أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025.. السعودية والجزائر تتقاسمان الصدارة
أحمد بدر

شهدت أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025 نشاطًا استثنائيًا أنعش السوق العالمية، مع توقيع مجموعة من الاتفاقيات الكبرى، بمشاركة دول عربية في مقدّمتها السعودية والجزائر ومصر والإمارات، بجانب قطر والعراق.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لقطاع الطاقة العالمي، فإن شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025 شهد توقيع عقود تطوير واستكشاف واستثمار غير مسبوقة في مجال الغاز الطبيعي، تعكس التوجه العالمي نحو تأمين الإمدادات وتنويع مصادر الطاقة.
وتأتي أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025 في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الغاز، خصوصًا في أوروبا وآسيا، مع استمرار التوترات الجيوسياسية وارتفاع أسعار النفط، ما دفع الدول المنتجة إلى تسريع وتيرة الاستكشاف والإنتاج.
وفي هذا التقرير، ترصد منصة الطاقة أبرز صفقات الغاز في أكتوبر 2025، التي من شأنها أن تشكّل محطات مفصلية في خريطة الطاقة الإقليمية والعالمية.
وجاءت صفقات الغاز خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي على النحو الآتي:
- الجزائر (صفقة مع السعودية -الأكبر في تاريخها).
- السعودية (صفقتان لحقل الجافورة).
- الأردن (صفقة لتطوير حقل الريشة).
- مصر (صفقتان لنقل الغاز القبرصي وحفر 5 آبار).
- الإمارات (صفقة أنابيب الغاز).
- العراق (صفقة لإنشاء منصة عائمة للغاز المسال)
- قطر (صفقة غاز مسال مع الهند)
أكبر صفقة طاقة في تاريخ الجزائر
وقّعت الجزائر أكبر صفقة طاقة في تاريخها مع السعودية، حسب تقديرات منصة الطاقة المتخصصة التي تستحق أن تتصدر أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025، بعدما جذبت أنظار الأسواق العالمية إليها.
وتهدف الصفقة إلى استكشاف المحروقات واستغلالها في المحيط التعاقدي "إليزي جنوب"، عبر عقد لتقاسم الإنتاج بين شركتَي سوناطراك الجزائرية ومداد للطاقة شمال أفريقيا السعودية، ما يمثّل خطوة نوعية في التعاون العربي بمجال الطاقة.

وجاء توقيع الاتفاق بحضور وزير المحروقات محمد عرقاب وسفير السعودية لدى الجزائر عبدالله البصيري، إلى جانب مسؤولي سوناطراك ومداد للطاقة، في حفل رسمي أكد أهمية الشراكة في تطوير الحقول الجنوبية.
وتُعزز هذه الصفقة العملاقة من مكانة الجزائر بصفتها أحد أهم منتجي الغاز في أفريقيا. كما تمنح السعودية فرصة إستراتيجية لدخول السوق المغاربية، لتصبح الصفقة نموذجًا في التكامل العربي.
العقد الرسمي لتطوير حقل الجافورة
وقّعت السعودية رسميًا صفقة حقل الجافورة للغاز بقيمة 11 مليار دولار مع تحالف من المستثمرين الدوليين، لتكون واحدة من أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025، في إطار خطط المملكة لتطوير قطاع الغاز الطبيعي غير المصاحب.
وأعلنت أرامكو السعودية الاتفاق الاستثماري الذي يعتمد على نظام استئجار وإعادة تأجير مرافق معالجة الغاز، بمشاركة صناديق تقودها "غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز" (جي آي بي) و"بلاك روك"، إلى جانب مستثمرين من الشرق الأوسط وآسيا.
وتستهدف الصفقة إطلاق قيمة اقتصادية إضافية من أصول أرامكو الضخمة في الجافورة، ودعم إستراتيجيتها لزيادة إنتاج الغاز، وخفض الانبعاثات، وتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية بوصفها مزوّدًا رئيسًا للطاقة منخفضة الكربون على المدى الطويل.

صفقة الشركاء بحقل الجافورة
تُعدّ صفقة حقل الجافورة السعودي من أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025، إذ شهدت دخول تحالف استثماري ضخم لصفقة بقيمة 11 مليار دولار بقيادة شركة "غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز" التابعة لمجموعة بلاك روك.
ويضم التحالف صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وشركة مبادلة الإماراتية، وصندوق GIC السنغافوري، إلى جانب الصندوق العربي للطاقة، ما يجعل الصفقة واحدة من أوسع الشراكات الاستثمارية في تاريخ قطاع الغاز.
ويُعدّ حقل الجافورة أكبر مشروع للغاز غير المصاحب في السعودية، باحتياطي يُقدَّر بـ229 تريليون قدم مكعبة، ما يجعله محورًا إستراتيجيًا ضمن خطة أرامكو لزيادة إنتاج الغاز بنسبة 60% بحلول عام 2030.
وتمثّل الصفقة دفعة قوية لجهود المملكة في تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانتها في السوق العالمية، لتتصدّر السعودية -إلى جانب الجزائر- المشهد ضمن أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025.
صفقة غاز مسال قطرية
تُعَدّ صفقة الغاز المسال القطرية واحدة من أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025، إذ وقّعت قطر للطاقة اتفاقية طويلة الأجل مع شركة بترول ولاية غوجارات الهندية، تمتد لـ17 عامًا، لتوريد ما يصل إلى مليون طن سنويًا، بدءًا من عام 2026.
وتسعى قطر للطاقة من خلال هذه الصفقة إلى تعزيز إستراتيجيتها الرامية لتسويق إنتاج توسعة حقل الشمال، والحفاظ على مكانتها العالمية في صدارة مصدّري الغاز المسال، مع تنويع قاعدة المشترين وتوسيع حصتها في السوق الآسيوية المزدهرة.
وتبني الاتفاقية الجديدة على شراكة بدأت عام 2019، وتعكس الثقة المتبادلة بين الجانبين، ورؤيتهما المشتركة لمستقبل الطاقة المستدام، بما يضمن تعزيز أمن الإمدادات واستقرار السوق الهندية في ظل تزايد الطلب على الوقود النظيف.
تطوير حقل الريشة الأردني
حظي الأردن بحصة بارزة ضمن أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025، عبر توقيع اتفاقية إستراتيجية بين شركة البترول الوطنية والشركة الكويتية للحفريات لتطوير حقل الريشة الغازي بحفر 80 بئرًا جديدة.
وتبلغ تكلفة المشروع نحو 174 مليون دولار، ويمتد تنفيذه 4 سنوات، وفق نظام تسليم المفتاح، في إطار مساعي المملكة لتعزيز إنتاج الغاز المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج.

وجرى توقيع الاتفاق بحضور وزير الطاقة صالح الخرابشة، الذي أكد أن المشروع يمثّل دفعة قوية للاقتصاد الوطني، ويُسهم في تحقيق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي للأردن.
وتُعدّ هذه الخطوة امتدادًا لتوجّه إقليمي نحو استغلال موارد الغاز؛ إذ يمنح المشروع الأردن موقعًا فاعلًا في خريطة الطاقة الإقليمية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
نقل الغاز القبرصي إلى مصر
في تطور بارز ضمن أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025، وُقِّعت اتفاقية بين مصر وقبرص لنقل غاز حقل "كرونوس" إلى القاهرة لإسالته وتصديره إلى أوروبا عبر محطتي إدكو ودمياط.
وتبلغ احتياطيات الحقل القبرصي نحو 3.2 تريليون قدم مكعبة، وتستهدف الاتفاقية استغلال البنية التحتية المصرية القائمة، ما يعزز دور القاهرة بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة في شرق المتوسط.
وشهد مراسم التوقيع وزير البترول المصري المهندس كريم بدوي ونظيره القبرصي جورج بابانستاسيو، اللذان أكدا أن الاتفاق يمثّل امتدادًا لتعاون البلدَيْن في مجال الغاز وتبادل الخبرات الفنية والتجارية.

حفر 5 آبار غاز في مصر
واصلت مصر حضورها القوي ضمن أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025 عبر توقيع عقد مع شركة النفط البريطانية بي بي لحفر 5 آبار جديدة في البحر المتوسط باستعمال منصة الحفر العملاقة "فالاريس DS-12".
وتتراوح أعماق الحفر بين 300 و1500 متر، في إطار برنامج استكشافي وتنموي يُغطي مناطق غرب دلتا النيل، ويهدف إلى تسريع إنتاج الغاز واستغلال البنية التحتية القائمة في البحر المتوسط.
ووُقِّع الاتفاق بحضور وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس كريم بدوي، وممثلي شركة إيجاس وشركة بي بي البريطانية، تأكيدًا على الشراكة الطويلة بين الجانبَيْن في تطوير الحقول البحرية المصرية.
يُشار إلى أن القاهرة تسعى من خلال هذه الخطوة، وخطوات أخرى مماثلة على مدى السنوات الأخيرة؛ إلى زيادة احتياطياتها من الغاز وتوسيع قدراتها الإنتاجية، ما يعزز موقعها بين أبرز الدول المنتجة للغاز في المنطقة.
صفقة منصة الغاز المسال العائمة بالعراق
أعلن العراق توقيع عقد جديد لإنشاء المنصة العائمة للغاز المسال (FSRU) مع شركة إكسليريت إنرجي الأميركية، بطاقة استيعابية تبلغ 15 مليون متر مكعب يوميًا، ما يجعلها ضمن أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025.
وتهدف الصفقة إلى تأمين إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ضمن خطة حكومية شاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول عام 2028، وتعزيز البنية التحتية الوطنية في مجال استيراد وتخزين الغاز المسال.
وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن المشروع يمثّل خطوة إستراتيجية لمعالجة أزمة الوقود، ودعم قطاع الكهرباء الوطني، وتوسيع التعاون التقني مع الولايات المتحدة، في إطار رؤية شاملة لتنمية قطاع الطاقة العراقي وتحديث منظومته التشغيلية.

صفقة أدنوك لأنابيب الغاز
اختتمت الإمارات أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025 بإعلان شركة "كيه كيه آر" العالمية استحواذها على حصة في شركة "أدنوك لأنابيب الغاز"، ضمن شراكة إستراتيجية طويلة الأمد مع شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك".
وتمثّل الصفقة امتدادًا للتعاون السابق بين الطرفَيْن في مجال خطوط أنابيب النفط عام 2019، وتفتح الباب أمام استثمارات جديدة في قطاع الغاز والبنية التحتية بأبوظبي، إذ تعزّز موقع أدنوك بصفتها شركة طاقة عالمية تجمع بين الخبرة التشغيلية والقدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية.
وتستفيد الشركة في ذلك من الثقة الدولية بالاقتصاد الإماراتي، ما يجعل الصفقة عنصرًا مهمًا في توسيع قاعدة الاستثمارات الإماراتية في مجال الطاقة، وتكون بين الدول الرائدة المشاركة في أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025.
موضوعات متعلقة..
- أكبر صفقات الغاز في أغسطس 2025.. الإمارات والسعودية بالصدارة
- أكبر صفقات الغاز المسال في يوليو 2025 تتصدرها الإمارات وقطر (تقرير)
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في يونيو 2025 تتصدرها الإمارات والبحرين (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الممر الشمالي بديل قناة السويس.. من الخاسر الأكبر؟ (تقرير)
- أوبك تثبّت توقعات الطلب على النفط في 2026 للشهر الثاني
- تباطؤ وتيرة الوصول إلى الكهرباء عالميًا في 2024.. وهذه تقديرات 2025
المصادر:





