الذكاء الاصطناعي والنفط والغاز والكهرباء في أفريقيا.. حلول واعدة (تقرير)
نوار صبح

يمكن لقطاعات النفط والغاز والكهرباء في أفريقيا أن تستفيد من قدرات الذكاء الاصطناعي في تطوير الأداء وزيادة الإنتاجية وتقليل الانبعاثات وتسريع إصدار التراخيص.
ويتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إعادة تشكيل قطاع الطاقة في أفريقيا بسرعة وتحديث أنظمة الكهرباء بجميع أنحاء القارة، وفقًا لقادة الصناعة الذين تحدثوا عن إمكانات هذه التكنولوجيا التحويلية.
في المقابل، تتسارع وتيرة التغيير التكنولوجي بصورة غير مسبوقة في قطاع النفط والغاز، لدرجة أن الشركات العاملة بهذا القطاع في أفريقيا، إن لم تكن حذرة، فإنها تُخاطر بالتخلف عن الركب، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وجّه هذا التحذير الصارخ نائب رئيس قسم التكامل الرقمي لأوروبا وأفريقيا لدى شركة خدمات حقول النفط "شلمبرجيه المحدودة" (SLB) بينوا فوبير، إلى الوفود المشاركة في جلسة "تمكين عصر الذكاء الاصطناعي" ضمن مؤتمر أسبوع الطاقة الأفريقي الذي اختتم مؤخرًا بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا.
الذكاء الاصطناعي وتحديث أنظمة الطاقة
سلّط بينوا فوبير، الضوء على 3 تحديات رئيسة تواجهها أنظمة الطاقة في أفريقيا؛ وهي: جاهزية البنية التحتية، اللوائح القديمة، الحاجة إلى تطوير الكفاءات.
وأكد أهمية الوصول إلى الكهرباء، ومراكز البيانات، وتوافر الحوسبة السحابية، إلى جانب الإصلاح التنظيمي لتحديث القوانين القديمة.
وقال: "إن اللوائح التنظيمية التي وُضعت قبل عقود لا تدعم التحول القائم على البيانات المطلوب اليوم، خصوصًا في قطاع النفط والغاز".
ودعا فوبير إلى "تطوير أطر قانونية حديثة وبناء الكفاءات المناسبة من خلال التدريب المناسب لإعادة استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء القارة"، مشيرًا إلى أن "الذكاء الاصطناعي هو المحرك الجديد لسلسلة قيمة الطاقة بأكملها".

فرصة لتبني تقنيات العصر الحالي
أشار بينوا فوبير، إلى أسواق ناشئة مثل أوغندا وناميبيا؛ حيث لا تزال صناعات النفط والغاز في طور النمو؛ ما يتيح فرصةً لتجاوز تحديات التكنولوجيا القديمة تمامًا.
بدوره، صرّح مسؤول الاتصالات لدى شركة تطوير الحلول المبتكرة لقطاع الطاقة العالمي "إيه آي كيو" (AIQ) تاواندا شيوتا، بأن الشركة قضت أول عامين ونصف العام في تطوير حلول مشتركة مع خبراء متخصصين، مع التركيز على نقاط الضعف في سلسلة قيمة الطاقة.
وأكد ضرورة دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات لتحقيق مكاسب حقيقية، واصفًا إياه بأنه "ليس أمرًا تكميليًا" بل ضروريًا، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال شيوتا: "لقد حددنا نقاط الضعف الرئيس التي يُقدم فيها الذكاء الاصطناعي قيمة كبيرة؛ ما يُعزز التأثير بدءًا من عمليات الاستكشاف والإنتاج وصولًا إلى القرارات الإستراتيجية لمجلس الإدارة".
دور الأتمتة في تسريع إصدار التراخيص
صرّح المدير الأول لشراكات الطاقة لدى مايكروسوفت (Microsoft) روب شابيرو، بأن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُعالج التأخيرات الطويلة في إصدار التراخيص، ولا سيما في المشروعات النووية.
وأشار إلى أنه من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي المُولّد على البيانات التنظيمية، يُمكن تقليص أوقات إصدار التراخيص بنسبة 40%؛ ما يُوفر الوقت وملايين الدولارات.
وأضاف: "بدلًا من التساؤل عمّا يُمكن أن يُساعد فيه الذكاء الاصطناعي، سأُجيب عمّا لا يُمكنه المساعدة فيه".
"إن استعمال الذكاء الاصطناعي المُولّد لتحليل البيانات التاريخية وأتمتة كتابة التقارير يُمكن أن يُقلل أوقات الموافقة بنسبة 40%، ما يُوفر الملايين ويُسرّع من تطوير الطاقة".
وقال شابيرو: "ستُصبح المرونة والصيانة التنبؤية وتحسين الشبكة، المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي، قدرات أساسية للبنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء العالم".
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي سيكون له العديد من التطبيقات العملية في أفريقيا؛ حيث قد يستغرق إصدار التراخيص لمشروعات الطاقة ما يصل إلى 12 عامًا.

تعزيز ثقة المستثمرين بالمشروعات الأفريقية
أكدت رئيسة علاقات المستثمرين لدى شركة كالفيرت الدولية (Calvert International) جيسيكا ستانغ، أهمية الكفاءة في جعل مشروعات الطاقة الأفريقية قابلة للتمويل.
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقليل مخاطر الاستثمارات؛ ما يجعل المشروعات أكثر جاذبية للممولين.
وتُعد اللوائح التنظيمية الواضحة وتنمية المهارات المحلية أمرًا أساسيًا؛ حيث شددت ستانغ على ضرورة سيطرة الدول الأفريقية على شبكات الطاقة لديها.
وقالت: "إن فقدان الطاقة يُترجم مباشرةً إلى خسارة في الإيرادات؛ فالذكاء الاصطناعي يُحفز الاستثمارات الذكية ويُقلل من مخاطر المشروعات؛ ما يُعزز الإيرادات في هذا القطاع المُعقد".
وأشارت ستانغ إلى أن تعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة في أفريقيا يتطلب تعاونًا أوثق بين الحكومة والقطاع الخاص والجامعات.
موضوعات متعلقة..
- الذكاء الاصطناعي.. كيف يمثل حلًا واعدًا لتلوث التربة (مقال)
- الذكاء الاصطناعي والطاقة.. معادلة القوة وصراع مصر مع المستقبل (مقال)
- الذكاء الاصطناعي في صناعة الهيدروجين.. رؤية للسوق حتى 2034
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقات النفط في السعودية خلال 9 أشهر.. طفرة بقيادة أديس وأرامكو
- الهيدروجين الأخضر في المغرب.. مسؤول: هذه 3 تحديات وموعد مهم (خاص)
- سفن إعادة التغويز تنتشر في 3 دول عربية.. والعراق والمغرب ينضمان قريبًا
المصدر..