مشروع السفن للطاقة الشمسية في السعودية.. اتفاقية لمدة 25 عامًا
أحمد بدر

شهدت السعودية توقيع اتفاقية طويلة الأمد لتنفيذ مشروع السفن للطاقة الشمسية بقدرة 400 ميغاواط، ضمن الجولة السادسة من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، بالشراكة بين شركة توتال إنرجي الفرنسية وشركة المياه والطاقة (آل جميح) السعودية.
وتتضمن الاتفاقية الجديدة تطوير محطة تُعدّ من بين أكبر مشروعات الجولة الأخيرة، التي من المقرر أن تمتد لنحو 25 عامًا، وتندرج ضمن برنامج لإنفاق 9 مليارات ريال سعودي (2.4 مليار دولار أميركي) لإدخال 4500 ميغاواط من الطاقة المتجددة في المملكة.
وبحسب بيان لشركة توتال إنرجي، حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن التحالف الذي يضمّها مع "آل جميح للطاقة والمياه" فاز بعقد تطوير محطة السفن وتشغيلها لمدة 25 عامًا، عبر اتفاقية شراء كهرباء موقّعة مع الشركة السعودية لشراء الطاقة.
ويمثّل مشروع السفن للطاقة الشمسية خطوة رئيسة ضمن جهود المملكة لخفض الاعتماد على الوقود السائل في توليد الكهرباء، ودعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 لرفع حصة مصادر الطاقة المتجددة إلى 50% من المزيج الكلّي بحلول نهاية العقد الحالي.
ويأتي هذا المشروع ضمن حزمة من 5 مشروعات طاقة متجددة تمّت ترسيتها مؤخرًا في السعودية، لتأكيد مسار التحول الطاقي المتسارع الذي تقوده وزارة الطاقة عبر البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، وبدعم من صندوق الاستثمارات العامة والشركاء الدوليين.
تفاصيل مشروع السفن للطاقة الشمسية
يقع مشروع السفن للطاقة الشمسية في منطقة حائل، ومن المقرر أن يدخل الخدمة في عام 2027، بطاقة إنتاجية قادرة على تغذية أكثر من 68 ألف منزل بالكهرباء النظيفة، مما يعزز إسهام المملكة في خفض الانبعاثات وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة.
ويُعدّ المشروع ثاني تعاون ناجح بين "توتال إنرجي" و"آل جميح للطاقة والمياه" ضمن البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، بعد محطة وادي الدواسر التي تعمل بقدرة 119 ميغاواط، ومشروع رابغ 2 الذي يُنَفَّذ حاليًا بقدرة 300 ميغاواط.
وأكد نائب الرئيس التنفيذي للطاقة المتجددة في توتال إنرجي، أوليفييه جوني، أن مشروع السفن للطاقة الشمسية يمثّل إضافة جديدة إلى إستراتيجية الشركة المتعددة المصادر في السعودية، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعكس الثقة المتبادلة والالتزام المشترك بدعم أهداف رؤية 2030.
وأوضح أن الشركة الفرنسية تسعى إلى تعزيز وجودها في سوق الكهرباء النظيفة بالمملكة، في وقت تجاوزت فيه قدرتها العالمية المركبة من الطاقة المتجددة 30 غيغاواط بنهاية يونيو/حزيران 2025، مع خطط لرفعها إلى 35 غيغاواط بنهاية العام نفسه.

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة آل جميح للطاقة والمياه، إبراهيم آل جميح، إن مشروع السفن للطاقة الشمسية يجسّد التزام المجموعة بتوسيع استثماراتها في الطاقة المتجددة، والإسهام في مبادرة السعودية الخضراء عبر نقل الخبرات العالمية وتوطين التقنيات الحديثة.
وأضاف أن التعاون مع "توتال إنرجي" يمنح المشروع زخمًا قويًا من حيث الكفاءة التشغيلية والمعايير البيئية، مؤكدًا أن هذه الشراكة تكرّس مكانة السعودية وجهةً إقليمية رائدة لمشروعات الطاقة الشمسية ذات الجدوى الاقتصادية العالية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار الرئيس التنفيذي المكلف لشركة آل جميح للطاقة والمياه المهندس عدنان بوهليقة، إلى أن مشروع السفن للطاقة الشمسية يعكس توسُّع الشركة في استثماراتها داخل المملكة، وإسهامها في تأمين إمدادات كهرباء نظيفة لآلاف الأسر، ضمن اقتصاد مزدهر ومستدام.
أهمية المشروع ضمن رؤية السعودية 2030
يأتي مشروع السفن للطاقة الشمسية ضمن المسار الوطني لتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، إذ تشرف وزارة الطاقة على مبادرات شاملة لزيادة السعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة إلى النصف بحلول 2030، بما يتناسب مع الطلب المتنامي على الكهرباء.
ويسهم المشروع في تعزيز أمن الطاقة الوطني وتنويع الاقتصاد السعودي، إذ يُتوقع أن يخفض انبعاثات الكربون بمئات الآلاف من الأطنان سنويًا، ما يدعم مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي تقودها المملكة على المستوى الإقليمي.
وتشير بيانات البرنامج الوطني للطاقة المتجددة إلى أن مشروع السفن للطاقة الشمسية يمثّل نموذجًا للشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص، إذ يجمع بين القدرات المحلية والخبرات العالمية في التصميم والتمويل والتشغيل.
ويتضمن الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- أحدث 5 مشروعات طاقة متجددة في السعودية، ومنها مشروع السفن للطاقة الشمسية:

كما يُتوقع أن يسهم المشروع في خلق مئات الوظائف المباشرة وغير المباشرة خلال مراحل الإنشاء والتشغيل، إلى جانب تطوير سلاسل إمداد محلية تدعم صناعة الألواح والمكوّنات الشمسية في السوق السعودية، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وتعزز مشاركة شركة توتال إنرجي في مشروع السفن للطاقة الشمسية حضور الشركات الفرنسية في سوق الطاقة السعودية، إلى جانب استثماراتها في النفط والبتروكيماويات، ما يعكس تنوّع مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتأتي هذه الخطوة ضمن توجُّه أوسع من الرياض لتمكين الشراكات الدولية، وجذب التقنيات الحديثة والاستثمارات النوعية في مجال الطاقة المتجددة، لتكون السعودية مركزًا عالميًا لإنتاج الكهرباء النظيفة وتصديرها.
ويكرّس مشروع السفن للطاقة الشمسية مكانته بصفته أحد أبرز المشروعات الإستراتيجية ضمن الجولة السادسة للطاقة المتجددة، وركيزة أساسية في مسار التحول المستدام الذي تقوده المملكة بثبات نحو مستقبل منخفض الكربون.
موضوعات متعلقة..
- ترسية 5 مشروعات طاقة متجددة في السعودية
- أكبر صفقات الطاقة المتجددة في السعودية خلال 9 أشهر (مسح)
- خبير: الطاقة المتجددة في السعودية تؤهلها للريادة العالمية
اقرأ أيضًا..
- شركة طاقة رياح تحذر من إفلاس محتمل بسبب ترمب
- أكبر عدد اكتشافات نفط وغاز في مصر خلال 2025.. إعلان رسمي
- شحنة نفط روسية تصل إلى سوريا
المصدر:





