أرامكو السعودية تخفض أسعار غاز النفط المسال لأدنى مستوياته في عامين
خفضت شركة أرامكو السعودية أسعار غاز النفط المسال لشحنات أكتوبر/تشرين الأول (2025) إلى أدنى مستوياته منذ أغسطس/آب 2023.
قد تساعد خطوة عملاقة النفط السعودية على تعزيز مبيعات وقود الطهي واسع الاستعمال وسط احتدام المنافسة العالمية.
وكشف بيانات -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- تخفيض أرامكو السعودية الأسعار القياسية للعقود لشهر أكتوبر/تشرين الأول إلى 495 دولارًا لطن البروبان و475 دولارًا لطن البيوتان.
والبروبان والبوتان نوعان من غاز النفط المسال لهما نقاط غليان مختلفة، ويُستَعمَل غاز النفط المسال أساسًا وقودًا للسيارات والتدفئة ومادة خامًا للبتروكيماويات الأخرى.
أسعار غاز النفط المسال
تعدّ أسعار غاز النفط المسال أقل من المتوقع، وفقًا لتجّار يتابعون التدفقات بالسوق، الذين أضافوا أن بعض المشترين بالعقود محددة المدة كانوا مترددين في الالتزام خلال 2026 بشراء كميات من أرامكو السعودية مماثلة لما اشتروه خلال العام الجاري.
يتكوّن غاز النفط المسال -المعروف كذلك بغاز الطهي- من خليط مواد البروبان والبيوتان المشتقة من عمليات تكرير النفط الخام.
وتُستعمل أسعار البيع الرسمية لشركة أرامكو لغاز النفط المسال مرجعًا لعقود توريد المنتج من الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إذ تُعدّ أكبر مصدر لغاز النفط المسال إلى آسيا.
وترتبط أسعار بيع غاز النفط المسال بأسعار النفط الخام، وتُعدّ الولايات المتحدة والصين والسعودية وروسيا وكندا من أكبر منتجيه.
وتكتسب سوق غاز النفط المسال العالمية أهمية متزايدة، بعد أن ثبتت جدواه بوصفه أحد أهم مصادر الوقود الأحفوري منخفضة الكربون؛ ما يجعله خيارًا مثاليًا لقطاعات وأغراض متنوعة مثل النقل والتدفئة والطهو النظيف.
ويُنتَج غاز النفط المسال ثانويًا في عملية إنتاج النفط والغاز، ورغم كونه من مصادر الوقود الأحفوري؛ فإنه أحد أقلّ تلك المصادر تأثيرًا في المناخ والبيئة، نظرًا لكفاءته وارتفاع محتوياته من الهيدروجين نسبة إلى الكربون.
وكان تقرير صادر عن شركة ترانسبرانسي ماركيت ريسرش العاملة في مجال أبحاث السوق قد توقّع أن يصل حجم سوق غاز النفط المسال العالمية إلى 321.6 مليار دولار بحلول عام 2031، ارتفاعًا من 202.6 مليار دولار في عام (2021)، بمعدل نمو سنوي مركّب نسبته 4.73%.
تقلبات سوق الطاقة
يأتي التحرك بأسعار غاز النفط المسال في وقت تشهد فيه سوق الطاقة العالمية تقلبات ملحوظة، إذ تقود السعودية دول مجموعة الـ8 في تحالف أوبك+ للمضي قدمًا في التخلص من تخفيضات الإنتاج الطوعية.
ويرتبط غاز النفط المسال بأسواق النفط والغاز العالمية بوصفه منتجَا ثانويًا من عمليات تكرير الخام ومعالجة الغاز.
وقالت رئيسة قسم تحليل الأسواق في الأميركيتين لدى شركة "فورتكسا" (Vortexa)، سامانثا هارتك، إن تسعير العقود السعودية عند مستويات تقلّ عن المتوقع بمقدار 50 دولارًا للطن يشير إلى زيادة الإمدادات والشرق الأوسط والولايات المتحدة.
وأضافت أن واشنطن أرسلت الشهر الماضي كميات قياسية من غاز النفط المسال إلى إندونيسيا، التي تمثّل -إلى جانب الهند- ساحة المعركة الحقيقية بين أكبر منطقتين مصدرتين.
وأشار تجّار إلى أن المحادثات ما تزال جارية حول حجم الإمدادات التي يحتاج إليها المشترون بعقود محددة المدة من "أرامكو" خلال العام المقبل، موضّحين أن خفض السعر قد يكون إشارة إلى أسعار أفضل خلال 2026.
وتُعدّ الهند وإندونيسيا من أبرز عملاء أرامكو السعودية بعقود محددة المدة.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية تركز على التوسع في التكرير والكيماويات
- أرامكو السعودية تكمل إصدار صكوك دولية بـ3 مليارات دولار
اقرأ أيضًا..
- إدارة الطاقة بالمنشآت الصناعية ودورها في خفض البصمة الكربونية (مقال)
- التنقيب عن النفط والغاز في مصر.. 61 منطقة تنتظر المستثمرين (تقرير)
- صفقات الحفر العربية في سبتمبر 2025 تنتعش باستثمارات جديدة
المصادر:
