التقارير تقارير الطاقة المتجددة سلايدر الرئيسية طاقة متجددة

محطة طاقة شمسية في الجزائر تكتب قصة نجاح من قلب الصحراء

هبة مصطفى

2025-09-29

0 247

أظهرت محطة طاقة شمسية في الجزائر أداءً مميزًا، ما يبرهن على الإمكانات الواعدة للدولة الواقعة في شمال أفريقيا، والموارد الطبيعية الوفيرة الداعمة لأهداف التحول وزيادة حصة الطاقة المتجددة.

وخضع أداء المحطة خلال عام واحد لاختبارات باحثين من جامعة يافله (Gavle) السويدية، وبعد تحليل النتائج أشادت دراسة صادرة عنهم -حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)- بـ"الأداء المميز" لها.

وتقع المحطة المتصلة بالشبكة في واد نشو بولاية غرداية، في شمال الصحراء الجزائرية، ما يبرز أثر الطبيعة الجغرافية في أداء المحطة، وأسباب تسليط الدراسة الضوء عليها.

وتتبنّى الجزائر خططًا لدعم الطاقة النظيفة والمتجددة، جنبًا إلى جنب مع توسعات الغاز الطبيعي وصادرات الغاز المسال، واستمرار تطوير موارد الهيدروكربونات الوفيرة للبلاد.

مواصفات محطة غرداية

حقق أداء محطة الطاقة الشمسية الجزائرية وتقنيات خلاياها كفاءة مرتفعة، وفق بعض المعطيات، حسب نتائج الدراسة السويدية المنشورة في مجلة نيتشر.

وتضمّنت خصائص المحطة:

تثبيت الألواح على الأرض وليس على الأسطح، ما يشير إلى مساحتها الواسعة.
تزويدها بأنظمة تتبع يمنحها حركة بطيئة حسب اتجاه حركة الشمس، لضمان ثبات الإشعاع الشمسي طوال اليوم، وامتصاص أكبر قدر من الضوء.
العمل بـ6 وحدات ثابتة (بقدرة 918 كيلوواط)، ووحدتَيْن بنظام التتبع (203 كيلوواط).

من مراسم وضع حجر أساس محطة طاقة شمسية في الجزائر - الصورة من وزارة الطاقة والمناجم

وبعد استعمال نظام تحديد مواقع الطاقة الشمسية (PVGIS) للمحاكاة، رصد الباحثون علاقة وطيدة بين معايير الكفاءة وعوامل أخرى، مثل: درجة الحرارة، وشدة الإشعاع، وإنتاج الكهرباء.

ونشرت الجزائر في المحطة ألواحًا شمسية متنوعة، تضمنت:

ألواح سيليكون غير متبلورة، بقدرة 100 كيلوواط.
ألواح تيلورايد الكادميوم، بقدرة 100 كيلوواط.
ألواح ذات بلورة أحادية، بقدرة 315 كيلوواط.
ألواح متعددة البلورات، بقدة 606 كيلوواط.

معايير الاختبار

استمر اختبار محطة طاقة شمسية في الجزائر -ذات القدرة الإجمالية 1.1 ميغاواط- لمدة 12 شهرًا، من يناير/كانون الثاني حتى ديسمبر/كانون الأول، عام 2016.

وقُيّم أداء المحطة في ظل الخصائص الصحراوية لموقعها الجغرافي، بدرجات حرارة تراوحت بين 16 و42 درجة مئوية على مدار مدة الاختبار.

وتراوحت مستويات الإشعاع الشمسي بين 5.4 كيلوواط/ساعة، و7.1 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع يوميًا، وفق ما نشرته بي في ماغازين.

وتأثر أداء المحطة بعوامل عدة تعلّق غالبيتها بالطبيعة الصحراوية للموقع، من بينها: درجة الحرارة، وضغط الهواء، والعواصف الرملية، بالإضافة إلى مستوى الإشعاع الشمسي.

ورصد الباحثون تفوقًا للمحطة، بتحقيق أقصى استفادة من قدرتها لتسجيل أعلى إنتاج كهرباء بمستوى متفاوت خلال الأشهر محل الرصد.

وكانت أشهر فصل الشتاء (من ديسمبر/كانون الأول حتى فبراير/شباط) الأفضل لمحطة الطاقة الشمسية في الجزائر، في حين سجل الأداء الإجمالي للمرافق 82%.

وأكد الباحثون أن اختيار نوع الألواح الشمسية وطريقة توزيعها في المحطة كان له بالغ الأثر في تعزيز الأداء، بجانب ملاءمة أنظمة تحويل التيار.

ويشير الإنفوغرافيك أدناه -من إعداد منصة الطاقة- إلى ملامح برنامج الطاقة المتجددة الجزائري، وحجم الاعتماد على الطاقة الشمسية:

محطات الطاقة الشمسية في الجزائر

زادت وتيرة نشر محطات الطاقة الشمسية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المناطق الصحراوية.

وتدعم نتائج الدراسة توسعة نطاق هذه المحطات في المناطق الصحراوية، خاصة أن نتائج الأداء القوي للمحطة يدعم أهداف التحول والاستدامة بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

ويُقدّر متوسط الإشعاع الشمسي في الجزائر بنحو 2000 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع سنويًا، وتُعد هذه الإمكانات من بين الأعلى عالميًا؛ إذ تؤهل البلاد -خاصة في المناطق الجنوبية والجنوب شرقية- لتصبح موقعًا مثاليًا للإنتاج.

وبالطبع لم تخلُ التجربة الناجحة من بعض التحديات؛ إذ يهدد ارتفاع درجات الحرارة فوق مستويات 50 درجة مئوية كفاءة الألواح وفاعليتها.

ومن جانب آخر، يتّسم طقس المناطق الصحراوية بكثافة العواصف الرملية وانتشار الغبار، ما يهدد العمر التشغيلي للألواح ويرفع تكلفة الصيانة ويزيد أعطال المعدات.

وفي ظل ارتفاع درجة الحرارة، ونقص الأمطار في المناطق الصحراوية، تواجه عملية تبريد الألواح بعض الصعوبات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..