ارتفاع الطلب على معدات نقل وتوزيع الكهرباء في أميركا.. و6 عوامل وراء الأزمة
الطلب على الكهرباء في أميركا يرتفع بعد عِقد من الانخفاض
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

بلع الطلب على معدّات نقل الكهرباء وتوزيعها في أميركا مستويات غير مسبوقة؛ ما أثار مخاوف حيال استقرار الشبكة الوطنية، ويكشف في الوقت ذاته مدى هشاشة سلاسل توريد هذا القطاع الحيوي.
وأشار تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- إلى أن الطلب على هذه المعدّات في أميركا ارتفع بنسبة تتراوح بين 35% و274% بين عامي 2019 و2025، تبعًا لنوع المعدّات.
ويعزو التقرير هذا الارتفاع القياسي في الطلب على معدّات نقل الكهرباء وتوزيعها في أميركا إلى تضافر مجموعة من العوامل منذ 2020، أدت إلى استمرار نقص الإمدادات.
ورغم موجة الاستثمارات، ما تزال التحديات والمخاطر التي تواجه سوق محولات الكهرباء في الولايات المتحدة قائمة، بداية من تقلبات أسعار المواد الخام والتعرفات الجمركية الأميركية.
أسباب ارتفاع الطلب على معدّات نقل وتوزيع الكهرباء في أميركا
كشف التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي عن مجموعة من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الطلب على معدّات نقل الكهرباء وتوزيعها في أميركا، وأبرزها:
- نمو الأحمال الكهربائية، إذ ارتفع الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة بنسبة 7% بين 2019 و2024 بعد عقد من التراجع، واستدعى ذلك استثمارات ضخمة في البنية التحتية ورفع الطلب على المحولات والأسلاك.
- التوسع في الكهربة، مثل السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية.
- انتشار الطاقة النظيفة، حيث حققت مشروعات الطاقة الشمسية قفزة بأكثر من 400% بين 2019 و2025، ما زاد الحاجة إلى المحولات وغيرها من المعدّات.
- تقادم البنية التحتية وتحديث الشبكة، فقد كشفت دراسة أجرتها وزارة الطاقة الأميركية تجاوز نحو 55% من محولات التوزيع (أي نحو 40 مليون وحدة) عمرها الافتراضي البالغ 33 عامًا، ما أدى إلى طلب متزايد على المحولات الجديدة.
- الظواهر الجوية المتطرفة وتقوية الشبكة، لا سيما مع ارتفاع عدد الكوارث المناخية التي تتجاوز خسائرها مليار دولار من 8 في 2014 إلى 27 في 2024، ما تسبَّب في أضرار واسعة للبنية التحتية وزيادة الطلب على معدّات نقل الكهرباء وتوزيعها في أميركا.
- الاستثمارات في التصنيع ومراكز البيانات، حيث قفز الإنفاق على تطوير المصانع بنسبة 96% خلال 3 سنوات، في حين بلغت مشروعات مراكز البيانات قيد التطوير أكثر من 125 غيغاواط خلال الربع الأول (2025).

أزمة في سوق محولات الكهرباء
أظهرت وود ماكنزي أن سوق محولات الكهرباء في أميركا تعاني من أزمة منذ عام 2019، نتيجة ارتفاع الطلب على محولات رفع الجهد (GSUs)، في ظل نمو مشروعات الطاقة المتجددة.
وأدى ذلك إلى إغراق السوق في عجز حادّ، وإجبار المطورين على التقدم بطلبات مع امتداد مدد الانتظار بين عامين و3 أعوام قبل تسلُّم المعدّات المطلوبة.
وعلى الرغم من بعض التحسّن خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث تراجعت مدة التسليم محولات رفع الجهد إلى 143 أسبوعًا في المتوسط، ولمحولات الكهرباء إلى 128 أسبوعًا، فإن الأزمة قد تتفاقم بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، تراجعت مدة تسليم المفاتيح الكهربائية إلى 44 أسبوعًا، وسجلت فئات رئيسة أخرى، مثل المحولات المثبتة على الأرض والأسلاك، ارتفاعًا مستمرًا في مهلة التسليم خلال الربع نفسه.
وأضاف التقرير أنه رغم زيادة الاستثمارات وتعزيز القدرات الإنتاجية، فإن العقبات ما تزال واضحة، وأبرزها:
- ارتفاع أسعار الصلب الكهربائي بأكثر من 20% خلال الأشهر الماضية.
- محدودية إمدادات الأسلاك النحاسية المطابقة للمواصفات المطلوبة.
- الضغط على منافذ الإنتاج المحلية مع فرض الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، حيث فقدت الوحدات المستوردة قدرتها التنافسية السعرية.
ومع ذلك، يرى التقرير أن تراجع وتيرة الدعم المقدّم لمشروعات الطاقة المتجددة وتعزيز قدرات صناعة المحولات قد يخفف الضغط على السوق.
وتشير التقديرات إلى تراجع العجز في محولات رفع الجهد إلى نحو 140 وحدة بحلول عام 2030، مقارنة بأكثر من 700 وحدة في عام 2025، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- محولات الكهرباء في أميركا تواجه عجزًا بالمعروض وسط تحديات كبيرة (تقرير)
- طاقة الشمس والرياح تهيمن على 90% من توليد الكهرباء في أميركا
اقرأ أيضًا..
- واردات الكويت من الغاز المسال تنخفض 6%.. دولتان عربيتان ضمن المصدرين
- صادرات الجزائر من الغاز المسال تنخفض 18%.. وخبير يرصد 3 أسباب
- صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال تنخفض.. ما السبب؟
المصدر: