مشروعات عاصمة طاقة الرياح الكندية تواجه صعوبات في استمرار النمو
بسبب قوانين حاكمة ألبرتا
حياة حسين

تواجه مشروعات مزارع الرياح في بينتشر كريك بألبرتا -التي يصفها بعضهم بأنها عاصمة طاقة الرياح الكندية- مشكلات جراء قوانين تنظيمية متعددة، تعوق استمرار نموها بالشكل الحالي، في حين يرى بعضهم أن التحديث قد يكون طوق نجاة للمشروعات والمناظر الطبيعية.
في بلدية بينتشر كريك في ألبرتا، تسيطر مزارع الرياح المنتشرة عبر جبال روكي الشرقية على المشهد، وتوفر الكهرباء التي يمكن أن تكفي أجيالًا، لدرجة أن سلطة ألبرتا قد جعلت توربين الرياح جزءًا من شعارها التجاري، إلّا أن هذا المشهد بدأ يتغير.
وهذا التغيير يطول كل مناطق ألبرتا شاملة عاصمة طاقة الرياح الكندية منذ سنوات؛ بسبب قواعد جديدة تدفع المستثمرين بعيدًا عن هذه المشروعات، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت أول ضربة تلقّتها مشروعات عاصمة طاقة الرياح الكندية في 2023، وجّهتها حاكمة ألبرتا دانيال سميث، التي حظرت مشروعات الطاقة المتجددة بصورة مؤقتة لحين صدور قواعد جديدة تُحدّد اتجاهها.
وفي العام الماضي (2024)، صدرت 3 قواعد، كانت تمثّل ضربة شديدة لمشروعات مزارع الرياح في مقاطعة ألبرتا، التي تفوق في صعوبتها قواعد عمل مشروعات النفط، ما دعا بعضهم إلى معاملة الأخيرة بالمثل.
3 قوانين تؤثّر في عاصمة طاقة الرياح الكندية
حظرت 3 قوانين صادرة العام الماضي من حكومة ألبرتا، بقيادة دانيال سميث، تطوير أيّ مشروعات طاقة متجددة على مساحة تصل إلى 35 كيلومترًا من جبال روكي؛ بهدف الحفاظ على مناظر البراري الخلابة، ما أثّر سلبًا في عاصمة طاقة الرياح الكندية (بلدية بينتشر كريك).
وفي 2023، أبدت سميث مخاوف من أن تتسبب خطط خفض انبعاثات الكهرباء بحلول عام 2035 في انقطاعات التيار، ووصفت خطط الحكومة الفيدرالية بهذا الشأن بعدم الواقعية.
وقالت المتحدثة باسم إدارة التكاليف والمرافق في ألبرتا روهيت ساندو، إن بعض الاستثناءات ستُتاح لمشروعات الرياح القائمة في المنطقة العازلة (35 كيلومترًا)، لكن سيُنظر في أمر كل مشروع على حدة.
وأشار تقرير، صادر العام الماضي، إلى أن البلدية تضم نحو 255 توربين رياح، توّلد 511 ميغاواط من الكهرباء.
وقال رئيس بلدية بينتشر كريك ريك ليمير، إن هذه القوانين ستمحو صورة توربين الرياح، التي تظهر إلى جانب رموز ألبرتا الأخرى على الشعار، في وقت قريب، وتشمل: زهرة برية، وقمحًا، ومضخة، وماشية.

توربينات رياح أقل افضل
قال رئيس بلدية بينتشر كريك في ألبرتا، التي تُعرف بأنها عاصمة طاقة الرياح الكندية، ريك ليمير، إنّ توقُّف تطوير مشروعات الطاقة المتجددة يعني خسائر للشركات المالكة، التي لا تستطيع تشغيل مشروعاتها، قبل انتهاء عمرها الافتراضي.
وقال تقرير تحليلي صادر عن معهد "بمبينا" البحثي، إن 30% من إيرادات مقاطعة ألبرتا تأتي من توليد كهرباء الطاقة المتجددة، "كما يستفيد أصحاب الأراضي التي تقع عليها هذه المشروعات من هذه الإيرادات بنسبة يحصّلونها عن كل توربين"، وفق المعهد.
وأشار ليمير إلى أنه رغم هذه الخسائر، فإن السكان يقبلونها بسبب عدم تقبُّلهم مشهدَ تلك المشروعات بعد إقامتها، نتيجة الإضرار بالمشاهد الطبيعية.
وأضاف أن هناك وسيلة لإنقاذ المشروعات، وفي الوقت نفسه عدم الإضرار بالمشهد العام، وتتمثل في التحديث، وقال: "إذا تمكّنّا من إلغاء توربينات الرياح المتقادمة، ووضع عدد أقل من التوربينات الأعلى كفاءة في توليد الكهرباء، سيربح الجميع".
ويتفق معه مشرف توليد الطاقة في شركة "ترانس ألتا"، وعضو مجلس مدينة بينتشر كريك، واين أوليفر، إذ قال، إن مزارع الرياح المُعاد تشغيلها (الحديثة) ستحتوي -على الأرجح- على عدد أقل من التوربينات التي تُوّلد كمية الكهرباء نفسها، ما يضمن استمرار تدفُّق الإيرادات للمنطقة.
وأوضح أنه على الرغم من عدم رغبة السكان في توربينات رياح جديدة في المنطقة، فإنهم قد يؤيدون وسائل تحسين الوضع الحالي، وهم لا يختلفون -تقريبًا- عن سكان منطقة كاسل ريفر، التي تضم 60 توربينًا، ويشعرون بالحماسة لاستبدال 6-7 توربينات بها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- محطة طاقة شمسية في الجزائر تكتب قصة نجاح من قلب الصحراء
-
التنقيب عن النفط والغاز في مصر.. 61 منطقة تنتظر المستثمرين (تقرير)
المصادر:
الطاقة المتجددة تنتقل من الازدهار إلى التدهور في عاصمة طاقة الرياح الكندية، من سي بي سي