التنقيب عن النفط والغاز في مصر.. 61 منطقة تنتظر المستثمرين (تقرير)
سامر أبووردة
يشكّل التنقيب عن النفط والغاز في مصر أحد المحاور الرئيسة في إستراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية، الرامية إلى تعزيز الاحتياطيات وزيادة الإنتاج لمواكبة الطلب المتنامي على الطاقة.
وفقًا لبيانات قطاع الطاقة المصري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، هناك أكثر من 61 منطقة مطروحة أمام الشركات العالمية، عبر بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج، لم تُرس الغالبية العظمى منها حتى الآن، تضم 42 منطقة استكشافية جديدة، إلى جانب 15 فرصة لإعادة تطوير الحقول القديمة، و4 اكتشافات غير مطورة.
وتتصدّر مزايدات التنقيب عن النفط والغاز في مصر مشهد قطاع الطاقة خلال العامَيْن الحالي والمقبل، ضمن إستراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية لزيادة الإنتاج وتعظيم الاحتياطيات.
إذ تشهد البلاد نشاطًا متسارعًا في طرح مناطق برية وبحرية، مع توسع المسوحات السيزمية، بهدف جذب استثمارات أجنبية جديدة تدعم خطة القاهرة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
وتأتي الطروحات الحالية في إطار رؤية واضحة لزيادة الإنتاج المحلي من الغاز تدريجيًا، وصولًا إلى مستويات مستهدفة تقارب 6.6 مليار قدم مكعّبة يوميًا من الغاز بحلول 2027.
مناطق جديدة عبر إيجاس
تجهّز الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" لطرح 5 مناطق استثمارية جديدة في البحر المتوسط قبل نهاية النصف الأول من العام المالي 2025-2026.
ويستهدف الطرح استثمارات تتجاوز 350 مليون دولار، مع حفر ما بين 10 و12 بئرًا جديدة، حسبما طالعته منصة الطاقة.
وقد استكملت "إيجاس" مسوحات سيزمية شملت أكثر من 9 مناطق، بالتعاون مع شركات عالمية، مما وفّر بيانات دقيقة حول المكامن المحتملة.
وتشير المؤشرات الأولية إلى معدلات تراكم للغاز تتراوح بين 15 و20%، وهو ما يعزز فرص تحقيق اكتشافات تجارية ضمن مسار التنقيب عن النفط والغاز في مصر.
وتتوقع الوزارة أن يُسهم التزامها بسداد جزء من مستحقات الشركاء الأجانب خلال الربع الأخير من 2025 في تحفيز الشركات على المشاركة، خصوصًا بعد أن سجلت "إيجاس" 29 كشفًا جديدًا خلال العام المالي 2024-2025، أضافت نحو 1.85 تريليون قدم مكعّبة إلى احتياطي الغاز.
7 كتل مطروحة عبر إنبيدكو
في موازاة ذلك، طرحت الشركة المصرية الوطنية لاستكشاف وتنمية البترول "إنبيدكو" مزايدة على 7 مربعات جديدة بدءًا من 9 يوليو/تموز وحتى 30 سبتمبر/أيلول 2025.
وتشمل المربعات مناطق في البحر المتوسط، وخليج السويس، والصحراء الغربية وسيناء، من بينها جنوب غرب خليج السويس وشمال العلمين وشمال شرق رأس قطارة.
ويمثّل الطرح إضافة مهمة لمسار التنقيب عن النفط والغاز في مصر، إذ يُوسّع نطاق الاستثمارات المحتملة ويفتح الباب أمام شركات عالمية للاطلاع على بيانات فنية موسعة عبر "بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج".
12 منطقة في المزايدة السابقة
في أغسطس/آب 2024، أعلنت وزارة البترول مزايدة شملت 12 منطقة، 10 منها بحرية واثنتان بريتان. وشملت المناطق مربعات بارزة مثل شمال فوكا، وغرب ظهر، وشمال نور، بالإضافة إلى منطقتي غرب دسوق وشمال المنصورة.
واعتمد الطرح على عقود تقاسم الإنتاج، إذ تتحمل الشركات المخاطر كافّة في عمليات الاستكشاف والتطوير، ويُعَدّ هذا النموذج محورًا لجذب استثمارات جديدة في قطاع التنقيب عن النفط والغاز في مصر.
ويعكس الطرح المتنوع توجّه الدولة نحو تغطية الأحواض الجيولوجية المهمة جميعها، من البحرَيْن المتوسط والأحمر، إلى دلتا النيل والصحراء الشرقية والغربية، وصولًا إلى خليج السويس، إذ تُعد هذه المناطق من أبرز الأحواض الغنية بالهيدروكربونات، وتراهن القاهرة على استقطاب رؤوس أموال جديدة تسهم في رفع معدلات الإنتاج خلال الأعوام المقبلة.
وبحسب البيانات، غطت المسوحات الزلزالية ثلاثية الأبعاد مساحة 113 ألف كيلومتر مربع، شملت أحواض هيرودوت ودلتا النيل وليفانت.
وتشير تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن حوض دلتا النيل يحتوي على 223.2 تريليون قدم مكعّبة من الغاز و1.76 مليار برميل من النفط، في حين يُقدّر حوض ليفانت باحتياطيات غاز تصل إلى 122 تريليون قدم مكعّبة.
أهمية الأحواض وإنتاجها
تشير بيانات منصة الطاقة المتخصصة إلى أن الأحواض البحرية والبرية المطروحة في مزايدات التنقيب عن النفط والغاز في مصر 2024 ضمت تاريخًا ممتدًا من الحفر، بلغ أكثر من 472 بئرًا، منها 228 في دلتا النيل وحدها.
وتنتج هذه المناطق نحو 4.15 مليار قدم مكعّبة من الغاز يوميًا، تمثّل 83% من إجمالي إنتاج مصر، بالإضافة إلى مكثفات وسوائل غازية تُسهم في تعزيز مزيج الطاقة.
كما تضم البنية التحتية 11 محطة غاز، و18 منصة، ومحطتَين للغاز المسال، ما يوفر قاعدة تشغيلية قوية لجذب استثمارات جديدة.
في حوض البحر المتوسط وحده، يبلغ الإنتاج نحو 3.9 مليار قدم مكعّبة يوميًا، في حين تنتج حقول دلتا النيل البرية 420 مليون قدم مكعّبة يوميًا، بالإضافة إلى مكثفات تُقدّر بنحو 4.4 ألف برميل يوميًا.
إستراتيجية وزارة البترول المصرية
تعكس المزايدات الأخيرة التزام وزارة البترول بتكثيف أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في مصر لتأمين احتياجات السوق المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات.
وتعوّل القاهرة على شراكاتها مع شركات كبرى، لتحقيق اكتشافات جديدة في البحر المتوسط ودلتا النيل وخليج السويس.
وتسعى الحكومة إلى تعزيز مكانة البلاد بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة، من خلال مزيج من الاستثمارات الأجنبية، والتوسع في البنية التحتية، واستغلال موقع مصر الجغرافي الإستراتيجي على خطوط التجارة العالمية.
وبهذا، يتضح أن مسار التنقيب عن النفط والغاز في مصر لم يعد مجرد طروحات متفرقة، بل أصبح إستراتيجية متكاملة تستند إلى بيانات جيولوجية دقيقة ومناطق امتياز واعدة، وهو ما يمهّد الطريق لمرحلة جديدة من زيادة الإنتاج والاكتشافات.
موضوعات متعلقة..
- مزايدة التنقيب عن النفط والغاز في مصر.. 12 منطقة تبشّر باحتياطيات ضخمة (خاص)
- مصر تكشف موعد إعلان نتائج مزايدة التنقيب عن النفط والغاز في 13 موقعًا
- حصري - أبرز الشركات المهتمة بمزايدة التنقيب عن النفط والغاز في مصر
اقرأ أيضًا..
- قطاع النفط الصخري الأميركي "ينزف" بسبب تعرفات ترمب (تقرير)
- مشروع الأمونيا الخضراء في مصر يترقب قرارًا نهائيًا خلال 6 أشهر
- أول اكتشاف نفط في دولة أفريقية منذ 20 عامًا.. هل ينجح؟
المصدر:
