طاقة تصدير الغاز المسال العالمية قد ترتفع 300 مليار متر مكعب سنويًا (تقرير)
والأسعار قد تنخفض بحلول 2030
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
تتزايد الرهانات على حدوث طفرة في طاقة تصدير الغاز المسال العالمية خلال السنوات القليلة المقبلة، بفضل توسُّع القدرات الإنتاجية في أميركا الشمالية والشرق الأوسط.
في هذا السياق، توقّع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- توسُّع طاقة إنتاج الغاز الطبيعي المسال في العالم بصورة غير مسبوقة بحلول عام 2030، ما سيتبعه تحولات كبيرة في الأسواق على مستوى القدرة التصديرية والتجارة والأسعار.
وبحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية -27 أكتوبر/تشرين 2025-، من المتوقع أن ترتفع طاقة تصدير الغاز المسال العالمية بما يعادل 300 مليار متر مكعب سنويًا بحلول عام 2030.
وهذا رقم قياسي في إضافات القدرة التصديرية المتوقعة للغاز المسال عالميًا، ويأتي مدعومًا بإضافات طاقة التسييل في الولايات المتحدة وقطر بصورة رئيسة.
وتشكّل الدولتان معًا قرابة 70%، أو ما يعادل 210 مليارات متر مكعب من القدرة الإنتاجية الجديدة للغاز المسال المتوقع دخولها الخدمة عالميًا بحلول نهاية العقد الحالي.
وتستند هذا التقديرات إلى الجداول الزمنية المعلنة لمشروعات الغاز المسال التي بلغت مرحلة الاستثمار النهائي، أو ما زالت قيد الإنشاء، بحسب تقرير الوكالة.
طاقة تصدير الغاز المسال العالمية 2030
رغم اضطراب مؤشرات وتوقعات الاقتصاد الكلي خلال عام 2025، بسبب حروب التعرفات الجمركية والاضطرابات الجيوسياسية وغيرها، شهدَ العام أعلى مستوى لقدرة إسالة الغاز، التي وصلت إلى قرار الاستثمار النهائي في عام واحد.
وبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، تمّت الموافقة على أكثر من 90 مليار متر مكعب سنويًا من السعة الإضافية خلال عام 2025 حتى أكتوبر/تشرين الأول.
وشكّلت الولايات المتحدة وحدها 80 مليار متر مكعب سنويًا من قدرة التسييل الجديدة، وهو أعلى مستوى على الإطلاق في تاريخ قطاع الغاز المسال الأميركي.
وتتوزع هذه القدرة بصورة رئيسة على مشروع محطة لويزيانا للغاز المسال، ومشروعي المرحلة الأولى والثاني من محطة كوربوس كريستي، ومشروعي المرحلة الأولى والثاني من محطة ريو غراندي، إضافة إلى مشروع محطة بورت آرثر.
ويرصد الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر محطات تصدير الغاز المسال المقترحة وقيد الإنشاء في العالم حتى عام 2024:

ويعكس عدد المشروعات والقدرات الإنتاجية التي وصلت إلى قرار الاستثمار النهائي ثقة صناعة الغاز المسال الأميركية في نمو الطلب العالمي بقوة خلال السنوات المقبلة.
ومن المتوقع أن تسهم موجة مشروعات الغاز المسال الأميركية الجديدة في تعزيز مكانة الولايات المتحدة التي أصبحت أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا منذ عام 2023، بعد تفوّقها على قطر وأستراليا.
وبحسب تقديرات الوكالة، من المتوقع أن توفر الولايات المتحدة وحدها ثلث إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 20% في عام 2024.
توقعات أسعار الغاز 2030
يمكن للتوسع غير المسبوق في طاقة إنتاج الغاز المسال حول العالم أن يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 250 مليار متر مكعب في إمدادات الغاز المسال العالمية بحلول عام 2030.
وفي حالة عدم حدوث أيّ انقطاعات غير متوقعة، من المرجّح أن يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار الغاز خلال السنوات المقبلة، وتحفيز نمو الطلب في المناطق الكبرى المستهلكة.
وبحسب السيناريو الأساس لوكالة الطاقة الدولية، من المتوقع ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 1.5% سنويًا بين عامي 2024 إلى 2030، أي زيادة قدرها 380 مليار متر مكعب.
ومن المرجّح أن يأتي نصف هذا النمو من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بينما سيأتي 30% من منطقة الشرق الأوسط مع تحول دول مثل المملكة العربية السعودية إلى الغاز بدلًا من النفط في قطاع الكهرباء.
وإذا انخفضت أسعار الغاز المسال بصوة أكبر، فمن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تحفيز الطلب على الغاز بمعدلات أكبر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ما قد ينتج عنه طلب إضافي يزيد على 65 مليار متر مكعب سنويًا عن تقديرات السيناريو الأساس.

وعانت أسواق الغاز المسال من شحّ الإمدادات وتقلبات الأسعار لعدّة سنوات، لكن موجة الإمدادات المتوقع دخولها للأسواق، خاصة من الولايات المتحدة وقطر، ربما تدفع الأسعار للانخفاض وتمنح المستوردين الكبار بعض الارتياح، وإن كانت عوامل التوترات الجيوسياسية وضعف اليقين الاقتصادي ستظل حاضرة في الأفق، بحسب مدير أسواق وأمن الطاقة في وكالة الطاقة الدولية كيسوكي ساداموري.
موضوعات متعلقة..
- قدرة تصدير الغاز المسال في أميركا الشمالية قد تقفز 152% بحلول 2029
- قدرة تصدير الغاز المسال في أفريقيا قد تتجاوز 175 مليون طن بقيادة هذه الدول
- أكبر 10 محطات مرتقبة لتصدير الغاز المسال في العالم (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- سوق الهيدروجين الأخضر ليست في انتكاسة.. و5 دول عربية تملك مفاتيح الريادة (حوار)
- أكبر الدول المصدرة للوقود إلى لبنان.. شحنات نادرة وغموض حول دولتين (تقرير)
- مسح: أكبر اتفاقيات الطاقة في المغرب تشهد صفقة نادرة خلال 2025
المصدر:
طاقة تصدير الغاز المسال العالمية وتوقعاتها، من وكالة الطاقة الدولية




