انسحاب مفاجئ يهدد بانهيار أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أفريقيا
أسماء السعداوي

تلقّى أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أفريقيا ضربة قوية ومفاجئة تهدّد دوره المأمول في تغذية طموحات التصدير وتوليد الإيرادات في إحدى دول جنوب غرب القارة السمراء.
وفي خطوة صادمة، قررت شركة "آر دبليو إي" الألمانية (RWE) الانسحاب من اتفاق لشراء الأمونيا الخضراء من مشروع "هايفن" (Hyphen) في ناميبيا بإجمالي استثمارات 10 مليارات دولار.
وبسعة 3 غيغاواط، من المقرر إنتاج مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء بحلول نهاية عام 2028، ترتفع إلى الضعف في عام 2030 من المشروع الموجه للتصدير إلى أوروبا وآسيا، بحسب تفاصيل المشروع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
واجتمعت شكاوى السكان المحليين بسبب خصوصية الأرض مع تباطؤ الطلب على الهيدروجين في أوروبا ضد المشروع الذي تعادل تكاليف إنشائه إجمالي الناتج المحلي لناميبيا.
تطورات أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أفريقيا
سبق قرار انسحاب شركة "آر دبليو إي" من أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أفريقيا ضغوط محلية ومن منظمات دولية حقوقية.
وتخشى رابطة زعماء عرقية ناما (NTLA) من تكرار نماذج سلب الأراضي الناميبية وإقصاء السكان الأصليين، كما حدث سابقًا خلال فترة الحكم الاستعماري.
ويُقام المشروع على مساحة 4 آلاف كيلومتر مربع تتداخل مع أرض استحوذ عليها مستعمرون ألمان خلال فترة تعرّض فيها شعب ناما إلى الإبادة والتهجير.

وفي أبريل/نيسان الماضي (2025)، بعثت جماعات لحقوق السكان الأصليين برسالة إلى شركة "آر دبليو إي" للشكوى بشأن الأرض، كونها تقع داخل محمية وطنية، وتتعدى على أرض تعود إلى أسلاف شعب ناما.
وبعد ورود الأنباء، رحبت رابطة زعماء عرقية ناما بانسحاب "آر دبليو إي"، واصفة إياه بأنه خطوة نحو ضمان احترام حقوق السكان الأصليين، وعلى رأسها تقرير المصير والموافقة الحرة المسبقة والمستنيرة على المشروعات.
وأشاد المستشار القانوني للمركز الأوروبي للحقوق الدستورية والإنسان، أندريا بيترافيسا، بقرار "آر دبليو إي" بعدم شراء السلع المُنتجة على أرض انتُهكت عليها حقوق السكان الأصليين.
ويطوّر المشروع شركات "إنرتراغ" الألمانية (Enertrag)، و"نيكولاز هولدينغز" البريطانية (Nicholas Holdings)، واستحوذت حكومة ناميبيا على 24% من أسهم الشركة قبل نهاية عام 2024 الماضي.
وفي ديسمبر/كانون الأول (2022)، أبرمت "آر دبليو إي" مذكرة تفاهم مع الشركة المشغلة، لشراء ما يصل إلى 300 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا من المشروع، بدءًا من عام 2027.
شركة آر دبليو إي الألمانية
قال متحدث باسم شركة هايفن المطورة لأكبر مشروع هيدروجين أخضر في أفريقيا، إن شركة "آر دبليو إي" الألمانية لم تُبرم معها اتفاقية شراء مُلزمة وإنما مجرد مذكرة تفاهم.
من جانبها، تقول "آر دبليو إي" إنه لا علاقة بانسحابها من اتفاق شراء الأمونيا وشكاوى السكان المحليين في ناميبيا، مؤكدة في بيان صحفي أنها لا تسعى في الوقت الراهن لشراء الهيدروجين أو مشتقاته من ناميبيا.
وبسبب تباطؤ نمو الطلب على الهيدروجين ومشتقاته بأقل من المتوقع داخل قارة أوروبا، راجعت الشركة الألمانية المشروعات ذات الصلة، وكان منها مشروع هايفن في ناميبيا.
وعادة ما تُنتج الأمونيا بوساطة الغاز الطبيعي، ولإزالة الكربون من عملية إنتاجها يحل الهيدروجين الأخضر بدلًا من الوقود الأحفوري.
وتعوّل ناميبيا على مشروع الهيدروجين الأخضر لتُصبح مركزًا رئيسًا لإنتاج الهيدروجين، ووضعت هدف إنتاج ما يتراوح من 10 إلى 15 مليون طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2050، وهو ما يمثّل 5 إلى 8% من حجم التجارة العالمية.
لكن انسحاب "آر دبليو إي" يهدّد بإضعاف ثقة المستثمرين وصعوبة جذب التمويلات واتفاقيات الشراء من بين أخرى.
وكان مشروع هايفن في صلب خطة الإدارة الجديدة للبلاد لتحفيز نمو الاقتصاد وسط تحديات مالية، وحاليًا، تخطط الحكومة، بقيادة أول رئيسة للبلاد نيتومبو ناندي-ندايتواه، لزيادة إجمالي الناتج المحلي بنسبة 7% مدعومًا بالهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة والتصنيع ذي القيمة المضافة، علاوة على مساعي توفير 30 ألف فرصة عمل خضراء بحلول عام 2030.
وبحسب المعلومات المنشورة على الموقع الرسمي لأكبر مشروع هيدروجين أخضر في أفريقيا، تتوقع منظمة الهيدروجين الأخضر أن طموحات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا تتطلّب استثمارات بمقدار 6 مليارات دولار سنويًا حتى عام 2030.
وتصل سعة الطاقة المتجددة بالمرحلتَيْن الأولى والثانية من مشروع هايفن إلى 7.5 غيغاواط، علاوة على محللات كهربائية بسعة إجمالية 3 غيغاواط.
ويوفّر المشروع 15 ألف فرصة عمل على مدار 4 إلى 5 سنوات يشكّل السكان المحليون 90% منها، بالإضافة إلى 3 آلاف وظيفة دائمة يشكّل الناميبيون منها 90%.
موضوعات متعلقة..
- إلغاء مشروع هيدروجين أخضر بعد سحب تمويل ضخم
- مشروع هيدروجين أخضر عالمي يتعرض لانتكاسة
- مشروع هيدروجين أخضر يفشل في اختبار التقييم البيئي
اقرأ أيضًا..
- العراق يتفاوض مع أوبك لزيادة إنتاجه النفطي.. تفاصيل لأول مرة
- سفينة حفر عملاقة في البحر المتوسط.. هل تمهد لصفقة بين 3 دول؟
- تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند تنافس المغرب والجزائر وموريتانيا
- واردات تركيا من النفط والغاز الروسيين.. هل تتوقف بسبب ترمب؟ (مقال)
المصدر: