الطاقة الشمسية تضيء شوارع الكويت.. نهج واعد رغم الحذر (تقرير)
أسماء السعداوي

بدأت ألواح الطاقة الشمسية حصد شعبيتها داخل القطاع السكني في الكويت بدعم من دورها في أمن الإمدادات وخفض الانبعاثات.
ومؤخرًا، أعلنت المؤسسة العامة للرعاية السكنية استعمال الألواح الشمسية في إنارة مشروع تطوير ضاحية جنوب عبدالله المبارك ضمن رؤية "كويت جديدة 2035"، لتحقيق التنوع الاقتصادي والاستدامة.
ومن خلال تنويع المصادر، لن تُسهم الألواح الشمسية في توفير إمدادات نظيفة وداعمة للشبكة فحسب، وإنما تعزّز إستراتيجية أوسع نطاقًا لدمج الطاقة المتجددة وتقنيات البناء الأخضر في قطاع الإسكان الآخذ في التوسع، وكذا التخطيط الذكي للحضر.
ورغم أن نسبة الطاقة الشمسية في الكويت ما تزال ضئيلة عند 50 ميغاواط، فإنه من المتوقع أن تقفز بحلول نهاية هذا العقد (2030) إلى 2.9 غيغاواط، وترتفع إلى 10.1 غيغاواط في 2035، بحسب أحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
الطاقة الشمسية وإنارة شوارع الكويت
توقع تقرير حديث -أعدّته منصة "سيركيولار بيزنس ريفيو" (circular business review)- أن يكون لمساعي دمج الطاقة الشمسية في قطاع الإسكان الكويتي مكاسب عديدة على أصعدة عدة مهمة، وهي كالآتي:
أولًا: على صعيد أمن الإمدادات فالكويت هي الأعلى عالميًا من حيث استهلاك الكهرباء، بالإضافة إلى الطلب من المرافق والمنازل.
ثانيًا، من ناحية خفض الانبعاثات فالكويت هي إحدى أعلى دول مجلس التعاون الخليجي من حيث كثافة الكربون، ولذلك فألواح الطاقة الشمسية مصدر نظيف للكهرباء، كما تخفّض التكاليف وتعزّز مرونة شبكة الكهرباء.
ثالثًا: من ناحية السياسات الحكومية تتصدّر المؤسسة العامة للرعاية السكنية مساعي التحول إلى الطاقة الشمسية في الإنارة من خلال ربط المشروعات الجديدة بأهداف الاستدامة والتنوع الاقتصادي المنصوص عليها في رؤية "كويت جديدة 2035".

وفي ضوء ذلك، يتجلّى دمج الطاقة الشمسية في القطاع السكني بوصفه "ضرورة" و"أولوية سياسية" لتحقيق كل من الاستدامة والتنوع الاقتصادي.
ويعكس الاهتمام بالقطاع الناشئ حرص وزارة الكهرباء والمياه والطاقة المتجددة على تحقيق الموثوقية من خلال دمج الألواح الشمسية في قطاع الكهرباء الذي يهيمن عليه النفط والغاز الطبيعي.
هذا النهج الهجين يؤكد حاجة الكويت إلى تحقيق التوازن بين تبنّي الطاقة المتجددة ومرونة منظومة الكهرباء خصوصًا في ظل ارتفاع الطلب خلال أوقات الذروة.
بهذا المعنى، تقول المتحدثة باسم وزارة الكهرباء فاطمة حياة، إن الوزارة تقيّم حاليًا فرص الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة في مشروعات سكنية، لكن دمج الطاقة الشمسية بالشبكة هو "خيار الوزارة الأمثل" في الوقت الراهن لتخفيف الضغط وضمان استمرار الإمدادات.
وعن إنارة الشوارع، أوضحت أن ثمة نهجَيْن في هذا الصدد، أولهما النظام الهجين الذي يجمع بين الطاقة الشمسية والمصادر التقليدية؛ وهو المُطبّق في مشروع إنارة جنوب عبدالله المبارك.
أما النظام الآخر فهو المستقل الذي يعتمد بالكامل على ألواح الطاقة الشمسية، لكنه مناسب أكثر للمناطق النائية التي لا تغطيها شبكة الكهرباء؛ وهو مُطبق في جزيرة بوبيان وجزء من الطريق الواصل إلى ميناء مبارك.
الطاقة الشمسية في الكويت
يبرُز مشروع إنارة ضاحية جنوب عبدالله المبارك (اكتمل في يوليو/تموز 2025) بوصفه "مثالًا ملموسًا" لدمج الطاقة الشمسية بإنارة الشوارع في الكويت.
وتضمن ذلك تشغيل 434 عمود إنارة مدعومة بألواح الطاقة الشمسية تشكّل نسبة 13.7% من إجمالي الأعمدة في المشروع الذي يحقّق وفورات طاقة قدرها 104.8 كيلوواط/ساعة سنويًا، بما يساعد في خفض استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات.
وبوصفه مشروعًا تجريبيًا، سيكون مشروع الإنارة في جنوب عبدالله المبارك نموذجًا للتبني الأوسع نطاقًا في مشروعات مستقبلية، وعلى رأسها جنوب سعد العبدالله وجنوب صباح الأحمد.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أحدث بيانات مزيج الكهرباء في الكويت في عامي 2023 و2024:
ولتوسعة الطاقة الشمسية خارج النطاق التجريبي إلى تطبيقات أوسع في المدن يتطلّب الأمر العناصر الآتية:
- تعاون أكبر بين الوزارات المعنية.
- توفير تمويلات ثابتة.
- توسيع نطاق سعة التقنية.
وبحسب تقرير "سيركيولار بيزنس ريفيو"، تتبنّى الحكومة الكويتية نهجًا حذرًا؛ لكنه يتميز بالثبات تجاه الاعتماد بصورة رئيسة على الطاقة الشمسية بوصفها مصدرًا رئيسًا للكهرباء في مشروعات مُختارة.
وعمومًا، تتوقع شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي (Rystad Energy) وصول سعة الطاقة الشمسية في الكويت إلى 2.9 غيغاواط بحلول عام 2030 من 50 ميغاواط فقط حاليًا.
وبعد أن تتجاوز عتبة 1 غيغاواط في 2029، سيشهد القطاع نموًا سريعًا خلال النصف الأول من العقد المقبل، ليصل إلى 10.1 غيغاواط في 2035.
وتستهدف الكويت زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 15% بحلول 2030 من أقل من 1% حاليًا، لكن التقرير يتوقع الوصول إلى سعة 3.3 غيغاواط فقط، وهو ما يعادل إسهامًا بنسبة 7% في مزيج الكهرباء، ثم ترتفع السعة إلى 11 غيغاواط في 2035، لتشكّل 20% من مزيج الكهرباء الكويتي.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية الموزعة في البرازيل الأسرع نموًا.. حافز حكومي يفسر الطفرة
- شبكات الكهرباء في الأردن 2024.. الطاقة الشمسية تتفوق على الرياح (تقرير)
- مشروعات الطاقة الشمسية المستقلة في أوروبا تواجه تحديات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تطورات الهيدروجين الأخضر في المغرب.. ماذا قال 4 مسؤولين؟
- أرامكو السعودية توقع صفقة مهمة لتطوير تقنيات تحويل النفط إلى كيماويات
- صفقة جديدة لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة في سوريا بشراكة سعودية
- تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة بتمويلات صينية يجذب دولًا عربية (تقرير)
المصدر: