تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة بتمويلات صينية يجذب دولًا عربية (تقرير)

أسماء السعداوي

كشفت قائمة الدول الأكثر تلقيًا لاستثمارات الصين بمجال تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة عالميًا عن هيمنة واضحة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

وتتميز تلك المنطقة بميزات إستراتيجية؛ أبرزها كونها مركز تصنيع وقريبة من سلاسل الإمداد الصينية وبوابة لإعادة التصدير، كما أنها بيئة استثمارية مألوفة للشركات القادمة من الصين.

لكن تزعزعت مكانة الرابطة الراسخة منذ سنين مؤخرًا بسبب صعود مناطق أخرى؛ من بينها دول عربية نجحت في جذب أموال المستثمرين الصينيين بفضل ميزات الموقع الإستراتيجي والسياسات الداعمة، بحسب تحليل حديث طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومن مواد الكاثود في المغرب إلى الطاقة الشمسية في دول الخليج والهيدروجين في مصر، قفزت حصة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أكثر من 20% من إجمالي استثمارات الصين خلال 2024 من صفر في عام 2021.

استثمارات الصين في تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة

رصد باحثو مركز أبحاث "نت زيرو بوليسي لاب" التابع لجامعة جونز هوبكينز الأميركية (NZIPL) تراجع استثمارات الصين في تصنيع الطاقة النظيفة بدول رابطة آسيان.

وكثيرًا ما كانت آسيان مقصدًا رئيسًا لاستثمارات الصين وحظيت بمعدل نمو ثابت ومستمر بالقطاع، واستحوذت على نحو نصف تلك المشروعات ولكن قبل عام 2024.

وفي العام الماضي، تراجعت حصة آسيان من حيث عدد المشروعات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بسبب نمو مشروعات تصنيع الطاقة النظيفة التي تمولها الصين في مناطق أخرى.

وبحسب التقرير؛ فالوضع على وشك التغير؛ لأن كل المؤشرات ترجح ألا تظل آسيان السوق المستهدفة المفضلة لشركات تصنيع الطاقة النظيفة الصينية.

محطة الظفرة الشمسية في أبو ظبي نفذتها شركة الصين للهندسة الميكانيكية
محطة الظفرة الشمسية في أبوظبي نفّذتها شركة الصين للهندسة الميكانيكية - الصورة من منصة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"

ومن أبرز أسباب ذلك التحول عن آسيان:

  • رغبة الصين في تنويع مناطق التوزيع الجغرافي لرأس المال.
  • تحظى مناطق أخرى بشعبية أكبر بين المستثمرين الصينيين بسبب السياسات أو الموقع الإستراتيجي مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتؤثر عوامل عدة في اختيار موقع المشروعات؛ منها سياسية مثل عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلطة والمخاوف من فرض عقوبات وتشديد قواعد المنشأ والرسوم الجمركية، بالإضافة للتوترات الجيوسياسية والتفاوت بين الدول في التركيز على تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة.

مناطق جذب جديدة تؤجج المنافسة

تبرز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوصفها أبرز سوق جذب صاعدة لاستثمارات الصين في تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة.

وارتفعت حصة المنطقة من صفر في 2021 لتشكل أكثر من 20% من إجمالي الاستثمارات في 2024 بحجم استثمارات يقترب من 50 مليار دولار.

كما شهدت منطقة وسط آسيا والقوقاز أول مشروعات مدعومة من الصين بقطاع تصنيع الطاقة النظيفة في عام 2024.

وتصدرت إندونيسيا قائمة أكثر الدول تلقيًا لاستثمارات الصين من حيث عدد المشروعات بإجمالي 71؛ تليها فيتنام (47) وماليزيا (39) والولايات المتحدة (35) وتايلاند (35) والمجر (18) والمغرب (15) والبرازيل (15) ومصر (14) وتركيا وإسبانيا والمكسيك (11 لكل منهما) والهند (10) والسعودية (9) والأرجنتين (9) على الترتيب.

كما تصدرت إندونيسيا قائمة أكثر الدول الأكثر جذبًا للتعهدات الاستثمارية الصينية بمجال تصنيع الطاقة النظيفة، يليها المغرب والمجر والولايات المتحدة وماليزيا وفيتنام ومصر وتايلاند والإمارات وإسبانيا والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وتركيا وألمانيا على الترتيب.

وما يميز إندونيسيا هو وفرة احتياجات النيكل والكوبالت اللازمة لصنع بطاريات تخزين الكهرباء، وهو قطاع ينمو سريعًا وقفزت حصته لدى شركات الصين المستثمرة بالخارج إلى 62 مليار دولار حتى العام الجاري (2025).

وبقطاع تصنيع السيارات الكهربائية، تجذب آسيان وأوروبا القدر الأكبر من رأس المال الصيني؛ إذ ما زالت الرابطة الآسيوية هي المفضلة بدعم من انخفاض التكاليف وسهولة الوصول للأسواق الإقليمية.

وفي أوروبا، تسعى القارة العجوز لزيادة قدرات الإنتاج المحلية وتلبية الطلب المتزايد وتحقيق المستهدفات المناخية.

وبحسب التقرير، يتميز المغرب بإنتاج مواد الكاثود والهيدروجين الأخضر، وهي قطاعات مهمة لسلاسل التوريد في الاتحاد الأوروبي.

وفي دول الخليج العربي تحظى الطاقة الشمسية وتصنيع أجهزة التحليل الكهربائية باتفاقيات شراء من جهات سيادية.

وفي المجر وإسبانيا والبرازيل ومصر توجد مراكز متخصصة لتصنيع البطاريات والهيدروجين وتقنيات أخرى متنوعة.

ويقول باحثو المركز إن شركات الاستثمار الصينية تبحث عمومًا عن 3 ميزات رئيسة هي سهولة الوصول لكل من المواد الخام وأسواق الدول الأخرى وأسواق الدول المضيفة.

وليستمر احتفاظ الآسيان بموقعها على رأس استثمارات الصين في تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة عليها الحفاظ على جاذبيتها بوصفها قاعدة إنتاج موجهة للتصدير وتحسين الانفتاح أمام الاستثمار الأجنبي المباشر وحل المشكلات التنظيمية والخاصة بالتراخيص لتسهيل تطوير المشروعات.

وعمومًا، يتطلب الأمر تقديم حوافز مثل الإعفاءات الضريبية وعقود أراضي الامتياز والتمويلات طويلة الأجل وتطوير مرافق البنية الأساسية وتحديدًا الكهرباء والمواني والاستثمار في المهارات البشرية اللازمة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق