حقل اللحيس العراقي.. نفط مميز للأسواق العالمية (تقرير)
أحمد بدر

برز حقل اللحيس النفطي في العراق بصفته واحدًا من أهم الحقول المنتجة في محافظة البصرة الواقعة جنوب البلاد، إذ يسهم بدور مهم في تعزيز اقتصاد الدولة، الذي عانى على مدى عقدين من الزمان، منذ سقوط بغداد عام 2003.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع النفط والغاز في العراق، فإن الحقل الواقع في واحدة من المناطق الغنية بالثروات النفطية والغازية كان أحد دعائم الخزينة العامة للدولة على مدى العقود الماضية.
ويشتهر حقل اللحيس النفطي في العراق بإنتاجه نوعيات من النفط الخام ذات جودة عالية، وهو ما جعله محط اهتمام الشركات العالمية العاملة في قطاع النفط والغاز العراقي، ووجهة لكثير من الاستثمارات.
ويسهم حقل اللحيس بدور مهم في تحقيق إستراتيجية وزارة النفط العراقية، الهادفة إلى زيادة إنتاج البلاد من النفط الخام إلى 8 ملايين برميل يوميًا، بحلول عام 2027، كما يسهم بدور قوي في صادرات البلاد النفطية.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل اللحيس النفطي
تشير أبرز المعلومات عن حقل اللحيس النفطي إلى أنه خرج للنور للمرة الأولى في مطلع ستينيات القرن الماضي، إذ حُفِرت أول بئر فيه "اللحيس 1" في عام 1961، لتبدأ منذ ذلك الحين عمليات استكشاف قوية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الإنتاج الفعلي من الحقل النفطي العملاق لم يبدأ إلّا في شهر أبريل/نيسان من عام 1978، وكانت حينها السلطات العراقية قد حفرت البئر الثامنة في الحقل، وهي بئر "اللحيس 8".
ورغم التحديات التي تواجه الصناعة النفطية في العراق، ما يزال حقل اللحيس يمثّل ركيزة أساسية في إستراتيجية البلاد لتعظيم الاستفادة من مواردها الطبيعية، وذلك بفضل موقعه الإستراتيجي الذي يسهّل عملية التصدير عبر مواني الخليج العربي.
ويقع الحقل النفطي في مقاطعة البادية الجنوبية، غرب ناحية سفوان بمحافظة البصرة جنوب العراق، وهو ضمن نطاق الزبير الثانوي ونطاق وادي الرافدين الجغرافي، وتبلغ المسافة بينه وبين مدينة البصرة نحو 80 كيلومترًا.

يبلغ طول حقل اللحيس نحو 20 كيلومترًا، بينما يصل عرضه إلى نحو 5 كيلومترات شمالًا، و10 كيلومترات باتجاه الوسط والجنوب، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 900 كيلومتر مربع، وفق بيانات مساحات الحقول لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويحمل تاريخ اكتشاف وتطوير الحقل مراحل مثيرة، تسلّط الضوء على تطور قطاع النفط في العراق، إذ مع تزايد الاهتمام بتطوير البنية التحتية النفطية، تعمل بغداد على تعزيز إنتاجه لضمان استدامة إسهامه في الإيرادات الوطنية.
في الوقت نفسه، يعدّ الحقل مثالًا بارزًا للتعاون بين حكومة بغداد والشركات العالمية لتحسين التكنولوجيا المستعمَلة وزيادة الإنتاج بطريقة مستدامة، بجانب كونه جزءًا من حملة وطنية شاملة لزيادة الإنتاج النفطي في البلاد منذ تأميم قطاع النفط في أوائل السبعينيات.
احتياطيات حقل اللحيس
تُقدَّر احتياطيات حقل اللحيس بنحو 1.45 مليار برميل من النفط الخام، عالي الجودة، وفق التقديرات الرسمية، بينما تشير تقديرات أخرى غير رسمية إلى أن الاحتياطيات المتبقية في الحقل تبلغ نحو 670 مليون برميل فقط.
ويتميز إنتاج هذا الحقل بكونه ذا محتوى منخفض من الكبريت، وهو ما يجعله مطلوبًا في الأسواق العالمية، ولدى كبريات مصافي النفط حول العالم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأظهرت الدراسات الجيولوجية الأولى أن حقل اللحيس يتميز بطبقاته الغنية بالنفط الخفيف، وقد أُجريت دراسات حديثة لتقييم الاحتياطيات المحتملة غير المستكشفة في الحقل، والتي أشارت إلى وجود احتياطيات إضافية يمكن أن تسهم في تعزيز الإنتاج لسنوات قادمة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير تقديرات غير رسمية إلى أن الحقل النفطي العملاق يحتوي على احتياطيات من الغاز المصاحب، تُقدَّر بنحو تريليون متر مكعب، وهو ما يسهم بشكل كبير في دعم خطط وزارة الطاقة العراقية لاستغلال هذا الغاز في محطات الكهرباء والصناعات المختلفة.
ويبلغ متوسط إنتاج حقل اللحيس نحو 145 ألف برميل يوميًا، إذ يتميز بكونه واحدًا من الحقول المنتجة الرئيسية في العراق، وقد شهد خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في الإنتاج، نتيجة استعمال تقنيات جديدة مثل الحفر الأفقي وتحسين أنظمة الاستخلاص.
وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها الحقل، مثل الحاجة إلى تحديث البنية التحتية وتوفير المياه المستعملة في عمليات الاستخلاص، فإنه يظل أحد أعمدة إنتاج النفط الخام في العراق، الذي يعدّ واحدًا من كبار المنتجين حول العالم.
تطوير حقل اللحيس
تعمل وزارة النفط العراقية، على تطوير حقل اللحيس، بالتعاون مع شركات عالمية مثل شل وشركة النفط البريطانية "بي بي"، وذلك من خلال خطوات عديدة.
وفي مقدمة هذه الخطوات استعمال تقنيات حديثة مثل أنظمة الاستخلاص المحسّن، التي تهدف إلى زيادة إنتاج الحقل، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية من خلال تحديث خطوط الأنابيب ومنشآت المعالجة لضمان كفاءة العمليات وتقليل الفاقد.

بالإضافة إلى ذلك، تتضمن عمليات تطوير الحقل النفطي تحقيق الاستدامة البيئية، وذلك من خلال تقليل التأثير البيئي، باعتماد تقنيات صديقة للبيئة والتقليل من حرق الغاز المصاحب، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتسعى الحكومة العراقية، في الوقت نفسه، إلى بناء قدرات الكوادر الوطنية العاملة في حقل اللحيس، من خلال تطبيق برامج تدريب متقدمة بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وهو ما يجعل عملية استغلال إمكانات الحقل العملاق أكثر فاعلية، ويمثّل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
نرشح لكم..
اقرأ أيضًا..
- حقول النفط والغاز في الجزائر.. ملف خاص عن الاحتياطيات الضخمة والإنتاج
- حقول النفط والغاز في الإمارات.. أرقام الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- حقول النفط والغاز في السعودية.. قصص الاكتشافات والاحتياطيات الضخمة (ملف خاص)
المصادر..
- بيانات الإنتاج والاحتياطيات في حقل اللحيس من "غلوبال إنرجي مونيتور"
- بيانات الاستكشاف ومراحل التطوير من منصة "أوفشور تكنولوجي"
- تقرير عن جهود تطوير حقل اللحيس من "عراق بيزنس نيوز"
- تقرير عن جغرافيا البصرة والنفط الخام في حقل اللحيس من "ريسيرش غيت"