التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

أسطول ناقلات الغاز المسال عالميًا قد يتوسع 30% بحلول 2030

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

زاد الاهتمام بتوسيع أسطول ناقلات الغاز المسال في إطار المنافسة الشرسة بين الدول المصدرة على زيادة حصتها السوقية في آسيا وأوروبا وبقية المناطق المستوردة.

وأظهر تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- وصول إجمالي أسطول ناقلات الغاز الطبيعي المسال في العالم إلى 830 سفينة حتى أوائل عام 2025.

ويشمل أسطول ناقلات غاز المسال؛ الناقلات الضخمة، بالإضافة إلى 52 وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة، و79 سفينة صغيرة الحجم وأخرى للتزوّد بوقود الغاز المسال في قطاع النقل البحري.

ويتوقع التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية -مؤخرًا- ارتفاع عدد هذا الأسطول إلى 1100 وحدة بحلول عام 2030، بزيادة 30% عن مستواه في أوائل عام 2025.

وسيؤدي ذلك إلى زيادة قدرة نقل الغاز المسال العالمية بنسبة 40% بحلول نهاية العقد الحالي، مع افتراض استمرار المعدل الحالي لإخراج السفن الصغيرة أو القديمة من الخدمة واستبدال أخرى أكبر أو أكثر كفاءة بها.

تطورات أسطول ناقلات الغاز المسال

من المتوقع تسليم أكثر من 350 سفينة إضافية إلى أسطول ناقلات الغاز المسال بحلول 2030، مدفوعة بعقود توريد طويلة الأجل بين المصدرين والمستوردين.

وعلى الرغم من أن الأسطول سيشهد توسعًا قويًا على المدى المتوسط، فإن سوق الشحن قد تصبح أكثر صرامة بعد عام 2028، خاصة مع تشديد لوائح خفض انبعاثات السفن في أوروبا والعالم.

ولا يتطلب ذلك التوسع في أحجام السفن فحسب، بل يشمل -أيضًا- تعديل أنظمة التصميم بما يتوافق مع معايير الكفاءة والامتثال البيئي وأهداف خفض الانبعاثات الدولية، خاصة التي وضعتها المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة.

ورغم أن ناقلات الغاز المسال الصغيرة قد تساعد المصدرين على فتح أسواق جديدة، لكنها تضيف تعقيدات إلى مشهد لوجستيات الشحن، ما يفسر التوجه المتزايد نحو السفن الأكبر حجمًا.

وما تزال آسيا السوق المهيمنة على واردات الغاز الطبيعي المسال بقيادة الصين والهند، ما يزيد حاجتها إلى توسعة أسطول ناقلات الغاز المسال من حيث الحجم والمدى.

إحدى ناقلات الغاز المسال القطرية
إحدى ناقلات الغاز المسال القطرية - الصورة من The Cradle

ورغم أن شركات المرافق الآسيوية ظلّت تضخ استثمارات مباشرة تاريخيًا في بناء السفن، فقد تحول معظمها إلى عقود استئجار الناقلات طويلة الأجل على مدى العقدَيْن الماضيَيْن.

ومع ذلك، فهناك اتجاه ملحوظ -مؤخرًا- بين شركات المرافق للعودة إلى الاستثمار المباشر في السفن لتأمين قدرات النقل، وخفض التعرض لتقلبات الأسواق على غرار الممارسات المتبعة في الدول المصدرة للغاز المسال في الشرق الأوسط.

كما أدى تحول أوروبا السريع نحو الغاز المسال عقب انقطاع إمدادات الغاز الروسي عبر الأنابيب، إلى زيادة الطلب على استئجار السفن لنقل الشحنات الفورية، فضلًا عن زيادة الطلب على وحدات التخزين العائمة التي تعزّز مرونة الشحن.

وعلى الرغم من أن أسعار تأجير السفن الفورية ظلّت منخفضة طوال معظم عامَي 2024 و2025، بسبب فائض طاقة الأسطول وأنماط الطلب الموسمية، فإن التحولات الهيكلية في تدفقات التجارة ومسافات الرحلات ما زالت تختبر قدرة أسطول ناقلات الغاز المسال العالمي على استيعابها.

وتؤكد هذه العوامل أهمية تعزيز المرونة والقدرة على التكيف في قطاع شحن الغاز المسال الإقليمي والعالمي على حد سواء، بحسب تقرير وكالة الطاقة.

الطلب على الناقلات وتحدياته

رغم أن الاتجاه السائد يميل إلى التوسع في أسطول ناقلات الغاز المسال الأكبر حجمًا، فإن بعض الأسواق الناشئة في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ما زالت تُفضّل السفن الأصغر حجمًا لخدمة محطات الاستيراد النائية أو الموزعة.

فعلى سبيل المثال، تخطّط إندونيسيا -مؤخرًا- لمشروع يستهدف استبدال محطات توليد الكهرباء العاملة بالديزل عبر سفن تغذية صغيرة الحجم توصل الغاز المسال إلى محطات تابعة بتكلفة إجمالية تصل إلى 1.5 مليار دولار.

ومن المتوقع أن يدفع هذا الاتجاه، صناعة السفن والناقلات إلى تسريع تصميمات تنويع أحجام السفن ووظائفها لتلبية احتياجات السوق وتعزيز مرونة النشر.

إحدى سفن تزويد وقود الغاز المسال في الصين
إحدى سفن تزويد وقود الغاز المسال في الصين - الصورة من CGTN

ورغم المؤشرات الإيجابية لزيادة الطلب على ناقلات الغاز المسال، فهناك تحديات تعوق تطوير سعتها، إذ تعاني أحواض بناء السفن المتخصصة في كوريا الجنوبية والصين اختناقات في سلسلة التوريد، ما أدى إلى ارتفاع التكاليف وتأخير التسليم.

كما تتزايد الشكوك حول دور الغاز في مسارات تحول الطاقة العالمية طويلة الأجل، ما يجعل الاستثمار في الناقلات التي تتجاوز أعمارها الافتراضية بعد 2040، أمرًا محفوفًا بالمخاطر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

أسطول ناقلات الغاز المسال بحلول 2030 من وكالة الطاقة الدولية.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق