الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يتأجل 5 أشهر

2025-10-14

0 469

شهد مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية بعض التأخير في الجدول الزمني، إذ من المقرر أن يدخل حيز التشغيل بحلول أبريل/نيسان 2026، بعدما كان مقررًا له نهاية العام الجاري (2025).

دفع تأجيل تشغيل المشروع -الذي يعدّ من أكبر مشروعات الربط الكهربائي في المنطقة- الحكومة المصرية إلى عزمها معالجة التأخير من خلال تشغيل المشروع بمرحلتيه الأولى والثانية معًا.

ووجّه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- سرعة العمل على الانتهاء من المرحلة الثانية من مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية ليكون بمرحلتيه جاهزًا للتشغيل بحلول أبريل/نيسان 2026.

كانت الخطط الأولى تهدف إلى تشغيل المشروع قبل دخول فصل الصيف الماضي، إلّا أن تأخُّر بعض الأعمال حالَ دون تحقيق ذلك، ما دفع إلى تأجيل التشغيل لنهاية 2025، قبل أن تعلن الحكومة اليوم ترحيل الخطط إلى أبريل/نيسان المقبل.

محطة الربط المصري السعودي

تابع مدبولي، ميدانيًا، اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر/تشرين الأول (2025) مراحل الاختبار والتشغيل التجريبي لمحطة الربط المصري السعودي العملاقة بمدينة بدر، "جهد 500 كيلو فولت تيار مستمر".

وتعدّ هذه المحطة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم وتكنولوجيا التصنيع والتشغيل والاستعمال على خطوط الربط مع الشبكات الكهربائية.

مدبولي يتفقد محطة الربط الكهربائي مع السعودية- الصورة من مجلس الوزراء المصري (14 أكتوبر 2025)

وأكد مدبولي أن زيارته للمحطة اليوم تأتي حرصًا على متابعة الخطوات النهائية لاختبار وتشغيل هذه المحطة، التي تُمثّل إحدى الركائز المُهمة لمشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية.

وشدد على أهمية المشروع بصفته نموذجًا فاعلًا للتكامل العربي في مجال الطاقة، ودوره في تعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية، ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المُتاحة خلال أوقات ذروة الأحمال الكهربائية.

الربط الكهربائي المصري السعودي

أشار وزير الكهرباء المهندس محمود عصمت إلى أن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي يهدف لخلق جسر من الطاقة الكهربائية يربط بين البلدين.

وأوضح أن ذلك يأتي في إطار العمل على إنشاء شبكة كهربائية مُتكاملة تربط بين الدولتين، وما ينتج عنه من تبادل للطاقة الكهربائية بكفاءة ومرونة تمهيدًا لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء.

وقال، إن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية ينطلق من رؤية واضحة وخطة متكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة وإيجاد حلول عاجلة ومستدامة لاستقرار الشبكة الموحدة وتحسين جودة الخدمة، بالإضافة إلى التوسع في الاعتماد على الطاقة المتجددة ورفع كفاءة تشغيل محطات التوليد وخفض استعمال الوقود.

وأضاف وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن المشروع يهدف إلى استغلال الاختلاف في وقت حدوث ذروة الحمل بين شبكتي البلدين، لتعظيم الاستفادة من قدرات التوليد في مصر والسعودية وخفض معدلات استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادي للشبكة، ويعدّ ربطًا بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة، ونواة لربط كهربائي بين قارات افريقيا وآسيا وأوروبا.

وتابع مدبولي مراحل الاختبارات التي تُجرى لجميع المُعدّات وكل المُهمات، ومُكونات المحطة، تمهيدًا لبدء تشغيل المشروع، والربط على الشبكة الكهربائية المُوحدة في مصر والسعودية قبل نهاية العام الجاري، في إطار رؤية الدولة لإيجاد حلول مُستدامة للحفاظ على استقرار الشبكة القومية الموحدة، وتحسين جودة التغذية.

وشدد رئيس الوزراء -خلال التفقد- على ضرورة الالتزام بالمواعيد المقررة للتشغيل، موجهًا بسرعة العمل على الانتهاء من المرحلة الثانية من المشروع؛ ليكون المشروع بمرحلتيه جاهزًا للتشغيل بحلول أبريل/نيسان 2026.

ويُذكَر إلى أنه اكتملت محطة محولات بدر ومحطة سكاكين طابا 2، والخط الهوائي ( بدر/ طابا 2 ) جهد 500 كيلو فولت بطول نحو 320 كيلو متر، ونُفِّذَت أعمال الكابلات البحرية والأرضية، والتركيبات للمهمات.

كما فُرِدَت كابلات الجهد المتوسط والمنخفض وأعمال التغذية الكهربية، مع تشغيل لوحات التحكم والتركيبات الخاصة بنهايات الكابلات واختبارات لوحات التحكم وشبكة الصرف والمياه والألياف الضوئية، وغيرها من مجريات إنجاز المحطات وخط الربط، استعدادًا لبدء التشغيل والربط على الشبكة الكهربائية.

يتكون مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي بقدرة 3000 ميغاواط، من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ؛ الأولى في شرق المدينة بالسعودية، والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة، ويربط بينها خطوط هوائية يصل طولها لنحو 1350 كيلومترًا، وكابلات أخرى بحرية، ويعمل على التنفيذ تحالف من 3 شركات عالمية.