّعت عمليات الشراء خلال السنوات الأخيرة لانخفاض أسعاره.
واضطرت شركة بهارات بتروليوم (Bharat Petroleum) إلى البحث عن بدائل أخرى، بعدما شملت أحدث حلقات التصعيد فرض عقوبات على صادرات اثنتين من كبار شركات النفط لدى روسيا، وفق تحديث تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وجاءت هذه الخطوة بعد ضغوط دبلوماسية وتجارية مارستها الإدارة الأميركية لتقليص واردات الهند من النفط الروسي.
صفقة الهند لشراء النفط الإماراتي
قُدِّرت صفقة الهند لشراء النفط الإماراتي بنحو مليوني برميل من خام زاكوم العلوي، ومن المتوقع أن تؤمّن شركة أدنوك للتجارة الشحنة المطلوبة.
وجاءت صفقة التحميل في ديسمبر/كانون الأول المقبل، بعدما لجأت شركة "بهارات بتروليوم" إلى السوق الفورية، في إطار محاولة تعويض النفط الروسي، بحسب ما نقلته رويترز اليوم (الإثنين 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2025) عن مصادر.
وحلّت الهند في المرتبة الثالثة ضمن أكبر 5 دول مستوردة للنفط من الإمارات خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري، وفق الرسم البياني التالي، الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة:

وتبحث شركة التكرير الرائدة في الدولة الآسيوية عن مورّدين إضافيين، مع إمكان استمرار الشراء من شركات روسية غير مشمولة في تحديثات العقوبات، وفق مصدر.
وتعتمد الشركة الهندية على شراء النفط من السوق الفورية، بأحجام تصل إلى 14.66 مليون برميل شهريًا (مليوني طن متري)، وتعتمد في غالبية هذه الإمدادات على الاستيراد من شركات روسية.
وتطمح الشركة في الحصول على نصف هذه الإمدادات من الشركات الروسية غير الخاضعة لعقوبات، في حين تعتمد على السوق الفورية لتأمين النصف الثاني، مثل صفقة النفط الإماراتي.
الجدل الأميركي الهندي
صعّدت الإدارة الأميركية من لهجتها الضاغطة على الحكومة الهندية خلال الآونة الأخيرة، في محاولة لتقليص اعتماد نيودلهي على مشتريات النفط الروسي.
ورهن الرئيس دونالد ترمب اتفاقية التجارة المرتقبة بين البلدين بتخفيض واردات الهند من خامات موسكو، فارضًا رسومًا جمركية بلغت 50% على استيراد السلع من الدولة الآسيوية.
وانتقلت الحرب إلى الساحة الدبلوماسية، وأطلق ترمب ومسؤولون في البيت البيض تصريحات تؤكد المرونة الهندية في الاستجابة لهذه الضغوط.
وأكد ترمب أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي تعهَّد له بالتوقف عن شراء الخام من موسكو، كما نقل مسؤولون من الإدارة الأميركية عن نظرائهم في الهند التزامًا بخفض الواردات بنسبة 50%.

ومقابل ذلك، نفت الهيئات المعنية في نيودلهي (سواء الخارجية، أو المصادر الصناعية) أيًّا من هذه الالتزامات.
وعادت الإدارة الأميركية للضغوط الاقتصادية والتجارية مرة أخرى، بإعلان وزارة الخزانة حزمة عقوبات جديدة في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شملت أكبر شركتي نفط في روسيا "روسنفط" و"لوك أويل".
ويبدو أن صفقة شراء شركة "بهارات بتروليوم" خام زاكوم العلوي الإماراتي من السوق الفورية جاءت بعد تقييد الشراء من الشركتين الروسيتين، في خطوة تعكس فرص الشرق الأوسط في ظل توجُّه نيودلهي إلى مورّدين آخرين.
موضوعات متعلقة..
- مليون برميل من النفط الإماراتي إلى الهند.. نيودلهي تتحول بعيدًا عن الخام الأميركي
- صفقة نفط بـ15 مليار دولار قد تحل أزمة مفاوضات التجارة بين أميركا والهند
- تكلفة التخلي عن النفط الروسي.. هل تتحملها الهند؟
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة القطري: لن نصدر غازًا إلى أوروبا إذا لم يُعدَّل قانون الاستدامة
- سلطان الجابر: العالم يحتاج إلى 4 تريليونات دولار استثمارات سنويًا لتأمين إمدادات الطاقة
- وزير الطاقة الإماراتي يتوقع نمو الطلب على النفط بدعم من مراكز البيانات
المصادر:





