
من المرجح أن تواصل أكبر محطة كهرباء بالفحم في أستراليا عملياتها لمدة عامين آخرين، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتؤدي محطة الكهرباء العاملة بالفحم إرارينغ (Eraring)، البالغة سعتها 2.88 غيغاواط، دورًا حيويًا في استقرار وأمن نظام الطاقة في ولاية نيو ساوث ويلز.
وفي يناير/كانون الثاني (2025)، أوصى مجلس المناخ في أستراليا بضرورة استبدال مصادر الطاقة المتجددة بأسطول محطات الكهرباء العاملة بالفحم في البلاد، لكونه متقادمًا وغير موثوق؛ ما يؤثّر في إمدادات الكهرباء، ويؤدي إلى تكرار انقطاع الكهرباء.
ويزيد عُمْر أكثر من 60% من محطات الكهرباء بالفحم في أستراليا على 40 عامًا؛ ما يجعلها غير موثوقة في سد احتياجات البلاد من الطاقة، لا سيما في أوقات الذروة في فصل الصيف.
ويمثّل إرجاء غلق محطة "إرارينغ" انتكاسة لجهود التحول إلى الطاقة المتجددة في أستراليا التي تستهدف رفع حصة الطاقة النظيفة بمزيج الكهرباء إلى 82% بحلول عام 2030، وخفض الانبعاثات بنسبة 43% مقارنةً بمستويات 2005 بنهاية العقد الحالي، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
تمديد التشغيل
قالت شركة أوريجن إنرجي (Origin Energy) الأسترالية، إنها قد لا تغلق أكبر محطة كهرباء بالفحم في أستراليا بموعدها المقرر في أغسطس/آب (2027)، وفق ما أورده موقع "رينيو إيكونومي".
ووصف رئيس شركة أوريجن إنرجي سكوت بركينز شهر أغسطس/آب (2027) بأنه تاريخ "توقُّف محتمل" للمحطة المذكورة، مشيرًا إلى أن هناك تاريخ "توقُّف صارم" في أبريل/نيسان (2029).
وأضاف: "نحن في حالة نقاش دائم مع حكومة ولاية نيو ساوث ويلز بشأن اعتبارات السوق"، وفق تصريحات أدلى بها خلال الاجتماع العام السنوي الذي تعقده الشركة.
وتغذّي تصريحات بركينز تكهنات بأن محطة كهرباء "إرارينغ" لن تُغلَق في شهر أغسطس/آب (2027)، كما هو معلوم لدى مشغّل سوق الطاقة الأسترالي، واختصاره إيه إي إم أو (AEMO).
وأشار إلى أن محطة كهرباء "إرارينغ" تحقق أرباحًا، وأن شركته لم تفعل شيئًا لاستبدال طاقة الشمس والرياح بسعة المحطة قبل هذا التوقيت.
وفي عام 2022 أعلنت الشركة الغلق المبكر للمحطة المخطط له في أغسطس/آب (2025)، غير أن حكومة نيو ساوث ويلز وافقت على تمديد تاريخ الغلق لمدة عامين آخرين بدافع مخاوف تتعلق بنقص الإمدادات، وما قد ينتُج عنه من ارتفاع الأسعار.
ومنحت حكومة نيو ساوث ويلز 450 مليون دولار إلى "أوريجن إنرجي"، غير أن الشركة قالت، إن محطة الكهرباء نفسها تحقق أرباحًا ضخمةً لدرجة أنها لم تستفد من الدعم الحكومي.
وقال رئيس شركة "أوريجن إنرجي" سكوت بركينز: "إرارينغ تحقق أرباحًا"، غير أنها "تواجه حاليًا تحدياتٍ اقتصاديةً على المدى المتوسط".
وتابع: "وسنواصل تقييم أوضاع السوق ومتطلباتها"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

سؤال حاسم
يبقى السؤال المتعلق بموعد غلق أكبر محطة كهرباء بالفحم في أستراليا، في أغسطس/آب (2027) أم في أبريل/نيسان (2029)، حاسمًا بالنسبة لمشغّل سوق الطاقة الأسترالي، وكذلك لحكومة الولاية، ومالكي محطات الكهرباء بالفحم الأخرين، والمطورين ومالكي البطاريات الضخمة، ولمن يحاولون بناء محطات طاقة شمس ورياح.
وتعهدت "أوريجن إنرجي" ببناء سعة جديدة تتراوح بين 4 و5 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة والتخزين بحلول عام 2030، مقارنةً بأكثر من 12 غيغاواط بحلول عام 2032 التي اقترحتها شركة بروكفيلد (Brookfield).
غير أن الشركة ركّزت إلى حدّ كبير على مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء؛ ما يساعدها في تحقيق التوازن بين محفظتها والتحكم في الأسعار.
وتشتمل المشروعات تلك على بطارية "إرارينغ" التي من المخطط أن تكون الأكبر من نوعها في أستراليا بسعة تصل إلى 700 ميغاواط و2800 ميغاواط/ساعة، وبطارية مورتليك (Mortlake) الأصغر حجمًا البالغة سعتها 300 ميغاواط و650 ميغاواط/ساعة، إلى جانب بطارية سوبرنود (Supernode) في ولاية كوينزلاند ونظيرتها سمرفيلد (Summerfield) في ولاية جنوب أستراليا.
ولعل مشروع الطاقة المتجددة الوحيد الذي أحرزت الشركة تقدمًا ملحوظًا فيه هو مشروع طاقة الرياح يانكو دلتا (Yanco Delta) في جنوب غرب نيو ساوث ويلز.
وحصل المشروع على حقوق الاتصال بالشبكة، غير أن شركة "أوريجين" لم تُعلن التزامها ببنائه بَعْد، ولن تتخذ قرارًا بشأنه حتى عام 2026.
ويعني هذا أنه لا يوجد أمل لإنجاز بناء المشروع نفسه، البالغة سعته 1.4 غيغاواط، قبل أغسطس/آب (2027)، وربما ليس قبل أبريل/نيسان (2029).
كما تطور الشركة مشروع طاقة رياح وبطارية يحمل اسم نورثرن تيبليلاندز (Northern Tablelands) في منطقة نيو إنغلاند شمال نيو ساوث ويلز، غير أنه لم يُنجَز قبل أوائل العقد المقبل.
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي: تأمين الطاقة لتحقيق النمو أولوية قبل قضايا المناخ
- بترورابغ السعودية تكشف تطورات مشروع زيت الوقود.. والسهم يقفز 5%
- إنجاز بناء 3 ناقلات غاز مسال لصالح شركتَين
المصدر:
1.تمديد تشغيل أكبر محطة كهرباء بالفحم في أستراليا لمدة عامين، من "رينيو إيكونومي".