توقعات ذروة الطلب على النفط.. تقرير جديد يخالف وكالة الطاقة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

لا تزال توقعات ذروة الطلب على النفط عالميًا من أشد الموضوعات الجدلية بين كبرى المؤسسات الفاعلة في أسواق النفط، وممثلي الصناعة، وشركات الأبحاث المتخصصة.
وترى وكالة الطاقة الدولية أن ذروة الطلب على النفط باتت وشيكة، وتكاد تحدث قبل عام 2030، وهو ما تعارضه منظمة أوبك كليًا، في حين يعارضه فاعلون آخرون في السوق جزئيًا.
في هذا السياق، استبعد تقرير حديث لشركة وود ماكنزي -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- وصول الطلب على النفط إلى ذروته حتى عام 2032.
ويمثّل هذا تراجعًا عن تقديرات سابقة أطلقتها وود ماكنزي -المتخصصة في أبحاث واستشارات الطاقة العالمية- وكانت تتوقع حدوث ذروة الطلب بحلول عام 2030.
توقعات ذروة الطلب على النفط
توقع تقرير "آفاق تحول الطاقة"، الصادر عن وود ماكنزي، وصول الطلب على السوائل النفطية إلى ذروته عند 108 ملايين برميل يوميًا في عام 2032، مقارنة بنحو 104 ملايين برميل يوميًا -حاليًا-.
واستندت شركة الأبحاث في تأجيل توقعات الذروة إلى استمرار نمو الطلب على النفط في قطاعات النقل والصناعات البتروكيماوية، فضلًا عن زيادة الطلب في قطاع الكهرباء المدفوع بزيادة استهلاك مراكز البيانات.
وترى الشركة أن هذه العوامل مجتمعة بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية القائمة والمحتملة قد تجعل الوصول إلى أهداف الحياد الكربوني لعام 2050 بعيدة المنال.
وتقدّر وود ماكنزي حاجة العالم إلى استثمارات سنوية لا تقل عن 4.3 تريليون دولار بين عامَي 2025 و2060، للوصول إلى هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية فوق درجتَيْن مئويتَيْن.
وتزيد هذه التقديرات بنسبة 30% عن المستويات الحالية المقدرة للوصول إلى صافي الانبعاثات بحلول عام 2060، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم أن التقرير توقّع وصول الطلب على النفط في الصين إلى 16 مليون برميل يوميًا في عام 2025، لكنه رجح انخفاضه بنسبة 35% بحلول عام 2060، مع تزايد استعمال السيارات الكهربائية.

مع ذلك، تظل الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا محركات رئيسة لنمو الطلب العالمي على المدى الطويل، بحسب التقرير.
ويأتي صدور تقرير وود ماكنزي قبل انعقاد قمة المناخ كوب 30 في البرازيل الشهر المقبل، إذ من المتوقع أن تقدم الدول التزاماتها الوطنية المحدثة بشأن المناخ، فضلًا عن تقييم التقدم المحرز في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة.
جدل توقعات الذروة بين وكالة الطاقة وأوبك
لا تتوافق توقعات شركة أبحاث وود ماكنزي مع تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي تلح على أن ذروة الطلب على النفط عالميًا ستكون في عام 2029 عند 105.6 مليون برميل يوميًا.
ويُقصد بالذروة في توقعات مصادر الطاقة عامة أن منحنى الطلب على المصدر محل التوقع سيصل إلى أعلى مستوى لاستهلاكه عالميًا في سنة معينة، ثم سيدخل بعدها في مسار انخفاض تدريجي مستمر على المدى الطويل ولن يعود إلى سابق عهده مجددًا، وهي مسألة خلافية جدًا بين وكالة الطاقة الدولية وأوبك.
وتستبعد منظمة أوبك فكرة وصول الطلب على النفط إلى ذروته، مع تقديرها بأن النفط سيظل مصدرًا حيويًا لإمدادات الطاقة العالمية حتى عام 2050 وما بعده.
وقال الأمين العام لأوبك هيثم الغيص -مؤخرًا-: إن الحديث عن ذروة الطلب على النفط سابق لأوانه، مشددًا على أهمية ضخ استثمارات تريليونية في القطاع لضمان أمن إمدادات الطاقة وعدم ارتفاع الأسعار فوق الحدود المعقولة.

وتشير تقديرات أوبك إلى أن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 112.3 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2029، بزيادة 10.1 مليونًا عن عام 2023، قبل أن يصل إلى 123 مليونًا بحلول 2050.
وتزيد هذه الأرقام على تقديرات وكالة الطاقة الدولية للمدة نفسها بنحو 6.7 مليون برميل يوميًا، ما يشير إلى فجوة هائلة في التوقعات بين أكبر مؤسستَيْن فاعلتَيْن في أسواق النفط والطاقة العالمية.
توقعات الذروة عند شركات النفط الكبرى
ليست أوبك وحدها من تختلف مع وكالة الطاقة الدولية في تقديرات ذروة الطلب على النفط، بل تشاركها في ذلك كبرى شركات النفط الأجنبية مثل توتال إنرجي وبي بي، وإن كان ذلك بصفة جزئية.
وتتوقع توتال إنرجي الفرنسية وصول الطلب إلى ذروته في عام 2035، عند 108 ملايين برميل يوميًا، قبل أن ينخفض تدريجيًا بعد ذلك، ليصل إلى 104 ملايين بحلول عام 2040.
على الجانب الآخر، تتوقع شركة النفط البريطانية بي بي وصول الطلب إلى ذروته بحلول 2030 عند 103.4 مليون برميل يوميًا، بحسب تقرير آفاق الطاقة الصادر عن الشركة في 25 سبتمبر/أيلول 2025.
ورغم أن هذه التقديرات تتوافق إلى حد ما مع توقعات الوكالة الدولية، فإن شركة بي بي كانت تتوقع حدوث هذه الذروة في عام 2025، قبل أن تتراجع عن ذلك.
موضوعات متعلقة..
- أوبك تستبعد وصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته
- توتال إنرجي تتوقع ذروة الطلب على النفط بحلول 2035.. ماذا يقول الآخرون؟ (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية تثير الجدل مجددًا.. توقعات ذروة الطلب العالمي على النفط نموذجًا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- سفينة إعادة التغويز في العراق.. تفاصيل جديدة عن الصفقة
- أسعار الكهرباء والوقود في الجزائر ترهق خزينة الدولة.. 4 خبراء يطرحون حلولًا
- تحويل النفايات إلى كهرباء في الوطن العربي.. مسح لـ"الطاقة" يشمل 12 دولة
المصدر:
تأجيل توقعات ذروة الطلب على النفط من وود ماكنزي.





