سلايدر الرئيسيةأخبار الكهرباءعاجلكهرباء

أسعار الكهرباء في سوريا بعد الزيادة.. وهذا موعد التطبيق

ياسر نصر

شهدت أسعار الكهرباء في سوريا زيادة رسمية، في إطار خطط الحكومة لإجراء إصلاح شامل لقطاع الطاقة، من أجل تأمين الخدمة على مدار الساعة للمواطنين.

وجاء قرار الحكومة بتعديل تعرفة الكهرباء في سوريا، خطوة لمواجهة نزيف خسائر القطاع التي تصل إلى مليار دولار سنويًا، بما يدعم جهود إعادة الإعمار.

وحسب وثيقة حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد عُدِّلَتْ أسعار الكهرباء في سوريا، وفق 4 شرائح أساسية تراعي الاستهلاك، ومن المقرر بدء تطبيق التعرفة الجديدة يوم السبت 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقال وزير الطاقة السوري محمد البشير في تغريدة عبر حسابه في إكس: "يُعدّ تعديل تعرفة الكهرباء خطوة أولى وأساسية في مسار إصلاح منظومة الكهرباء في سوريا، إذ يشكّل مدخلًا لتحسين كفاءة القطاع وتعزيز استدامته".

وحسب تصريحاته أيضًا، سيتبع هذه الخطوة عدد من الإجراءات الفنية والتنظيمية تشمل زيادة القدرة الإنتاجية من خلال مشروعات توليد جديدة، وتركيب العدّادات الذكية لضبط الاستهلاك وتحسين التحصيل، إلى جانب تطوير شبكات النقل والتوزيع.

وأضاف أن تعديل تعرفة الكهرباء في سوريا يستهدف تخفيض الفاقد الفني والتجاري، وهو ما سينعكس إيجابًا على استقرار الشبكة الكهربائية وجودة الخدمة المقدمة للمواطنين.

تعرفة الكهرباء في سوريا

من المقرر تطبيق تعرفة الكهرباء في سوريا على 4 شرائح تراعي الفئات الاجتماعية ومستويات الاستهلاك المختلفة، في إطار مشروع إصلاح قطاع الكهرباء وتحقيق الاستدامة وتحسين الخدمة.

وتشمل شرائح أسعار الكهرباء في سوريا ما يلي:

  • الشريحة الأولى: أصحاب الدخل المحدود - الغالبية من المواطنين– حتى 300 كيلوواط/ساعة استهلاك خلال دورة شهرين، وسيكون سعر بيع الكيلوواط/ساعة 600 ليرة سورية، وهي تعرفة مدعومة من الحكومة بنسبة 60% من سعر التكلفة.
  • الشريحة الثانية: أصحاب الدخل المتوسط والمرتفع والمشروعات الصغيرة، الذين يزيد استهلاكهم على أكثر من 300 كيلوواط/ساعة خلال دورة شهرين، سيكون سعر بيع الكيلوواط 1400 ليرة.
  • الشريحة الثالثة: شريحة المعفيين من التقنين (المؤسسات الحكومية، والشركات، والمصانع التي تحتاج كهرباء على مدار الساعة)، سيكون سعر بيع الكيلوواط 1700 ليرة سورية.
  • الشريحة الرابعة: المعامل والمصانع ذات الاستهلاك العالي (معامل الصهر وغيرها)، وسيباع لها سعر الكيلوواط بـ 1800 ليرة سورية.

* الدولار الأميركي يعادل 11 ألف ليرة سورية

وبرّرت وزارة الطاقة قرار رفع أسعار الكهرباء في سوريا بأنه خطوة لرفع قدرة المنظمة الكهربائية واستمرارها ضمن خطة إصلاح وطنية شامل تهدف إلى:

  • تأمين الكهرباء بشكل مستقر وعادل.
  • تطوير البنية التحتية وتحسين كفاءة التوزيع.
  • جذب الاستثمارات في قطاع الطاقة.
الكهرباء في سوريا
خطوط لنقل الكهرباء في سوريا- الصورة من رويترز

خسائر قطاع الكهرباء في سوريا

في السياق نفسه، قال مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة أحمد سليمان، إن تعديل تعرفة الكهرباء وفق نظام الشرائح خطوة من شأنها مواجهة نزيف الخسائر الكبيرة التي يتحملها القطاع سنويًا.

وأوضح في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة أن تعديل تعرفة الكهرباء في سوريا لم يشمل فقط الاستهلاك المنزلي، بل شمل مؤسسات القطاع الحكومي، التي تستهلك نحو 30% من الإنتاج الكهربائي، بحيث تدفع كل مؤسسة تكاليف ما تستهلكه من الكهرباء من ميزانيتها الخاصة، بعد أن كانت تستهلك ذلك مجانًا.

وأشار إلى أن تعرفة الكهرباء في سوريا كانت منخفضة جدًا، مع وجود خسائر كبيرة تُقدَّر بنحو مليار دولار سنويًا، موضحًا أن زيادة عدد ساعات العمل تتطلب جهدًا كبيرًا لزيادة التغذية وتشغيل الكهرباء 8 ساعات يوميًا.

وأكد أن تعديل التعرفة سيسهم في تحقيق إيرادات لقطاع الكهرباء في سوريا، وضبط الفاقد الكبير فيها، وترشيد الاستهلاك، والاستفادة من الإيرادات في زيادة ساعات التشغيل.

وقال، إن زيادة الإيرادات ستساعد في تأمين المواد اللازمة لتوليد الكهرباء وتحسين البنية التحتية المتدهورة، وتشجيع الاستثمار والمستثمرين على الدخول إلى سوريا بعد عزوفه لسنوات عن قطاع الكهرباء.

وأضاف أن قطاع الكهرباء في سوريا واجه تحديات كبيرة بعد التحرير، نتيجة التهالك الشديد في البنية التحتية للمنظومة الكهربائية، مشيرًا إلى الفرق الهندسية والفنية عملت على النهوض بواقع الكهرباء، ما أدى إلى تحسُّن نسبي في المرحلة الحالية.

وأوضح سليمان أن شبكة الكهرباء في سوريا حلقية، فأيّ زيادة في التوليد ستنعكس إيجابًا على جميع المحافظات وفق خطط مدروسة لكل محافظة على حدة، حسبما ذكرت وكالة سانا.

استهلاك الكهرباء في سوريا

يُقدَّر حجم استهلاك الكهرباء في سوريا بنحو 7 آلاف ميغاواط، وبإمكان الدولة إنتاج نحو 5 آلاف ميغاواط، إلّا أن التوليد الفعلي حاليًا يبلغ 2200 ميغاواط، بسبب نقص مواد التشغيل والحاجة إلى الغاز الطبيعي والوقود لتوليد الكهرباء والوصول إلى ساعات تشغيل أكبر.

يقول مدير الاتصال الحكومي أحمد سليمان، إن سوريا تنتج محليًا نحو 6 ملايين متر مكعب من الغاز، وما تزال هناك حاجة إلى كميات إضافية لضمان زيادة ساعات التشغيل.

وأوضح أن العديد من المحافظات تعاني من تهالك البنية التحتية للكهرباء، سواء في الريف أو بعض المدن، وتحتاج لإعادة تأهيل وتطوير شامل لشبكات الكهرباء والكابلات والمحولات وخطوط النقل، الأمر الذي يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين.

وأشار إلى وجود 3 محطات توليد كهرباء مدمرة بالكامل تحتاج إلى إعادة تأهيل، ونحو 9 محطات تعمل جزئيًا، وتخضع للصيانة، مبيّنًا أن تأمين المواد اللازمة لهذه المحطات سيزيد من كمية التوليد، ما سينعكس إيجابًا على زيادة ساعات تشغيل الكهرباء في جميع أنحاء البلاد.

وأوضح سليمان أن الوزارة بدأت بصيانة خطوط نقل الغاز، وتمّ وصل خط الغاز بين سوريا وتركيا، ما أتاح استجرار الغاز الطبيعي من أذربيجان عبر تركيا، ضمن منحة مقدمة من صندوق قطر للتنمية، بكمية 3.4 ملايين متر مكعب دخلت لمحطات التوليد ومحطات الفيول لتوليد الكهرباء.

وقال، إن الوزارة ستسارع في إعادة تأهيل البنية التحتية، ولديها خطة لتبديل العدادات الكهربائية الحالية بعدادات ذكية مسبقة الدفع، إذ يجري العمل على شراء 6.5 مليون عداد أحادي وثلاثي الطور عبر مناقصة، لمواكبة التطور الحاصل في الدول الأخرى.

وتسعى وزارة الطاقة إلى تحقيق خطة إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى الوصول إلى توليد الطاقة الكهربائية بالكامل، والتوجه نحو مرحلة التصدير، بينما تتمثل الخطة متوسطة المدى في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق