التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

قدرة إعادة التغويز في أوروبا تسجل نموًا سريعًا تحيطه المخاطر

نوار صبح

سجلت قدرة إعادة التغويز في أوروبا نموًا سريعًا محفوفًا بالمخاطر، نتيجة للتوسعات وتأسيس المحطات الجديدة في دول القارة العجوز.

فقد شهدت دول أوروبا بين عامَي 2022 و2024 إنشاء 12 محطة جديدة و6 توسعات، ما أضاف 70 مليار متر مكعب سنويًا، ليصل إجمالي القدرة إلى 250 مليار متر مكعب.

وحذّر رئيس شؤون المناخ لدى المفوضية الأوروبية، كورت فاندنبرغ، من أن استمرار التوسع قد لا يكون ضروريًا، وقد يؤدي إلى أصول عالقة، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وحسب منصة "مونتل نيوز"، فإن الاتحاد الأوروبي لديه الآن "قدرة احتياطية وفيرة لاستيعاب واردات إضافية من الغاز المسال لتحل محل الإمدادات الروسية"، وأن بنيته التحتية للغاز "متطورة بما فيه الكفاية، ومترابطة جيدًا، ومرنة".

محطات إعادة التغويز في أوروبا

حثّ رئيس شؤون المناخ في المفوضية الأوروبية، كورت فاندنبرغ، الدول الأعضاء في وقت سابق من هذا الشهر على ضمان ألا تصبح محطات استيراد الغاز المسال الجديدة "أصولًا عالقة مع مرور الوقت"، مضيفًا أن هناك "خطرًا كبيرًا" في حدوث ذلك.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير حديث لها، أنه من المتوقع أن تصل واردات الغاز المسال الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة وتركيا إلى "أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2025، مدعومة بزيادة عمليات التخزين، وارتفاع الطلب المحلي، وانخفاض إمدادات الغاز عبر الأنابيب من روسيا".

وصرّح الأمين العام لشركة "سيديغاز" (Cedigaz)، المتخصصة في بيانات وأبحاث الغاز، جيفروي هورو، بأنه "لا توجد حاجة" إلى سعة إضافية، في ظل خطط لخفض استهلاك الغاز في أوروبا.

سفينة إكسيمبلار لتخزين الغاز المسال وإعادة تغويزه
سفينة إكسيمبلار لتخزين الغاز المسال وإعادة تغويزه - الصورة من إكسيلريت إنرجي

وأشار معهد أكسفورد لدراسات الطاقة إلى أن قدرة إعادة التغويز في أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة، من المقرر أن تستمر في الزيادة إلى 286 مليار متر مكعب بحلول يوليو/تموز 2026، وفقًا لتقرير نُشر في وقت سابق من هذا الشهر.

وتشمل المحطات الجديدة المخطط لها محطة خليج غدانسك العائمة في بولندا (6.1 مليار متر مكعب سنويًا) ووحدة زيلاند إنرجي (ما يصل إلى 7.5 مليار متر مكعب سنويًا) في هولندا، في حين تخضع محطة "آيل أوف غراين" في المملكة المتحدة لتوسعة بمقدار 5.3 مليار متر مكعب.

انخفاض معدلات الاستعمال

جاء ذلك في ظل انخفاض معدلات استعمال المحطات الحالية في أوروبا، حيث بلغت 52% في النصف الأول من عام 2025، مع تسجيل ثلث مواقع الاتحاد الأوروبي، معدل استعمال أقل من 37%، وفقًا لكبيرة محللي الطاقة لدى معهد اقتصادات الطاقة والمالية (IEEFA)، آنا ماريا غالر-ماكاريفيتش.

وكانت الدول ذات أدنى معدلات الاستعمال هي فنلندا (17%)، واليونان (19%)، وإسبانيا (29%)، وألمانيا (32%).

في وقت سابق من هذا الشهر، أمرت محكمة فرنسية بتفكيك وحدة الغاز المسال العائمة "كيب آن" التابعة لشركة توتال إنرجي (TotalEnergies)، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 5 مليارات متر مكعب سنويًا، شمال فرنسا، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشارت إلى انخفاض معدل استعمال المحطة بنسبة 15% في عام 2024، وحقيقة أنها ظلت معطلة منذ أغسطس/آب من ذلك العام.

ناقلة غاز مُسال راسية بجزيرة سخالين في روسيا
ناقلة غاز مُسال راسية بجزيرة سخالين في روسيا - الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

مشكلات خطوط الأنابيب

قالت الباحثة العالمية لدى جامعة كولومبيا، آن صوفي كوربو، إن وجود حاجز إستراتيجي ما زال ضروريًا للوقاية من أي مشكلات في خطوط الأنابيب.

وأضافت: "ينبغي وجود فائض في القدرة الإنتاجية نظرًا إلى تفاوت الطلب، وقد أظهرت السنوات القليلة الماضية أن بعض السفن تميل إلى جرّ المراسي خلفها وتدمير بعض خطوط الأنابيب عند مرورها"، في إشارة إلى احتمالية وقوع أعمال تخريب أو ما شابه.

وأردفت: "ما زال من الضروري تطوير قدرة استيراد إضافية، ولكن في مواقع محددة للغاية، لا سيما جنوب شرق أوروبا لتزويد الدول غير الساحلية، بما في ذلك النمسا والمجر وسلوفاكيا، بالإضافة إلى أوكرانيا".

وقد يكون هذا الأمر بالغ الأهمية في ظل خطط الاتحاد الأوروبي لإنهاء واردات الغاز الروسي بحلول 1 يناير/كانون الثاني 2028، وحظر استيراد الغاز المسال من البلاد في بداية عام 2027 وسط تصاعد الحرب في أوكرانيا.

من ناحية ثانية، ارتفعت واردات الغاز المسال الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة وتركيا، بنسبة 25%، أي ما يقارب 20 مليار متر مكعب، على أساس سنوي في النصف الأول من العام، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 92 مليار متر مكعب، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

ونتيجة لانخفاض مستويات التخزين الأوروبية بصورة ملحوظة عن العام الماضي، وانخفاضها بنسبة 7-8 نقاط مئوية عن المتوسط، فقد ترتفع أسعار الغاز بأكثر من 30% في شتاء بارد مع انخفاض الإنتاج الأخضر وانقطاع الإمدادات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق