رئيسيةالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير منوعةمنوعات

ناقلة نفط تنجو من كارثة.. و4 ساعات تحبس الأنفاس في عرض البحر

هبة مصطفى

تكالبت عوامل عدّة على ناقلة نفط كادت أن تسفر عن كارثة محققة، في تتابع للأحداث أعاد للأذهان حوادث أخرى طالت منشآت بحرية بسبب مسار السفن.

وفُقِدَت السيطرة على مسار الناقلة إيفا شولتيه (Eva Schulte) بعد تعطُّل محركها، وانضمت ظواهر جوية لتزيد الأمر سوءًا، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولم تنجح الناقلة -البالغة من العمر 15 عامًا- بالرسو في ظل هذه العوامل، ما عرَّض حمولتها من زيت الوقود إلى مخاطر قبل أن تنجح محاولات تثبيتها.

ولم تكن حالة "التيه" في عرض البحر أشد مخاطر الناقلة، لكن الخوف الأكبر جاء من إمكان صدمها بمزرعة رياح بحرية تابعة لشركة "فاتنفول" السويدية الواقعة في بحر الشمال الهولندي.

تفاصيل حادث ناقلة النفط

بحلول مساء يوم السبت (4 أكتوبر/تشرين الأول 2025)، أصيب محرك ناقلة نفط "إيفا شولتيه" بعطل فنّي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أنظمة إدارتها والتحكم بها.

وفاقمت عاصفة ورياح قوية من الحادث، إذ تسببت في أمواج عاتية بلغ طولها 5 أمتار، حسب تحديثات الطقس آنذاك.

وتقاذفت الأمواج الناقلة وحملتها يمينًا ويسارًا خلال مدة من الارتباك استمر خلالها طاقم الناقلة على متنها، طبقًا لمعلومات نشرها موقع تريد ويندز.

ناقلة نفط Eva Schulte
الناقلة Eva Schulte - الصورة من فيسيل فايندر

وتواصلت شركة برنهارد شولتيه (Bernhard Schulte) لإدارة السفن مع الجهات والهيئات ذات الصلة، للتدخل والسيطرة على الناقلة قبل أن تتسبب في كارثة محققة.

وكادت ناقلة النفط "إيفا شولتيه" أن تصدم بمزرعة الرياح التابعة لشركة فاتنفول، قبل انحرافها عن مسار الاصطدام، وفق تفاصيل إضافية كشفها موقع أبستريم أون لاين.

وبعد محاولات مضنية، نجحت قاطرة (زورق) في سحب الناقلة إلى مسار آمن بعيدًا عن مزرعة الرياح والمنشآت البحرية، وثبّتت موقعها في المياه لحين هدوء العاصفة وحدة الرياح.

وعقب ذلك، تمكَّن طاقم الناقلة من إعادة تشغيل المحرك، دون الإبلاغ عن إصابات تُذكَر، أو أيّ تسريب لحمولة زيت الوقود في ظل هذه المتغيرات.

كارثة وشيكة لمزرعة رياح

قبل السيطرة على الناقلة "إيفا شولتيه Eva Schulte"، وتثبيت قاطرة السحب لها لحين هدوء الأمواج، كادت أن تسبِّب كارثة لمزرعة "هولاندس كوست زويد" بقدرة 1.5 غيغاواط.

ويمكن تخيُّل هول الموقف بالنظر إلى أن ناقلة النفط كانت تبعد مسافة 1000 متر (كيلومتر واحد فقط) عن أقرب مرافق المزرعة، ما يشير إلى أن الاصطدام كان وشيكًا.

وكان من المتوقع آنذاك أن يؤدي الحادث إلى وقوع خسائر في أرواح طاقم الناقلة المقدَّر بنحو 18 فردًا، أو وقوع إصابات على أقل تقدير، فضلًا عن الأضرار المحتملة لمرافق المزرعة.

وعايشت شركة فاتنفول السويدية لحظات قاسية من الترقّب والقلق قبل منع الحادث، ونجاح تثبيت ناقلة النفط، وإعادة تشغيل محركها بدعم من هيئات بحرية في هولندا.

واستغرقت حادث الناقلة "إيفا شولتيه" ما يقرب من 4 ساعات، منذ تعطُّل المحرك تثبيتها بوساطة زورق السحب.

مزرعة "هولاندس كوست زويد" أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم
مزرعة "هولاندس كوست زويد" -الصورة من "أوفشور ويند"

مخاطر المرافق البحرية

دقّ حادث تعطُل الناقلة، وقرب اصطدامها بمزرعة "هولاندس كوست زويد" للرياح، ناقوس الخطر حول حجم الأضرار التي يمكن أن تتعرض لها مشروعات الطاقة البحرية.

وأوضح مستشار الاتصالات الإستراتيجية لدى "فاتنفول"، مارتن تير براك، أن المؤسسات البحرية الهولندية منعت كارثة كادت أن تقع، مشيرًا إلى أن الحادث أعاد للأذهان حجم المخاطر في مشروعات بحر الشمال.

وأضاف أن المخاطر تتزايد في ظل توسعات البنية التحتية البحرية، وتعرّض حركة الملاحة إلى ظواهر جوية عنيفة ومتكررة.

ولم يكن سيناريو اصطدام ناقلة النفط بمزرعة الرياح أولى الكوارث الوشيكة للأخيرة، إذ خرج أحد توربيناتها -بقدرة 11 ميغاواط- عن الخدمة بعد توقُّفه عن العمل، إثر اصطدام سفينة إمداد عمرها 35 عامًا به، في أبريل/نيسان الماضي.

وجاء ذلك عقب 3 أعوام من حادث آخر أشد وطأة، إذ تسببت عاصفة شديدة في تشتيت مسار سفينة شحن بحملة تفوق 37 ألف طن، في يناير/كانون الثاني 2022.

واصطدمت سفينة الشحن بقاعدة توربين في المزرعة، بعدما أفلتت من الاصطدام بمنصة غاز، حسب تفاصيل موقع ريتشارج.

وكان التصادم الوشيك للناقلة "إيفا شولتيه" -التي يصل طولها إلى 145 مترًا، وتقترب حمولتها من 17 ألف طنًا من زيت الوقود- سيسجل الحادث الثالث للمزرعة التابعة لشركة فاتنفول.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق