مشروع طاقة ضخم للتخزين في كهوف ملحية.. تجربة غير مسبوقة
يستهدف زيادة سعة التخزين 4 أضعاف
هبة مصطفى
يترقب مشروع طاقة ضخم مرحلةً جديدة من التطوير، مع التقدم بطلبات زيادة سعة التخزين إلى الهيئات المختصة، ما يعزز دوره في خفض الكربون وتأمين الموارد لمدة قد تصل إلى 25 عامًا.
ومع تطوير إستراتيجية مركز "مارام Maram" في المملكة المتحدة وتنويعها، يتوسع المشروع ليغطي 3 محاور رئيسة: التخزين، والإنتاج، والربط مع الشبكة.
يركّز المشروع -الذي يُطلَق عليه "إم إي إس إتش MESH"- على تخزين الطاقة بحريًا، وبحسب تقديرات منصة الطاقة المتخصصة، فإنه مشروع غير مسبوق، كونه يركّز على تخزين أكثر من مصدر للطاقة، مثل الغاز والكهرباء والهيدروجين.
وتتطلع شركة إنرجي باثوايز (Energy Pathways) المطورة إلى زيادة سعة التخزين في الآونة الحالية، خاصة الغاز والهيدروجين، دعمًا لأهداف أمن الطاقة في بريطانيا.
التخزين في كهوف ملحية
عند النظر إلى محاور مشروع طاقة ضخم في بريطانيا، يُلحَظ أنه يركّز على التخزين في كهوف ملحية، التي تُعدّ من أبرز التجارب العالمية الرائدة.
ولا يمثّل مركز "مارام" مجرد مشروع طاقة نظيفة بالنسبة لشركة "إنرجي باثوايز"، بل يعدّ منظومة متكاملة تلبي جانبًا كبيرًا من أهداف المملكة المتحدة تجاه الحياد الكربوني.
ويعمل المشروع على 3 محاور:
1) التخزين:
خلال مشروع مركز "مارام"، يُخزَّن عدد من موارد الطاقة، مثل:
- التخزين طويل الأجل (مثل تخزين الكهرباء الفائضة من إنتاج طاقة الرياح البحرية في الكهوف الملحية البحرية، بصورة هواء مضغوط).
- تخزين الغاز الطبيعي والطاقة الحرارية، في الكهوف الملحية وخزانات حقل "مارام" للغاز.
- تخزين الهيدروجين في كهوف ملحية أيضًا.

2) الإنتاج:
لن يقتصر المشروع على تخزين الكهرباء والغاز والهيدروجين فقط، إذ من الممكن أن يسهم في إنتاج مستقبلي حسب الحاجة والطلب.
وقد يشمل ذلك الاستفادة من الموارد المخزّنة في:
- إنتاج الكهرباء من الفائض المخزّن في الهواء المضغوط.
- إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون.
- إنتاج الغرافيت الصناعي (منتج ثانوي لعملية إنتاج الهيدروجين).
- إمكان التوسع المستقبلي في إنتاج الأمونيا.
3) الربط:
يدمج المشروع أكثر من عملية ربط، وتضم:
- الربط بين مزارع الرياح البحرية ومواقع تخزين الإمدادات الفائضة.
- الربط بشبكة الكهرباء الوطنية في بريطانيا، لتزويدها بالإمدادات في حالة زيادة الطلب.
- الربط بشبكة الهيدروجين، لضخّ الوقود منخفض الكربون بعد إنتاجه.
خطط زيادة السعة
يقف مشروع مركز "مارام" حاليًا عند مرحلة مهمة، إذ ترتقب شركة "إنرجي باثوايز" استصدار موافقات وتراخيص زيادة مساحة سعة التخزين، بحسب ما تقدمت به إلى الجهات المعنية.
وتشمل طلبات المساحة الإضافية: تخزين طاقة الرياح في البحر الأيرلندي، بالإضافة إلى تخزين الهيدروجين والغاز.
ومع الموافقة على تخصيص المساحات الجديدة، تتطلع الشركة إلى زيادة السعة لنحو 4 أضعاف المعدلات المخصصة سابقًا لذلك، سواء على مستوى الكهوف الملحية أو تفاصيل المشروع ومرافقه.
وعقب موافقة الهيئة الانتقالية لبحر الشمال، وإدراج المشروع في نطاق "مشروع ذي أهمية وطنية"، يتعين ترقُّب قرار الهيئة الوطنية للمعايير والتقنيات.
وتهدف هذه الإجراءات إلى دعم خطط التوسع في التخزين طويل الأمد، والتخلص من الكربون، ما يؤهّل المشروع ليصبح أحد أكبر مراكز الطاقة المتكاملة في بريطانيا، وتزويده للمستهلكين بموارد الطاقة اللازمة بأسعار ملائمة.
ويتوافق ذلك مع الأولويات الحكومية بشأن خفض الكربون، وإفساح المجال لموارد وتقنيات الطاقة النظيفة، وتعزيز اعتماد الصناعات على الهيدروجين.

يشارك في المشروع شركات:
- سيمنس إنرجي الألمانية.
- وود الإسكتلندية.
- كيه بي آر KBR الأميركية.
- هازر غروب الأسترالية.
- كوستين البريطانية.
- زينيث إنرجي.
سوق المملكة المتحدة
من شأن هذه التطورات أن تدفع مشروع التخزين طويل الأمد في مركز "مارام" لتوفير مصادر طاقة وموثوقة، ومنخفضة الكربون، لمدة تزيد على 25 عامًا في السوق البريطانية.
وقد تستعين الشبكة الوطنية بإمدادات المشروع المخزّنة خلال (زيادة الطلب إلى مستويات ذروة، أو تقطع إنتاج الطاقة المتجددة)، لكن بعد تهيئة البنية التحتية الحالية لذلك، عبر ربطها بمواقع إنتاج طاقة الرياح والشبكة.
ومن جانب آخر، قد تؤدي زيادة إنتاج الهيدروجين إلى دعم خطط إزالة الكربون في المملكة، وتوسعة نطاق تطبيقاته الصناعية، وفق ما أورده موقع أوفشور إنرجي.
وفي حالة إصدار الموافقات وتأمين التمويل المطلوب، قد يبدأ تشغيل المشروع نهاية العقد الجاري، توافقًا مع مستهدفات الطاقة النظيفة والحياد الكربوني البريطانية لـ2030.
موضوعات متعلقة..
- التخزين في كهوف ملحية يحمل إمكانات واعدة
- تخزين الغاز والهيدروجين داخل اكتشاف باحتياطيات 50 مليار قدم مكعبة
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف نفطي في أفريقيا يقترب من صفقة.. احتياطياته 10 مليارات برميل
- صادرات سلطنة عمان من النفط ترتفع 5%.. وهؤلاء أكبر المستوردين
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في أفريقيا خلال الربع الثالث من 2025
المصادر:





