وزير الطاقة السعودي: لا يمكن فرض نموذج عالمي موحد لأمن الطاقة

طالبَ وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بالنظر إلى أمن الطاقة من خلال ركائز معضلة الطاقة الثلاثية: أمن الإمدادات، وتكلفة الطاقة الميسورة، واستدامتها، وهذه الركائز مترابطة لا يمكن فصلها.
وأكد أن جميع مصادر الطاقة -بما في ذلك النفط والغاز والطاقة المتجددة، والطاقة النووية، والطاقة الكهرومائية، والهيدروجين- تؤدي أدوارًا حيوية، وما يهمّ هو تبنّي نهج شامل وواقعي يوازن بين مختلف المصادر.
وشدد وزير الطاقة السعودي في كلمته خلال اجتماع قادة مؤتمر ميونخ للأمن المقام في محافظة العُلا على أن الدرس الأهم هو أن أيّ دولة مهما عظمت مواردها، لا تستطيع ضمان أمن طاقتها بمفردها، بل نحتاج إلى عقيدة عالمية لأمن الطاقة تتّسم بالشمول والواقعية والتعاون والابتكار.
وقال، إن لكل دول مقدّراتها ومواردها الطبيعية وسياساتها واحتياجاتها التنموية، ولا يمكن فرض نموذج عالمي موحّد لأمن الطاقة، بسبب اختلاف أولويات الدول، مما يؤكد الحاجة إلى نظام عالمي شامل يقوم على تنوع الخيارات ويعزز التعاون الدولي.
أمن الطاقة
قال وزير الطاقة السعودي، إن مفهوم أمن الطاقة كان ينحصر في ضمان تدفق إمدادات النفط دون انقطاع، والحفاظ على استقرار الأسواق في أوقات الأزمات، أمّا اليوم، فأصبح يعتمد على مرونة شبكات الكهرباء وتوفر المعادن الحرجة، واستقرار تدفقات الطاقة بين الدول.
واستعرض الأمير عبدالعزيز بن سلمان التحديات التي تواجه أمن الطاقة عالميًا، قائلًا: "اليوم نواجه تحديات جوهرية تتمثل في عدم استيعاب شبكات الكهرباء للتوسع في الطاقة المتجددة، وتركُّز المعادن الحيوية في مناطق محددة، والاستهلاك العالي للموارد من قبل تقنيات التحول، إضافة إلى التهديدات السيبرانية التي تطال نطاق البنى التحتية للطاقة.
وعرضَ النهج والخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لأمن الطاقة، من خلال المحافظة على استقرار أسواق النفط، والاستثمار في احتياطياته، وتطوير الاقتصاد الدائري للكربون، وبناء أحد أكبر برامج الطاقة المتجددة في العالم.
وشدد وزير الطاقة السعودي في كلمته على أن الطاقة لم تعد مسألة وقود واحد أو دولة واحدة، بل أصبحت نظامًا مترابطًا ومتكاملًا.
مؤتمر ميونخ
انطلقت في مدينة العُلا السعودية، أمس الأربعاء، أعمال اجتماع قادة مؤتمر ميونخ السياسي والأمني الأشهر عالميًا، بحضور نحو 100 شخصية من كبار القادة الدوليين.
ويبحث المؤتمر الذي يُعقد في السعودية للمرة الأولى التحديات الأمنية الراهنة في السياسات الخارجية والأمنية. كما يستكشف مسارات الحلول للقضايا الإقليمية والدولية.
ويبحث الاجتماع الذي يُعقد في قاعة مرايا العُلا مختلف الملفات العالمية، أبرزها التطورات في قطاع غزة، وقضايا الأمن الغذائي العالمي، وأمن المناخ والطاقة والجهود المبذولة بشأنها.
وتأتي استضافة المملكة المؤتمر تأكيداً لالتزامها بمبدأ الحوار الدولي وتعزيز التعاون في القضايا الإقليمية والدولية، بما يعكس دعمها للتواصل الحضاري، واستضافة المؤتمرات والمنصات في هذا الصدد.
موضوعات متعلقة..
- وزير الطاقة السعودي يحذر من سياسات تحول الطاقة والشعارات غير الواقعية
- أول تصريحات من وزير الطاقة السعودي تعليقًا على التطورات بسوق النفط
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط والغاز في أفريقيا قد يصل إلى 13.6 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا
- توليد الكهرباء من الطاقة الحيوية في أفريقيا.. دولة عربية ضمن قائمة الكبار
- 4 خبراء يناقشون أزمة الغاز في العراق.. وحلول إستراتيجية بعيدًا عن إيران