تكلفة نقل الكهرباء في أستراليا تثير الجدل حول جدوى المشروعات
بعضهم يطالبون ببدائل
حياة حسين

أثار بدء العمل في مشروع نقل الكهرباء في أستراليا (هوميلينك) جدلًا كبيرًا حول جدوى هذه المشروعات مرتفعة التكلفة، وإمكان استبدال طرق أخرى بها، تؤدي الدور نفسه.
وتبلغ تكلفة المشروع الجديد، الذي بدأ العمل فيه رغم عدم الاتفاق على تأمين كل الأراضي التي سيمتدّ فوقها، نحو 4.9 مليار دولار، وهي الأكبر في مثل هذا النشاط.
ويشمل مشروع نقل الكهرباء في أستراليا خطوطًا مزدوجة الدائرة بجهد يبلغ 500 كيلوفولت، ويمتد من منطقة واغا واغا إلى بانابي الواقعة جنوب سيدني، بحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويستهدف المشروع نقل كهرباء محطة توليد الطاقة الكهرومائية في المنطقة "سنوي 2.0"، إضافة إلى كهرباء المصادر المتجددة الأخرى مثل الشمس والرياح في جنوب غرب سيدني.
وكان تأجيل المشروع المتكرر أحد أسباب ارتفاع التكلفة، إذ كانت تدور -في البداية- حول 1.3 مليار دولار قدَّرتها شركة "ترانسغريد"، قبل أن ترفع الحكومة تقدير التكلفة إلى 3.27 مليار دولار في عام 2021.
وفي عام 2024، رفعت الحكومة تقديرها لتكلفة المشروع إلى 4.88 مليار دولار، ولم تكتفِ بذلك، بدل أقدمت -في الوقت نفسه- على خفض قدرة مشروع نقل الكهرباء من 2.6 غيغاواط إلى 2.2 غيغاواط.
بدء العمل في مشروع نقل الكهرباء في أستراليا
بدأ العمل في مشروع نقل الكهرباء في أستراليا الجديد (هوميلينك) بعد يوم واحد من إعلان شركة "سنوي هيدرو" المسؤولة عن قفزة جديدة في التكاليف، باحتمال وصولها إلى 12 مليار دولار (تشمل توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية وكل مكونات المشروع).
وتشير انتقادات بعضهم للمشروع إلى أن التكاليف قد تصل إلى 20 مليار دولار (بما فيها نقل الكهرباء)، وقالت الشركة، إن التكاليف تضخمت كثيرًا، لدرجة أنها ستحتاج إلى ما لا يقل عن 9 أشهر لدراستها وتحديدها بدقّة.
وكان اسم مشروع (هوميلينك) في البداية "سنويلينك نورث"، لكن داعميه أصرّوا على أنه يتجاوز هذا المعنى (نقل الكهرباء)، إذ انه -وفق تصوراتهم- جزء رئيس من خطة تحول الطاقة الشاملة في البلاد (أيمو)، التي تشمل ربطًا جديدًا مع فيكتوريا وفني ويست، إضافة إلى جنوب أستراليا.
ويُعَدّ وزير الطاقة في ساوث أستراليا توم كوتسانشنز من المنتقدين لمشروعات نقل الكهرباء في أستراليا، لذلك رفض مشروع "إنرجي كونيكت"، الأسبوع الماضي، بعد وصفه بـ "مدّ خط نقل كهرباء إلى مكان غير موجود"، وكان من المقرر أن يمتد الخط من ساوث أستراليا إلى واغا واغا في نيو ساوث ويلز والمناطق المحيطة.
وتأثرت مشروعات نقل الكهرباء في أستراليا سلبًا بارتفاع تكاليف مثل هذه المشروعات عالميًا، نتيجة صعود الطلب وتقطُّع سلاسل الإمداد، إضافة إلى زيادة أسعار المواد الخام.
وكانت تكلفة المشروع الذي رفضه وزير طاقة ساوث أستراليا تدور بين 2.23 و4.1 مليار دولار.

تعديل خطة تحول الطاقة
يرى خبراء أن مشروعات نقل الكهرباء في أستراليا ضمن خطة تحول الطاقة في البلاد، المعروفة باسم "آيمو"، يجب تعديلها، بسبب ارتفاع التكلفة بنسبة 50%، ويحثّ بعضهم على تبنّي حلول بديلة ، مثل النقل الافتراضي عبر بطاريات الطاقة والشبكات الصغيرة الإقليمية.
غير أن القائمين على مشروع هوميلينك يصرّون على أهميته، زاعمين أنه سيحقق ربحًا للشبكة يبلغ مليار دولار، ويساعد على دمج الطاقات المتجددة، إضافة إلى الكهرومائية (هدف المشروع الأساس) من الشمس والرياح.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ترانسغريد" بريت ريدمان: "إن البدء في المشروع يمثّل لحظة فارقة بتحول الطاقة في أستراليا، إذ تواصل ترانسغريد وشركاؤها العملَ على تنفيذ هذا المشروع الفريد من نوعه، الذي سيسهم في جعل تحوّل أستراليا إلى الطاقة النظيفة واقعًا ملموسًا".
وأضاف: "إن بناء مشروعات نقل الكهرباء في أستراليا، مثل هوميلينك، يساعد البلاد في تحقيق هدفها القادم لمكافحة تغير المناخ، المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 62-70% بحلول 2035، مقارنة بمستواها عام 2005".
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في أستراليا تواجه ورطة بانسحاب شركة لنقل الكهرباء
- أستراليا تنشئ أطول خط لنقل الكهرباء بقيمة 1.76 مليار دولار
- الطاقة المتجددة في أستراليا "ساحة حرب سياسية".. ومعاملة استثنائية
اقرأ أيضًا..
- أرامكو تعلن أسعار بيع النفط السعودي في نوفمبر 2025
- تقديرات متشائمة لإنتاج الهيدروجين قد تفتح الباب لـ4 دول عربية
- حقل كركوك العراقي.. قصة عملاق خسر الصدارة عالميًا لصالح السعودية
المصادر: