رئيسيةأخبار النفطنفط

أكبر حقل نفط غير مطوّر في بحر الشمال يثير الجدل مجددًا

دينا قدري

استؤنف الجدل مرة أخرى بشأن أكبر حقل نفط غير مطوّر في بحر الشمال، بعد إعادة تقديم خطط إلى السلطات البريطانية للحصول على إذن لإنتاج النفط والغاز.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أعلنت شركة إكوينور النرويجية (Equinor) أنها تسعى مجددًا لتطوير حقل روزبانك، الواقع شمال غرب جزر شيتلاند.

وكان حزب المحافظين قد منح شركة النفط النرويجية إذنًا بالحفر في روزبانك خلال وجودها في السلطة، إلّا أن المحكمة العليا ألغت القرار في وقت سابق من العام الجاري (2025).

ويرجع ذلك أساسًا إلى عدم احتساب انبعاثات الكربون الناتجة عن المشروع بشكل صحيح.

أكبر حقل نفط غير مطوّر في بحر الشمال

يُعدّ حقل روزبانك أكبر حقل نفط غير مُطور في بحر الشمال، ويمكن أن يُسهم بنسبة 4.5% من إمدادات الغاز في المملكة المتحدة عند ذروته، و7.0% من إمدادات النفط من أول إنتاج في عام 2030.

ووفق قاعدة بيانات الحقول لدى منصة الطاقة المتخصصة، يقع حقل روزبانك على بُعد نحو 130 كيلومترًا شمال غرب جزر شتلاند، بعمق يصل إلى 1100 متر تحت الماء.

ويحتوي الحقل على ما يصل إلى 350 مليون برميل من النفط المكافئ، وهو مملوك لشركة إكوينور النرويجية بنسبة 80.0%، وشركة إيثاكا إنرجي البريطانية (Ithaca Energy) بنسبة 20.0%.

وجرت الموافقة على الحقل في الأصل عام 2023؛ إذ من المقرر تطوير حقل روزبانك على مرحلتين، حيث تُربط آبار تحت سطح البحر بسفينة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة مُعاد نشرها، مع بدء التشغيل من المرحلة الأولى في عامي 2026 و2027.

ولكن في يناير/كانون الثاني 2025، صدر حكم قضائي بضرورة إجراء تقييم أكثر تفصيلًا للأثر البيئي للحقل، مع مراعاة تأثير حرق أيّ وقود أحفوري مستخرج منه على المناخ.

وفُتحت الآن مشاورة عامة، وستستمر حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

سفينة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة لحقل روزبانك
سفينة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة لحقل روزبانك - الصورة من موقع شركة إكوينور

تقدير انبعاثات حقل روزبانك

طُلب من إكوينور إعادة حساب "التأثير الكامل" لحقل روزبانك، وتُقدّر الآن أنه سيُسهم بـ249 مليون طن إضافية من غاز ثاني أكسيد الكربون المُسبّب للاحتباس الحراري على مدار السنوات الـ25 المقبلة.

ويُعادل هذا الرقم أكثر من 50 ضعفًا من الرقم الأصلي البالغ 4.5 مليون طن الذي نتج عن استخراج النفط والغاز.

وصرّحت إكوينور، في معرض نشر أرقامها، قائلةً: "يخلص التقييم إلى أنه على الرغم من احتمال حدوث انبعاثات غازات الدفيئة من مشروع روزبانك، فإن حجمها ليس كبيرًا عند النظر إليه في سياق الالتزامات الدولية بشأن المناخ".

وأضافت أنه إذا لم تُحافظ ارتفاعات درجات الحرارة العالمية على أقل من درجتين مئويتين، فإن "مشروع روزبانك يُمكن أن يُؤثّر بشكل كبير في المناخ نظرًا لحساسيته العالية وآثاره التراكمية"، بحسب البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وصرّح متحدث باسم شركة إكوينور قائلًا: "نظل ملتزمين تمامًا بالعمل الوثيق مع جميع الجهات المعنية للنهوض بمشروع روزبانك.. ما دامت هناك حاجة إلى النفط والغاز، فإن مكان وكيفية إنتاجهما مهمّان".

وتابع: "يُمكن لمشروع روزبانك أن يُسهم بمواجهة انخفاض الإنتاج المحلي في المملكة المتحدة من خلال النفط والغاز اللذين يُنتجان ببصمة كربونية أقل بكثير من متوسط البصمة الكربونية في الجرف القاري للمملكة المتحدة".

وشدد على أن "روزبانك يُعدّ مُسهِمًا مهمًا في أمن الطاقة في المملكة المتحدة، إنه مشروع حيوي للاقتصاد البريطاني، ويُحقق فوائد كبيرة من حيث الاستثمار المحلي وتوفير فرص العمل".

جدل حول تطوير حقل روزبانك

تقع حاليًا مسألة الموافقة على مشروع تطوير حقل روزبانك على عاتق وزير الطاقة إد ميليباند، الذي وصف المشروع سابقًا بأنه "تخريب للمناخ"، وتعهَّد بحظر جميع عمليات الحفر الجديدة في بحر الشمال.

وصرّح حزب العمال بأن حظر الحفر ينطبق فقط على المشروعات الجديدة، حيث طمأن رئيس الوزراء كير ستارمر شركة إكوينور قبل انتخابات العام الماضي (2024) بأنه سيُسمح للمشروعات المعتمدة مثل روزبانك بالمضي قدمًا.

وقُدِّم طلب إكوينور الجديد في الوقت الذي يستعد فيه ميليباند لتخفيف حظر حزب العمال للحفر، خشية أن يُؤجّج ذلك هجرةً جماعية للمطوّرين، بحسب ما أفادت به صحيفة "ذا تيليغراف" (The Telegraph).

ويأتي هذا التغيير المُقترح في أعقاب تزايد الانتقادات لتراجع حزب العمال عن بحر الشمال، بما في ذلك من دونالد ترمب، الذي وصف الحوض القديم بأنه "كنزٌ ثمين" للمملكة المتحدة.

معارضة تطوير حقل روزبانك في بحر الشمال
معارضة تطوير حقل روزبانك في بحر الشمال - الصورة من صحيفة "ذا تيليغراف"

من جانبهم، حثّ نشطاء بيئيون الحكومة على رفض أحدث طلب بشأن تطوير روزبانك، واصفين إياه بأنه "الاختبار الحاسم لمصداقية هذه الحكومة بشأن تغير المناخ".

وقالت تيسا خان، من جماعة الضغط المناهضة للوقود الأحفوري "أبليفت" (Uplift): "روزبانك صفقة سيئة للغاية بالنسبة للمملكة المتحدة.. هذه الصفقة لن تُخفّض الفواتير، ولن تُسهم تقريبًا في تعزيز أمن الطاقة، نظرًا لأن معظمها نفط مُخصّص للتصدير".

وتابعت: "يجب على الحكومة الالتزام بوعدها والاستثمار في الطاقة النظيفة، التي تُحفّز النمو، والتوقف عن دعم صناعة لا يُمكنها الاستمرار إلّا بدعم حكومي ضخم".

وشددت على أنه يجب ألّا تسمح لصناعة النفط والغاز المتدهورة، أو لمؤيديها السياسيين، بإملاء سياسة الطاقة في المملكة المتحدة؛ إذ "يجب على حكومة حزب العمال هذه أن تفعل الصواب وترفض روزبانك".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. معلومات عن أكبر حقل نفط غير مطوّر في بحر الشمال، من موقع شركة إكوينور
  2. تقييم انبعاثات حقل روزبانك، من موقع شركة إكوينور
  3. جدل حول تطوير حقل روزبانك في المملكة المتحدة، من صحيفة "ذا تيليغراف"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق