سلايدر الرئيسيةتقارير منوعةعاجلمنوعات

3 دول تقود اكتشافات الذهب العربية خلال أول 9 أشهر من 2025

أحمد بدر

شهدت اكتشافات الذهب العربية خلال أول 9 أشهر من عام 2025 طفرة كبيرة في حجم الاحتياطيات ونوعيتها، مع بروز السعودية ومصر والمغرب محركاتٍ رئيسة في سباق التنقيب بالمنطقة.

وتأتي هذه الاكتشافات في وقت يتزايد فيه الاهتمام العالمي بالمعادن الإستراتيجية لكونها ركيزة للتنوع الاقتصادي، الأمر الذي دعا الدول العربية إلى العمل على استغلال احتياطياتها من الذهب، من خلال حملات تنقيب واسعة.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لصفقات الذهب العالمية والعربية، فإن النصف الأول من العام شهد نشاطًا استكشافيًا مكثفًا في السعودية والمغرب ومصر، أسفر عن نتائج لافتة عززت مكانة المنطقة ضمن أهم دوائر التعدين العالمي.

كما عكست الاكتشافات الجديدة تحولًا في السياسات التعدينية نحو رفع مستوى الشفافية والاستثمار في البحث الجيولوجي المتقدم، إذ أظهرت بيانات رسمية ومؤشرات اقتصادية أن اكتشافات الذهب العربية باتت تُمثّل أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني في أكثر من دولة.

وتسعى الحكومات إلى رفع إسهام التعدين في الناتج المحلي الإجمالي وتطوير سلاسل القيمة المضافة محليًا، في حين تشير التقديرات إلى أن اكتشافات الذهب في السعودية ومصر والمغرب وحدها قد تُضيف ما يتجاوز 15 مليار دولار إلى الناتج الإقليمي خلال الأعوام المقبلة.

في هذا التقرير، تسلّط منصة الطاقة المتخصصة الضوء على أبرز اكتشافات الذهب العربية خلال أول 9 أشهر من عام 2025، من السعودية إلى المغرب ومصر، مع قراءة تحليلية لمستقبل التعدين في المنطقة.

اكتشافات الذهب العربية في 2025

تعددت اكتشافات الذهب العربية في 2025 (الأشهر الـ9 الأولى)، وعلى الرغم من قلة عددها، فإنها تعدّ مؤثّرة بشدة، نظرًا للكميات المكتشفة من جهة، ومردودها على اقتصاد الدول المكتشفة من جهة أخرى، وأهمها:

  • السعودية (اكتشاف منجم منصورة ومسرة في مكة المكرمة).
  • السعودية (اكتشاف ذهب ونحاس في امتياز منطقة شيبان).
  • المغرب (اكتشاف رواسب غنية بالذهب بمنطقة كلميم).
  • المغرب (اكتشاف نحاس وذهب جنوب شرق مدينة ورزازات).
  • مصر (اكتشاف كميات ذهب في منجم أبو مروات).

السعودية تتصدر اكتشافات الذهب العربية

أعلنت السعودية في 23 سبتمبر/أيلول 2025 أحد أبرز اكتشافات الذهب العربية في منجم منصورة ومسرة بمنطقة مكة المكرمة، باحتياطي يمتد على طول نحو 100 كيلومتر، ما يعدّ من أكبر الاكتشافات في تاريخ التعدين المحلي.

وكشف وزير الصناعة والثروة المعدنية أن هذا الاكتشاف يُعدّ إنجازًا إستراتيجيًا، ويؤكد وجود تركيزات عالية من المعدن النفيس، ما يعزز مكانة المملكة على خريطة الذهب العالمية، ويفتح الباب أمام تدفقات استثمارية ضخمة من الداخل والخارج.

ويأتي هذا الاكتشاف ضمن برنامج استكشافي واسع أطلقته شركة التعدين العربية السعودية (معادن) في عام 2022، ضمن إطار مساعي المملكة لتنويع اقتصادها وتوسيع قاعدة القطاعات الإنتاجية، تماشيًا مع أهداف رؤية 2030.

التنقيب غن الذهب في السعودية

ويُضاف هذا الإنجاز إلى اكتشافات أخرى أعلنتها شركة معادن في يناير/كانون الثاني 2025، شملت وجود رواسب غنية بالذهب والنحاس في 3 مواقع بمنطقة شيبان، بما يعزز مكانة المملكة بصفتها أبرز دول المنطقة من حيث نشاط اكتشافات الذهب العربية هذا العام.

وأعلنت الشركة اكتشاف تقاطعات متعددة للذهب والنحاس بدرجات قابلة للاستخراج في مناطق الاستكشاف المشمولة ضمن تراخيص الاستكشاف بمنطقة شيبان، وفق بيانات طالعتها -في حينها- منصة الطاقة المتخصصة.

وأظهرت النتائج التحليلية لترسبات الذهب في وادي الجو، وترسبات الذهب والنحاس في جبل شيبان، على أعماق قريبة تتراوح بين 20 مترًا و200 متر في الموقعَين، وجود احتياطيات معقولة، على أعماق أكبر وفي جميع الاتجاهات.

اكتشافات الذهب في مصر والمغرب

في 3 سبتمبر/أيلول 2025، أعلنت شركة "أولاه بالاس تريدينغ" (OLAH Palace Trading) أحد أبرز اكتشافات الذهب العربية في 2025، بعد توصُّلها إلى رواسب غنية بالذهب في منطقة كلميم جنوب المغرب، ضمن امتياز تعدين يمتد على نطاق واسع من العروق الكوارتزية.

ويأتي هذا الاكتشاف في إطار تسارع السباق الدولي على عقود الامتيازات المعدنية في شمال أفريقيا، إذ تسعى المغرب إلى تحويل قطاع التعدين إلى أحد محركات اقتصادها غير النفطي.

وتشير تفاصيل الاكتشاف إلى وجود 34 عرقًا من الكوارتز تحتوي على تركيزات ذهبية استثنائية تتراوح بين 6 و300 غرام لكل طن، وهي نِسب مرتفعة تجعل الامتياز المغربي من بين الأغنى عالميًا، بما يعزز من مكانة المملكة في سجل اكتشافات الذهب العربية لعام 2025.

وبحسب نتائج الحفر، فإن امتداد العروق الذهبية في كلميم يصل إلى عمق يتجاوز 100 متر، مع عروض سطحية تتراوح بين 40 سم و1.5 متر، وهو ما يعكس تنوّع التكوينات الجيولوجية في المنطقة، ويمنحها إمكانات تطوير كبيرة.

وفي يونيو/حزيران، أعلنت شركة "موروكو ستراتيجك مينرالز كوربريشن" (Morocco Strategic Minerals Corporation) الكندية نتائج تحليل العينات الصخرية في مشروعها الاستكشافي للنحاس والذهب جنوب شرق مدينة ورزازات المغربية، إذ أظهرت النتائج 37 من 67 عينة نسبة نحاس تتجاوز 2%، وقد تصل أعلى نسبة إلى 9.33%، ووجود ذهب بتركيز 0.43 غرامًا في الطن.

اكتشافات الذهب العربية

بدورها، شهدت مصر في يوليو/تموز 2025 واحدًا من أبرز اكتشافات الذهب العربية لهذا العام، بعد إعلان شركة "أتون ريسورسز" الكندية نتائج جديدة مبشّرة في منجم أبومروات بالصحراء الشرقية، ضمن برنامج الحفر الماسي الذي بدأ في يونيو/حزيران 2024.

وأكدت نتائج الحفر وجود تقاطعات معدنية عالية القيمة تضمنت 33.86 غرامًا/طن من الذهب، و419 غرامًا/طن من الفضة، ما يعكس إمكانات غنية للمنطقة التي تقع ضمن نطاق الدرع العربي النوبي، أحد أهم الأقاليم المعدنية في العالم.

كما سجّل البرنامج تقاطعات أخرى بلغت 44.59 غرامًا/طن من الذهب و103 غرامات/طن من الفضة، في مؤشرات تؤكد وجود امتدادات معدنية واعدة، يمكن تطويرها لتصبح أحد أهم مشروعات التعدين في البلاد.

وتُعدّ نتائج أبومروات استمرارًا للتقدم بملف اكتشافات الذهب العربية ي مصر، التي تسعى من خلال وزارة البترول والثروة المعدنية إلى رفع إسهام التعدين في الناتج المحلي إلى 5% بحلول عام 2030، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب بيانات الشركة الكندية، فإن الاحتياطيات القابلة للاستخراج في منجم أبومروات تُقدّر بنحو 134.9 ألف أوقية ذهب، و1.4 مليون أوقية فضة، ما يجعل المشروع من بين أهم الاستثمارات الأجنبية في قطاع التعدين المصري.

لذلك، تُظهر اكتشافات الذهب العربية خلال أول 9 أشهر من عام 2025 تحوّلًا إستراتيجيًا في مسار الاستثمار بالمعادن الثمينة، مدعومًا برؤى وطنية طموحة وتطور تقني متسارع.

أبرز اتفاقيات التنقيب عن الذهب العربية

شهدت الأشهر الـ9 الأولى من 2025 توقيع مجموعة اتفاقيات التنقيب عن الذهب العربية، تُمثّل خطوة مهمة لتعزيز الاستثمارات في قطاع التعدين بالمنطقة، شملت الأردن ومصر، باتفاقيات مع شركات محلية وعالمية تهدف لاستغلال الثروات المعدنية ورفع العائد الاقتصادي الوطني.

ففي 9 سبتمبر/أيلول الماضي، وقّع وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة، والمدير العام لشركة وادي عربة للمعادن هاني الأسمر، أول اتفاقية تنفيذية لاستغلال خامات الذهب بالمملكة، ضمن مناطق أبو خشيبة وجبال أبو برقة والبراق، على مساحة 66 كيلومترًا مربعًا.

وتشمل اتفاقية التنقيب عن الذهب العربية في الأردن استغلال مناطق سبق للشركة نفسها أن حصلت فيها على حقوق تنقيب عن النحاس، بمساحة تصل إلى 48 كيلومترًا مربعًا، ما يجعل المشروع ذا طابع متعدد المعادن، ويمنح المملكة فرصة لزيادة إيراداتها من التعدين.

وفي 15 يوليو/تموز، وقّعت مصر اتفاقيتين جديدتين مع شركتي سنتامين المركزية التابعة لأنجلو جولد أشانتي، وباريك العالمية، وذلك خلال فعاليات منتدى مصر للتعدين 2025، ما يعكس اهتمام الدولة بتوسيع نطاق البحث والاستغلال المعدني.

أحد مواقع التنقيب عن الذهب
أحد مواقع التنقيب عن الذهب - الصورة من منصة ماينينغ تكنولوجي

وأكد وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي أن توقيع الاتفاقيتين يعكس الثقة الكبيرة من الشركات العالمية في مناخ الاستثمار المصري، مشيرًا إلى أن قطاع التعدين يشهد تطورًا ملموسًا بفضل إستراتيجية الدولة لتعظيم القيمة المضافة من ثرواتها الطبيعية، وعلى رأسها الذهب.

وقبلها بأيام، وتحديدًا في 7 يوليو/تموز 2025، وافق مجلس النواب المصري على مشروع قانون يجيز لوزير البترول والثروة المعدنية التعاقد مع شركة سنتامين المركزية للتعدين، لاستغلال خام الذهب في منطقة السكري بالصحراء الشرقية، في خطوة تمثّل واحدة من أبرز اتفاقيات التنقيب عن الذهب العربية من حيث الحجم والأثر الاقتصادي.

وأكدت اللجنة البرلمانية المشتركة أن الاتفاقية توازن بين مصالح الدولة والمستثمر، وتلتزم بالمعايير البيئية والفنية، بينما أشار التقرير الحكومي إلى أن الاتفاق سيُسهم في تعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة وخلق فرص عمل جديدة، مما يدعم الاقتصاد القومي ويعزز مكانة مصر في مشهد اتفاقيات التنقيب عن الذهب العربية لعام 2025.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق