التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة الريفية في باكستان تكافح فقر الطاقة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الباحثون أجروا تحليلًا نوعيًا لشبكة طاقة شمسية صغيرة مستعملة مع تخزين بطاريات
  • الشبكة الكهربائية المصغرة للطاقة الشمسية في قرية "بسم الله مور" قد وفّرت استجابة "جزئية
  • شبكة كهربائية مصغرة للطاقة الشمسية أتاحت للمجتمع وصولًا مستقرًا إلى الكهرباء
  • الوصول إلى شبكة الكهرباء الوطنية عزّز نهجًا حذرًا في استهلاك الطاقة

تساعد شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة الريفية في باكستان على توفير الكهرباء للأنشطة الزراعية والمنازل والإسهام في مكافحة فقر الطاقة.

في هذا الإطار، أجرى فريق بحثي مقيم في إيطاليا وباكستان دراسة حول الآثار الاجتماعية والتقنية لتركيب شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة في المجتمعات الريفية غير المربوطة بشبكة الكهرباء في باكستان.

وشمل البحث 3 مجتمعات ريفية تقع بالقرب من مدينة جهانبور في مقاطعة البنجاب بوسط شرق باكستان، تعمل كل منها بصفة رئيسة في الأنشطة الزراعية، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي قرية "بسم الله مور"، أجرى الباحثون تحليلًا نوعيًا لشبكة طاقة شمسية صغيرة تعمل مع تخزين بطاريات.

وتُضاف إلى ذلك دراسة نوعية في المنطقة تضمنت مقابلات مع أصحاب المصلحة ومجموعات نقاش مركزة وملاحظات ميدانية مباشرة لجمع بيانات بشأن إدارة المجتمع لملكية نظام الشبكة الصغيرة واستعماله اليومي.

الشبكة الكهربائية المصغرة

أُجري تحليل كمي مماثل، يتألّف من مجموعتي تركيز وملاحظات تطبيقية، في مجتمعَيْن ريفييْن إضافييْن في المنطقة نفسها، أحدهما في قرية "وال والا"، وهي مربوطة بشبكة الكهرباء الوطنية وليست لديها شبكة كهربائية مصغرة.

كما أُجري التحليل الآخر في قرية "هادن والا"، وهي مربوطة بالشبكة ومزوّدة بشبكة كهربائية مصغرة تعمل بالطاقة الشمسية.

ووجد الباحثون أن الشبكة الكهربائية المصغرة للطاقة الشمسية في قرية "بسم الله مور" قد وفّرت استجابة "جزئية، وإن كانت مهمة" لمكافحة فقر الطاقة، ما أتاح للمجتمع وصولًا مستقرًا إلى الكهرباء لتلبية الاحتياجات المنزلية الأساسية، بما في ذلك الإضاءة والأجهزة المنزلية الصغيرة.

وأوضحوا أن شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة الريفية في باكستان تعزّز أشكال التمكين والتحرر، خصوصًا للنساء؛ ما دفع الباحثين إلى استنتاج أن الشبكة الكهربائية المصغرة "ليست مجرد حل تقني، وإنما هي حافز محتمل لتغيير اجتماعي أوسع".

وفي قرية "وال والا"، ذات الملكية الجزئية للأراضي، عزّز الوصول إلى شبكة الكهرباء الوطنية نهجًا حذرًا في استهلاك الطاقة، مع الحد من الاستعمال عمدًا لتجنب ارتفاع التكاليف، وفقًا للباحثين.

وعلى النقيض من ذلك، في قرية "هادن والا"، حيث غالبية المجتمعات من ملاك الأراضي، سهّلت الظروف الاقتصادية الأفضل الوصول إلى الشبكة الوطنية، ما أثر بدوره على الثقافة المادية.

ألواح شمسية خارج منزل ريفي في باكستان
ألواح شمسية خارج منزل ريفي في باكستان – الصورة من بلومبرغ

أهمية ابتكارات الطاقة

صرّح المؤلف المراسل للبحث، إيفانو سكوتي، لمجلة "بي في ماغازين"، بأن الفكرة الرئيسة من الدراسة هي أن ابتكارات الطاقة تصبح مهمة ومستدامة عندما تكون جزءًا لا يتجزأ من المجتمع.

وأضاف أن عوامل، مثل حيازة الأراضي وعلاقات الملكية، تؤدي دورًا حاسمًا في تشكيل طريقة فهم الناس للتقنيات الجديدة وتفاعلهم مع شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة الريفية في باكستان، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف سكوتي أن "النتائج كشفت عن أن الجهات الفاعلة المحلية لا تتبنّى التقنية بصورة سلبية، بل تُعيد تفسيرها وتعديلها وتكييفها بنشاط مع احتياجاتها؛ ما يؤدي إلى أشكال جديدة من الملكية العملية والمعرفية".

وأردف: "بهذا المعنى، يعتمد نجاح الشبكة الصغيرة على ترتيب حوكمة هجين يجمع بين التحكم التقني الرسمي والملكية والمعرفة غير الرسمية المتفاوض عليها اجتماعيًا".

وتُظهر الدراسة عمومًا أن "التصرف بالملكية" -أي تفعيل الملكية من خلال الممارسات والمفاوضات اليومية- يمثّل بُعدًا أساسيًا لتحوّل الطاقة المستدام في السياقات الريفية.

الألواح الشمسية في قرية شيخوبورا الباكستانية
الألواح الشمسية في قرية شيخوبورا الباكستانية – الصورة من صحيفة دوون

نشر شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة الريفية في باكستان

قال المؤلف المراسل للبحث، إيفانو سكوتي: "إن نجاح نشر شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة الريفية في باكستان أو في مناطق أخرى من الجنوب العالمي يعتمد على إدراك تفاعل البنى التحتية للطاقة مع أنظمة الملكية القائمة، والتسلسلات الهرمية المحلية، والقيم الثقافية".

ودعا إلى أن "يقترن التصميم التقني ببناء القدرات، والإدماج الاجتماعي، وآليات الحوكمة التي تعكس هياكل المجتمع"، موضحًا أن "تعزيز المهارات المحلية، خصوصًا بين النساء والتقنيين، يرسخ الاستقلالية واستدامة النظام على المدى الطويل".

واقترح أن "تُقرّ أطر السياسات بالطبيعة الهجينة لحقوق الملكية في المناطق الريفية، وأن ترسخ الملكية المشتركة أو الجماعية".

وأشار إلى أن "نماذج الأعمال ينبغي أن تُراعي السياق، وأن تجمع بين القدرة على تحمل التكاليف والمشاركة المجتمعية".

وأضاف سكوتي: "بدمج هذه الأبعاد الاجتماعية والتقنية والمؤسسية، يُمكن أن يتحول نشر الشبكات الكهربائية الصغيرة من مجرد حل مؤقت للمساعدات إلى عملية تحويلية تُعزز القدرات المحلية وتدعم انتقالًا عادلًا ودائمًا للطاقة".

وتألّف فريق البحث من علماء اجتماع من جامعة نابولي فيديريكو الثاني الإيطالية ومهندسين من جامعة لاهور للعلوم الإدارية الباكستانية.

وتُعد الجامعتان شريكتيْن في مشروع "لوسيل-إتش 2" الممول من الاتحاد الأوروبي، ومدته 4 سنوات، ويهدف إلى إنشاء نظام شبكة كهربائية صغيرة قابل للتوسع لدعم المجتمعات الريفية التي تفتقر إلى مصادر كهرباء ثابتة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

"تأثير شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة في المناطق الريفية الباكستانية"، من مجلة "بي في ماغازين".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق