رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

التعدين في الكونغو.. تحقيقات تكشف عن عمليات استحواذ وفساد مثيرة للجدل

نوار صبح

يشهد قطاع التعدين في الكونغو تحقيقات متتالية كشفت عن عمليات استحواذ وفساد مثيرة للجدل، وخصوًصا ما يتعلق باستخراج الكوبالت والنحاس.

وبحسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، واصلت شركة التعدين "يوريجان ريسورسز غروب" (Eurasian Resources Group) عمليات استحواذ مثيرة للجدل على حقوق تعدين كونغولية بقيمة عشرات الملايين.

يأتي ذلك على الرغم من تحذيرات الامتثال الداخلية التي أشارت إلى أن المعاملات أظهرت "طبيعة وحجمًا غير عاديين"؛ ما أثار مخاوف من الرشوة، وفقًا لوثائق داخلية.

ويكشف تحقيق "جواز سفر المشروع" لعام 2020 -الذي بدأ بعد أن كشف المدققون عن مدفوعات مشبوهة للوسيط الفرنسي إيلي يوهان بيروس- عن تحمّل منهجي للمخاطر لدى أحد أكبر 5 منتجين للكوبالت في العالم، حتى في ظل مواجهة الشركة لتحقيقات رشوة متزامنة في المملكة المتحدة.

المراجعة الداخلية

بدأ مسؤولو الامتثال والشؤون القانونية لدى مجموعة "يوريجان ريسورسز غروب" المراجعة الداخلية في منتصف عام 2020.

وزعمت تقارير منظمات غير حكومية أن الوسيط الفرنسي إيلي يوهان بيروس، كان وكيلًا للملياردير الإسرائيلي دان غيرتلر، الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في عام 2017 بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي، بتهم فساد تجاوزت قيمتها مليار دولار في صفقات التعدين في الكونغو.

من ناحية ثانية، زاد التوقيت من تعقيد الوضع القائم؛ إذ خضعت شركة "يوريجان ريسورسز غروب" و"غيرتلر" للتحقيق أمام مكتب مكافحة الاحتيال الخطير في المملكة المتحدة في مزاعم رشاوى منفصلة مرتبطة بأصول تعدين كونغولية استُحوِذَ بين عامي 2009 و2013.

وتُفصّل الوثائق تدفقات المدفوعات إلى الوسيط الفرنسي إيلي يوهان بيروس، مقابل امتيازات غنية بالنحاس في مقاطعتي أوت-كاتانغا ولوالابا -الحزام الجيولوجي الذي يحتوي على 3.5 مليون طن من احتياطيات الكوبالت المؤكدة و20 مليون طن من النحاس.

وقد دفع قسم مجموعة "يوريجان ريسورسز غروب" في أفريقيا، الذي يعمل بشكل رئيس من خلال شركته التابعة "ميتالكول آر تي آر" Metalkol RTR، للوسيط بيروس مبالغ قُدِّرت بعشرات الملايين للحصول على تراخيص استكشاف وحقوق معالجة في منطقة يُضخّم فيها وسطاء غير شفافين تقييمات الأصول بشكل روتيني.

منجم شابارا بالقرب من مدينة كولويزي في الكونغو
منجم شابارا بالقرب من مدينة كولويزي في الكونغو – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

شروط قانون التعدين في الكونغو

يشترط قانون التعدين في الكونغو الحصول على موافقة وزارية لتحويلات الامتيازات التي تزيد قيمتها على 5 ملايين دولار، مع إفصاح مفصّل عن المستفيد.

رغم ذلك؛ فإن وكيل الملياردير الإسرائيلي دان غيرتلر، الوسيط الفرنسي إيلي يوهان بيروس، يبدو أنه توسط في معاملات متعددة بلغ مجموعها أكثر من ذلك بكثير دون توثيق واضح للمالك المستفيد النهائي، وهو مؤشر تحذيري نموذجي للتهرب من العقوبات.

بدوره، يُحذر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية تحديدًا من أن "غيرتلر" يستعمل "هياكل مؤسسية معقدة وشبكة من الوسطاء" للالتفاف على العقوبات المفروضة بعد اكتشاف حصوله على حقوق التعدين بأسعار "أقل بكثير من القيمة السوقية العادلة" من خلال ترتيبات فاسدة مع مسؤولين كونغوليين.

منجم كاتانغا للنحاس والكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية
منجم كاتانغا للنحاس والكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية - الصورة من بلومبرغ

وضع مجموعة "يوريجان ريسورسز غروب"

من شأن وضع مجموعة "يوريجان ريسورسز غروب" في الكونغو أن يجعل حالات عدم الامتثال مكلفة للغاية.

وتُدير الشركة منشأة استصلاح مخلفات النحاس والكوبالت "ميتالكول روان"، التي تُعالج 7.6 مليون طن من مخلفات النحاس والكوبالت سنويًا، وتُنتج نحو 18 ألف طن من معدن الكوبالت؛ أي ما يُقارب 12% من إمدادات الكوبالت المُستخرجة عالميًا، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتراوح متوسط ​​أسعار الكوبالت بين 33 ألفًا و38 ألف دولار أميركي للطن في عام 2020، وسعر النحاس بين 7 آلاف و8 آلاف دولار أميركي؛ حيث إن تأمين احتياطيات إضافية من المواد الخام يؤثر بشكل مباشر في وضع السوق التي تُقدر بمئات الملايين سنويًا.

بالنسبة لقطاع التعدين في الكونغو، أشار تقرير الامتثال تحديدًا إلى مخاوف من وجود "خطر الرشوة" بما يتجاوز مستويات التسامح المعتادة في إجراءات العناية الواجبة، وهي لغة تُستعمل عادةً للمعاملات التي تكون فيها علامات التحذير واضحة لا مجرد زيادة في حدتها.

وفي الوقت نفسه، تُصنف أطر مكافحة الفساد القياسية هذه التحذيرات الصريحة على أنها تتطلب عناية واجبة مُعززة، أو تعليقًا للمعاملات، أو إلغاءها.

يشير استمرار مكتب مجموعة "يوريجان ريسورسز غروب" في أفريقيا إلى إما تجاوز تفويض المقر الرئيس لتوصيات الامتثال، وإما اتخاذ قرارات إقليمية مستقلة تتعارض مع بروتوكولات الحوكمة المعلنة.

رغم ذلك؛ فإن قطاع التعدين في الكونغو يشهد مخالفات عديدة تتعلق بحقوق العمال وتشغيل الأطفال ومخالفات عديدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق