أخبار النفطرئيسيةنفط

استكشاف النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني يتوقف لأول مرة منذ الستينيات

حياة حسين

شهدَ 2025 توقفًا عن عمليات الحفر للبحث والتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني المستمرة منذ ستينيات القرن الماضي؛ بسبب سياسات حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر.

وأظهر استطلاع نُفِّذ لصالح مشغّلي الحقول البحرية، أنه لم تُحفَر أيّ آبار استكشافية منذ بداية العام الجاري، كما كشف عدم وجود خطط للحفر خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني الحالي وديسمبر/كانون الأول المقبل، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي المقابل، شهد بحر الشمال النرويجي الذي يتميز بسمات جيولوجية مماثلة حفر 30 بئرًا استكشافية جديدة حتى الآن خلال 2025، مع توقُّع حفر ما يصل إلى 9 آبار أخرى قبل نهاية العام.

وجاء استطلاع رأي شركة المعلومات "ويستوود غلوبال إنرجي" في وقت يتصاعد فيه التوتر السياسي بشأن مستقبل النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني.

ففي حين تتبنّى الحكومة سياسات معادية لكل مشروعات الوقود الأحفوري، بما فيها البحث والتنقيب على النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني، تشنّ المعارضة -ممثلةً في حزب المحافظين- هجومًا عنيفًا على هذا الاتجاه.

تغيير إستراتيجية البحث عن النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني

من المتوقع أن يطرح وزير الطاقة إد ميليباند إستراتيجية منقحة لبحر الشمال قبل الموازنة (المقرر إصدار بيان بشأنها في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري)، تهدف إلى استئناف بعض أعمال الحفر للتنقيب على النفط والغاز.

كما تدرس وزيرة المالية راشيل ريفز، بشكل منفصل، إلغاء ضريبة الأرباح المفاجئة في وقت مبكر عن موعدها المحدد في 2030، وفق صحيفة "ذا تيليغراف".

وقبل أيام حذّرت جمعية "أوفشور إنرجيز يو كيه" (Offshore Energies UK)، التي تمثّل أكثر من 400 شركة عاملة في قطاع الطاقة البحرية في بريطانيا، من عبء هذه الضريبة.

وأشارت الجمعية إلى أن 55% من شركاتها خفضت عدد الموظفين بها، مشيرة إلى أن هذه البيانات تضمنتها مذكرة رفعتها إلى وزارة الخزانة البريطانية نيابةً عن القطاع، موضحة أن المذكرة تهدف إلى الإسهام في توجيه قرارات السياسة الاقتصادية قبيل بيان وزير المالية المرتقب بشأن ميزانية عام 2025.

إلّا أن نتائج استطلاع لشركة البيانات "ويستوود" أشارت إلى احتمالات تأخُّر الإجراءات المفترض اتخاذها لعلاج هذه المشكلة، في ضوء التراجع السريع الذي يشهده قطاع النفط والغاز البريطاني.

رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر
رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر - الصورة من فورشن

معنويات المستثمرين عند أدنى مستوى

قالت المسؤولة في شركة ويستوود، التي أجرت استطلاع كشف عن عدم حفر أيّ آبار لاستكشاف النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني، أليسون هاردينغ: "تُظهر قاعدة بياناتنا أنه حتى هذا الوقت من 2025، لم تبدأ شركات النفط والغاز في المملكة المتحدة بحفر أيّ آبار استكشاف بحرية".

وأضافت: "إن 2025 هو أول عام منذ 1964، الذي شهد حفر أول بئر استكشاف بحرية، لم تجر فيه أيّ عمليات حفر استكشافية، بسبب وصول معنويات المستثمرين إلى أدنى مستوى تأثرًا بالنظام الضريبي وعدم اليقين بشأن السياسات والقوانين".

وأوضحت أن معظم حقول النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني تنفد في مدة قصيرة نسبيًا؛ ما يعني ضرورة البحث عن حقول جديدة وحفرها للحفاظ على الإنتاج.

وأدى تباطؤ عمليات الحفر لاستكشاف النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني العام الماضي إلى زيادة الواردات، إذ استوردت المملكة المتحدة في 2024 نحو 43 مليون طن من النفط الخام، إضافة إلى 31 مليون طن أخرى من مشتقات النفط، مثل: البنزين والديزل ووقود الطائرات.

ولم تنتج المملكة المتحدة سوى 29 مليار متر مكعب من الغاز من مياهها الإقليمية، من 72 مليار متر مكعب استهلكتها العام الماضي، والباقي استورته من النرويج وأميركا.

وما يزال بحر الشمال البريطاني يحتوي على احتياطيات تُقدَّر بنحو 24 مليار برميل من النفط والغاز، كما يُشغَّل 283 حقلًا للنفط والغاز حاليًا، سيتوقف نحو 180 منها عن الإنتاج بحلول عام 2030، وفق رئيس رابطة شركات الاستكشاف البريطانية المستقلة (بريندكس) روبن ألان.

وقالت وزيرة الطاقة في حكومة الظل كلير كوتينيو،: "يقع اللوم في هذا الانهيار على عاتق إد ميليباند، لقد اختار إغلاق بحر الشمال بينما يقومون عبر الحدود في النرويج باكتشافات جديدة في الحوض نفسه، ما يخلق فرص عمل واستثمارات وإيرادات ضريبية نفتقدها في بريطانيا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

لا حفر لأي آبار نفط في بحر الشمال منذ 1964، من ذا تيليغراف

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق