تحذيرات من ارتفاع تكاليف بطاريات تخزين الكهرباء في آسيا بعد 2029
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

حذّر تقرير حديث من ارتفاع تكاليف بطاريات تخزين الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ بعد عام 2029، مع تجاوز نمو الطلب للمعروض من الليثيوم.
وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن التكاليف الحالية ستشهد انخفاضًا لتسجل أدنى مستوياتها بحلول 2029، لتصبح بكين في صدارة الأسواق الأرخص عالميًا، قبل أن تقفز بعد ذلك.
وحاليًا، تتراجع تكاليف بطاريات تخزين الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ بوتيرة تصل إلى 14% سنويًا، وسط توقعات بتباطؤ هذه الوتيرة إلى 6% خلال السنوات المقبلة، لتصل إلى 1% فقط بحلول 2029.
وقد أرجع التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي ذلك إلى تفاقم أزمة إمدادات الليثيوم عالميًا، التي تمثّل حجر الزاوية لتقنيات الطاقة النظيفة.
وعلى مدار 15 عامًا، شهدت تكاليف أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء عالميًا انخفاضًا حادًا، إذ تراجعت تكاليف المشروعات المركبة بنسبة 93% بين عامي 2010 و2024، بحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
انخفاض تكاليف بطاريات تخزين الكهرباء في آسيا
أوضح تقرير وود ماكنزي أن أسعار البطاريات وأنظمة التخزين الصينية ستواصل تراجعها إلى أدنى مستوياتها التاريخية خلال السنوات المقبلة، ويعود ذلك إلى مجموعة من الأسباب، أهمها:
- التقدم التقني والتوسعات الضخمة.
- التنافس الشديد بين الشركات.
- استقرار أسعار المواد الخام.
فقد أدى انخفاض تكاليف البطاريات إلى ارتفاع الاستثمارات المخصصة لمشروعات تخزين الكهرباء في المنطقة، مع توقعات بأن يتجاوز حجم السوق 500 مليار دولار في غضون عقد، متجاوزًا استثمارات محطات الكهرباء العاملة بالفحم والغاز.
وستتصدر الصين سوق أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ على نطاق المرافق من حيث حجم الإنتاج والأسعار التنافسية، بفضل الاستثمارات الضخمة وقدرات التصنيع والتنافس بين الموردين المحليين.
وتوقعت انخفاض التكاليف في الصين بنسبة 35%، لتصل إلى 84 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة بحلول 2034، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما ستواجه الأسواق الأخرى، مثل أستراليا واليابان، ارتفاعات ملموسة؛ نظرًا لديناميكيات السوق المحلية وقيود سلاسل التوريد.
كما أوضحت شركة الأبحاث أنه مع اتجاه المنطقة -حاليًا- نحو أنظمة التخزين ذات الأمد الطويل بالتزامن مع تحديات التجارة وسلاسل التوريد، سيكون فهم ديناميكية التكلفة أمرًا حاسمًا للمطورين والمستثمرين وصنّاع السياسات.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكثر 10 دول إضافة لسعة بطاريات تخزين الكهرباء بحلول 2033:
تفاوت تكاليف بطاريات تخزين الكهرباء في آسيا
أشار تقرير وود ماكنزي إلى أن تكاليف بطاريات تخزين الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ تشهد تفاوتًا بين 5 دول تناولها التقرير، وهي الصين وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والهند، نتيجة مجموعة من العوامل:
- قيود الاستيراد.
- متطلبات المحتوى المحلي.
- معايير الترخيص.
- متطلبات شبكات الكهرباء.
وأظهر التقرير أن معظم الأسواق بدأ بالتحول إلى بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم (LFP)، باستثناء كوريا الجنوبية، التي تواصل الاعتماد على بطاريات النيكل والمنغنيز والكوبالت (NMC)، نظرًا لوجود قاعدة تصنيع محلية قوية ومستقرة.
وعلى صعيد تكاليف الهندسة والمشتريات والبناء لمشروعات البطاريات، تُظهر المنطقة تفاوتًا، إذ تتراوح التكلفة بين 59 و117 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويتوقع التقرير أن متوسط مدة تخزين الكهرباء المشروعات على نطاق المرافق في المنطقة سيرتفع من 2.4 ساعة خلال العام الجاري إلى 3.4 ساعة بحلول 2034، مع تحقيق وفورات تصل إلى 20% لكل كيلوواط/ساعة بفضل اقتصادات الحجم في تكاليف الهندسة والمشتريات والبناء (EPC).
من جهة أخرى، يؤدي ارتفاع أجور العمالة في أستراليا واليابان لرفع التكلفة إلى نحو ضعف ما هي عليه في الصين والهند.
فرغم أن أستراليا تحصل على بطاريات بأسعار تنافسية من الصين، فإن نقص العمالة في قطاع الطاقة النظيفة يرفع تكاليف البناء، ويحدّ من مكاسب انخفاض الأسعار.
وفي اليابان، يفاقم تفضيل المنتجات المحلية التباين، مع تكاليف تصل إلى 3 أضعاف الصين، رغم دخول الشركات العالمية إلى السوق.
في المقابل، تقدّم الهند أكبر فرصة لخفض التكاليف، مع توقُّع انخفاض التكاليف الشاملة للمشروعات بنسبة تقارب 40% بحلول 2034، بدعم من المبادرات الحكومية وتكاليف العمالة المنخفضة.
موضوعات متعلقة..
- تكاليف بطاريات تخزين الكهرباء تتراجع 93% (تقرير)
- تحولات سوق بطاريات تخزين الكهرباء.. 3 شركات صينية تهيمن على الشرق الأوسط
- بطاريات تخزين الكهرباء تنتظر استثمارات تريليونية لمواكبة طفرة الطاقة المتجددة
اقرأ أيضًا..
- أغلى أسعار خامات النفط العربية في 9 أشهر
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات نمو الطلب على النفط في 2025
- أوبك تثبّت توقعات الطلب على النفط في 2026 للشهر الثاني
المصدر..