تقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

إمدادات الهيدروجين الأخضر في أوروبا على المحك.. نتائج صادمة لتقرير عالمي

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • توقعات بعدم تحقيق مستهدف إمدادات الهيدروجين الأخضر في أوروبا
  • تستهدف دول التكتل إنتاج هيدروجين أخضر بواقع 10 ملايين طن سنويًا
  • يُعزى خفض التوقعات إلى التأخر في تنفيذ المشروعات الجديدة
  • "هيدروجين يوروب" تتبع 862 مشروعًا عبر أوروبا
  • جاءت توقعات المنظمة مستقرة بالنسبة لفرنسا

يتوقع تقرير بحثي أن تصل نسبة إخفاق الاتحاد الأوروبي في تحقيق هدفه بشأن إتاحة إمدادات الهيدروجين الأخضر إلى أكثر من 90% بحلول عام 2030.

ووفق التقرير الذي صدر في 30 سبتمبر/أيلول المنصرم، وحصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستهدف دول التكتل إنتاج هيدروجين أخضر بواقع 10 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030.

كما يستهدف الاتحاد الأوروبي تحقيق 10 ملايين طن إضافية من واردات الوقود منخفض الانبعاثات.

ولطالما انتقد مراقبو صناعة الهيدروجين في أوروبا إغفال المفوضية الأوروبية دور الوقود النظيف في تحقيق هدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة البالغة نسبتها 90% بحلول عام 2040، قبل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050.

خفض التوقعات

خفضت مؤسسة هيدروجين يوروب (Hydrogen Europe) توقعاتها لإمدادات الهيدروجين الأخضر في أوروبا لعام 2030 إلى 2.3 ملايين طن سنويًا، من 2.5 مليون طن سنويًا في العام الماضي.

و"هيدروجين يوروب" هي المنظمة الرئيسة التي تمثّل صناعة الهيدروجين وخلايا الوقود في أوروبا.

وتتوقع المنظمة دخول أقل عن 20% من السعة المُعلَنَة حيز الإنتاج بحلول الوقت نفسه، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي تقريرها، تتوقع المنظمة بلوغ الهيدروجين الأخضر المنتَج عبر تقنية التحليل الكهربائي 1.7 مليون طن سنويًا، مقابل 600 ألف طن سنويًا من هذا الوقود المنتَج عبر تقنية السعة الكيميائية الحرارية.

وتشير تقنية السعة الكيميائية الحرارية إلى إنتاج الهيدروجين بوساطة الغاز الطبيعي، مع استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

ويستأثر الهيدروجين المُنتَج عبر السعة الكيميائية الحرارية بمعظم الانخفاض الحاصل في إنتاج الهيدروجين الأخضر مقارنةً بالعام الماضي.

وخفضت "هيدروجين يوروب" توقعاتها المذكورة بنسبة 25% بسبب التأخيرات المتوقعة في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في المملكة المتحدة وفي منطقة البنلوكس.

ويُقصَد بمنطقة البنلوكس مجموعة الدول المتجاورة في غرب أوروبا، وهي بلجيكا، وهولندا، ولكسمبورغ.

أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا
أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا - الصورة من الموقع الرسمي لشركة "يارا" النرويجية

سعة التحليل الكهربائي

وفق توقعات "هيدروجين يوروب"، ستلامس سعة التحليل الكهربائي 15 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي، تراجعًا من 16.4 غيغاواط المتوقعة في العام الماضي.

وفي عام 2020، كان الاتحاد الأوروبي قد حدَّد هدفًا يتمثل في تحقيق سعة تحليل كهربائي قوامها 6 غيغاواط بحلول عام 2024، غير أنه لم ينجح في تشغيل سوى سعة قدرها 600 ميغاواط، إلى جانب 2.8 غيغاواط قيد البناء، بدءًا من شهر يوليو/تموز 2025.

ومن بين السعة المحتملة البالغة 2.3 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، هناك 26% فقط قيد البناء، إلى جانب نحو 300 ألف طن سنويًا من مشروعات الهيدروجين المنتَج عبر التحليل الكهربائي، والسعة نفسها من المشروعات المعتمدة على تقنية السعة الكيميائية الحرارية.

هيدروجين يوروب

ترصد "هيدروجين يوروب" 862 مشروعًا عبر القارة العجوز، تراجعًا من 900 مشروع في عام 2024، وفق أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولدى تلك المشروعات مجتمعةً سعة قوامها 12.7 مليون طن سنويًا، انخفاضًا بنسبة 12% من العام الماضي.

لكن توقعات إنتاج الهيدروجين الأخضر البالغة 2.3 مليون طن سنويًا تمثّل 18% فقط من المشروعات المذكورة في وقت تتوقع فيه "هيدروجين يوروب" دخول عدد كبير من تلك المشروعات حيز الإنتاج بعد عام 2030، أو حتى عدم إنجازها من الأساس.

الهيدروجين الأخضر في الاتحاد الأوروبي

إنجاز المشروعات

أصدر مجلس الهيدروجين العالمي ووكالة الطاقة الدولية -مؤخرًا- تقديرات أعلى قليلًا لمعدلات إنجاز مشروعات الهيدروجين الأخضر عالميًا حتى عام 2030.

غير أن المجلس والوكالة قد خفضا كذلك توقعاتهما للإمدادات، بدءًا من عام 2024.

وسردت منظمة "هيدروجين يوروب" عددًا من العوامل التي تعرقل مطوري المشروعات، بما في ذلك البطء في تغيير توجيه الطاقة المتجددة للاتحاد الأوروبي (RED III)، والطلب الضعيف، وتكاليف الإنتاج المرتفعة نتيجة اللوائح الصارمة، إلى جانب مشكلات التمويل.

ويشير مصطلح "توجيه الطاقة المتجددة للاتحاد الأوروبي" إلى تشريع يحدد هدفًا ملزمًا للطاقة المتجددة بنسبة 42.5% على الأقل في دول التكتل بحلول عام 2030.

وهناك أيضًا تفاوت بإنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

فمن الممكن أن تتيح البلدان الواقعة في شمال أوروبا -السويد وفنلندا والنرويج والدنمارك- أكثر من 20% من الإمدادات الأوروبية بحلول عام 2030، بواقع 510 آلاف طن سنويًا، وبتراجع طفيف من توقعات العام الماضي.

إسبانيا والبرتغال.. حالتان خاصّتان

في المقابل، رفعت "هيدروجين يوروب" توقعاتها بشأن البرتغال وإسبانيا إلى 390 ألف طن سنويًا، من 350 ألف طن سنويًا في العام الماضي، بفضل خطوط الأنابيب القوية المستعمَلة في المشروعات.

في المقابل، خفضت المنظمة توقعاتها بالنسبة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المملكة المتحدة بشكل حادّ بسبب التأخيرات المتوقعة في إنتاج السعة الحالية القائمة على تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

كما خفضت المنظمة ذاتها توقعاتها قليلًا بالنسبة لألمانيا، غير أن تلك التوقعات بقيت مستقرة بالنسبة لفرنسا.

طلب قوي على الواردات

ربما يلبي إنتاج الهيدروجين الأخضر محليًا في الاتحاد الأوروبي أكثر قليلًا من نصف المعروض اللازم لسدّ الاستهلاك الإلزامي؛ ما ينتُج عنه طلب قوي على الواردات، حسب "هيدروجين يوروب".

وتتوقع المنظمة وصول معدل إنتاج الهيدروجين الأخضر في دول التكتل إلى 1.43 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.

وقالت المنظمة، إن تنفيذ توجيه الطاقة المتجددة للاتحاد الأوروبي وأطُر مثل ري فيول إي يو (ReFuelEU) وفيول إي يو ماريتايم (FuelEU Maritime) قد يساعد في تلبية 2.8 ملايين طن سنويًا من الطلب على الوقود المتجدد من أصل غير بيولوجي (RFNBOs) -وهو وقود سائل أو غازي اصطناعي يُنتَج من الهيدروجين النظيف-.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.هدف إمدادات الهيدروجين الأخضر في الاتحاد الأوروبي، من تقرير منشور على منصة "أرغوس ميديا"
2.طلب القوي على واردات الهيدروجين النظيف، من "أرغوس ميديا"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق