رئيسيةأخبار النفطتقارير دوريةعاجلنفطوحدة أبحاث الطاقة

بي بي تؤجل تقديرات ذروة الطلب على النفط 5 سنوات

وفق سيناريو المسار الحالي

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

أرجأت شركة النفط البريطانية بي بي تقديراتها بشأن وصول الطلب على النفط إلى ذروته خلال العام الجاري (2025)، وفق سيناريو "المسار الحالي"، مُرجعةً ذلك إلى تباطؤ الجهود المبذولة لتحسين كفاءة الطاقة، ونمو الطلب من الاقتصادات الناشئة.

وبحسب تقرير آفاق الطاقة -الذي حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)-، تُقدّر الشركة وصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته بحلول 2030 عند 103.4 مليون برميل يوميًا، أي بعد 5 سنوات من تقديراتها السابقة.

وتستند بي بي في هذه التقديرات إلى سيناريو "المسار الحالي"، الذي يشير إلى السياسات والتعهدات الحالية، ما يعني أنها تفترض نجاح تعهدات الحكومات والشركات المتعلقة بتحول الطاقة.

ووفقًا لهذا السيناريو، كانت الشركة البريطانية قد توقعت في 2024 أن يبلغ الطلب على النفط ذروته في عام 2025 عند 102 مليون برميل يوميًا.

ويدعم هذا التقرير توجُّه شركة بي بي، التي غيّرت إستراتيجيتها في وقت سابق من هذا العام، ورفعت استثماراتها السنوية في النفط والغاز إلى 10 مليارات دولار، مع خفض الإنفاق المخطط لقطاع الطاقة منخفضة الكربون.

وبعيدًا عن هذه السيناريوهات، تُقدّر منظمة أوبك وصول الطلب هذا العام إلى إجمالي 105.14 مليون برميل يوميًا، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يسجل 103.8 مليونًا.

سيناريوهات بي بي بشأن الطلب على النفط عالميًا

أشار تقرير بي بي إلى استمرار نمو الطلب على النفط خلال السنوات المتبقية من هذا العقد، وسط تباطؤ مكاسب كفاءة الطاقة، واستمرار الاعتماد عليه في قطاع البتروكيماويات، مع تسارع النمو الاقتصادي في الهند ودول آسيوية ناشئة أخرى، ويقابل ذلك جزئيًا الانخفاضات المستمرة في الاقتصادات المتقدمة.

ويعكس تراجع بي بي عن تقديراتها السابقة وتغيير وكالة الطاقة الدولية وجهة نظرها نحو ضرورة تعزيز الاستثمارات لتلبية الطلب، مدى سوء تقديرات المؤسسات في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي كانت فيه منظمة أوبك -وما زالت- تؤكد أهمية زيادة استثمارات النفط والغاز لحماية أمن الطاقة.

ويرى تقرير الشركة البريطانية أنه بعد 2030، يبدأ الطلب العالمي في الانخفاض، مع تراجع استهلاكه في قطاع النقل البري، بفعل زيادة اعتماد السيارات الكهربائية، حسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وفي سيناريو "المسار الحالي"، يتباطأ نمو استهلاك النفط خلال بقية هذا العقد حتى يبلغ 103 ملايين برميل يوميًا خلال 2030، قبل أن يهبط تدريجيًا إلى 101 مليونًا بحلول 2035.

وبحلول عام 2050، يُقدَّر أن يصل الطلب العالمي إلى 83 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع تقديرات العام الماضي البالغة 75 مليونًا.

محطة وقود في ألمانيا
محطة وقود في ألمانيا - الصورة من الموقع الإلكتروني لشركة بي بي

أمّا سيناريو الحياد الكربوني -الحدّ من الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين-، فترى بي بي أن الطلب على النفط سيبلغ ذروته هذا العام عند 102.2 مليون برميل يوميًا، قبل أن ينخفض 100 مليون في عام 2030، ثم ​​إلى 33.8 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050.

توقعات إنتاج النفط العالمي

في سيناريو المسار الحالي، ترى شركة بي بي أن إنتاج النفط العالمي سيصل إلى ذروته عند 108 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030، ليتجاوز الطلب بنحو 5 ملايين، مقابل 106 ملايين برميل يوميًا خلال 2025.

وبحلول عام 2035، يُقدَّر أن تبلغ الإمدادات العالمية 105 ملايين برميل يوميًا، قبل أن تهبط إلى 88 مليونًا بحلول 2050، وفق التقديرات، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

منصة للتنقيب عن النفط والغاز في خليج أميركا
منصة للتنقيب عن النفط والغاز في خليج أميركا - الصورة من شركة بي بي

وبالمقارنة، يفترض سيناريو الحياد الكربوني وصول إنتاج النفط العالمي إلى ذروته هذا العام -كما هو الحال مع الطلب- عند 106 ملايين برميل يوميًا، قبل أن يهبط إلى 105 ملايين و32 مليون برميل يوميًا في 2030 و2050 على التوالي.

وترى شركة بي بي أن آفاق إنتاج النفط العالمي تعتمد على محرّكين رئيسين:

أولًا، التغيّرات في نمط الإنتاج من خارج دول أوبك+، وتحديدًا الولايات المتحدة، مع استقرار إنتاج النفط الصخري، الذي كان أكبر مصدر للنمو العالمي خلال السنوات الـ10 الماضية.

وفي سيناريو المسار الحالي، يظل إنتاج الحقول البرية في أميركا ثابتًا عند 15 مليون برميل يوميًا حتى 2035، مع وصول إنتاج السوائل النفطية إلى 21 مليون برميل يوميًا، بعد أن تبلغ ذروتها عند 23 مليونًا في 2025.

وعلى النقيض من ذلك، من المرجّح أن تسجل البرازيل وغايانا أكبر زيادة في إمدادات دول خارج أوبك+، حيث يصل إنتاجهما إلى 5 ملايين ومليوني برميل يوميًا على التوالي بحلول 2035.

ثانيًا، زيادة المنافسة على حصة السوق من جانب منتجي تحالف أوبك+؛ حيث ترى شركة بي بي أن بقاء الطلب على النفط شبه مستقر حتى عام 2035، في الوقت الذي تنمو فيه الإمدادات من خارج تحالف أوبك+، ما يعني أن هناك مجالًا محدودًا أمام أوبك+ لزيادة إنتاجه خلال هذه المدّة.

أمّا في النصف الثاني من مدّة التوقعات (2035-2050)، فإنّ تراجُع الطلب على النفط وفق سيناريو المسار الحالي، يدفع تحالف أوبك+ إلى محاولة زيادة حصته من الإنتاج العالمي، للحفاظ على مستويات الإمدادات، مع السعي في الوقت نفسه لموازنة تداعيات هذا التنافس على أسعار النفط.

ويشير التقرير إلى أن حصة أوبك+ من إمدادات السوق العالمية سترتفع من 50% في عامي 2023 و2035 إلى 60% بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

تقرير آفاق الطاقة السنوي الصادر عن شركة بي بي البريطانية

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق