بطارية لتخزين الكهرباء في إنجلترا تشوه قرية أثرية.. وتورط الحزب الحاكم
أسماء السعداوي

وقع أحد مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء (BESS) بين مطرقة الحكومة الساعية لزيادة حصة الطاقة المتجددة وسندان السكان الزاهدين فيها.
وفاق الأمر حدود الغضب، ليقرّر سكان قرية هيث في غرب يوركشاير بإنجلترا قبل أسبوعين حشد المال لجمع خبراء التخطيط والتراث لحماية القرية من خطة لإقامة البطارية على أرض مخصصة لإنتاج الغذاء، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتفاصيل الأزمة.
وفي يوليو/تموز الماضي (2025)، صوّت أعضاء اللجنة المحلية للتخطيط والطرق السريعة بالإجماع ضد توصية بالسماح بتركيب مشروع بطارية تخزين الكهرباء، كما لاقت الأصوات المعارضة نصيبًا لها من داخل الحكومة ومجلس النواب.
إذ من الصعب على سكان القرية الصغيرة التي تحتضن بنايات تاريخية ترجع للعصرين السابع عشر والثامن عشر تقبُّل إنشاء المشروع الذي سيبدو في صورته النهائية مثل صفوف من حاويات الشحن الضخمة.
لكن الحكومة التي تلقى دعمًا سياسيًا من القرية تدعم مستهدفات زيادة إنتاج الطاقة المتجددة لتشكّل 95% من مزيج الكهرباء بحلول عام 2030 قبل تحقيق هدف الحياد الكربوني في عام 2050.
حزب العمال والطاقة المتجددة
داخل قرية هيث، يسيطر حزب العمال الحاكم على الساحة السياسية منذ أجيال طويلة، غير أن الوضع قد ينقلب رأسًا على عقب بسبب خطط إقامة بطارية لتخزين الكهرباء هناك.
وصُدم الحزب الحاكم من المعارضة الشرسة للمشروع التي قد تُفسح المجال لحزب الإصلاح المعارض بالتدخل لكسب ودّ المواطنين الغاضبين في الانتخابات العامة المقررة في شهر مايو/أيار المقبل.
وما يفاقم الوضع هو انضمام وزير بالحكومة وأعضاء بمجلس الشعب عن حزب العمال إلى الآراء المعارضة لخطّة إنشاء البطارية الضخمة.

لكن المشروع قد يمضي قدمًا على أيّة حال بسبب مساعي الحزب لزيادة سعة بطاريات تخزين الكهرباء لامتصاص فائض إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتصريفه وقت الحاجة.
ورغم سياسته في الطاقة التي طالت انتقادات عديدة، يدافع الحزب عن دعمه للطاقة المتجددة والبطاريات الذي يقول، إنها ستخفّض فواتير الكهرباء وستُبقي منازل المواطنين مُضاءة.
إذ بسبب "تقطُّع" إمدادات الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس، والتي ستشكّل 95% من مزيج الكهرباء في 2030، تكون البطاريات أساسية لتخزين الإمدادات وإدارتها، وخاصة في أوقات زيادة الإنتاج مع انخفاض الطلب.
ودون تلك البطاريات، ستضطر الحكومة إلى دفع الأموال لأصحاب محطات الكهرباء المتجددة لوقف إنتاج الكهرباء، وهو أمر كلّف خزينة البلاد مليار جنيه إسترليني (1.35 مليار دولار) في العام الماضي (2024).
بطاريات تخزين الكهرباء في إنجلترا
يرى سكان قرية هيث الإنجليزية أن موقع بناء بطارية تخزين الكهرباء غير مناسب، لأن الأرض تُستعمل في إنتاج الغذاء، كما أنها متاخمة لموقع يحمل صبغة تاريخية.
وبعد تحذير هيئة الإطفاء المحلية بغرب يوركشاير بشأن موقع البطارية المقترح، يخشى السكان من مخاطر اندلاع حرائق بسبب بطاريات تخزين الكهرباء، وذلك بعد وقوع حوادث مشابهة محليًا وخارج حدود البلاد.
وفي فبراير/شباط الماضي (2025)، أُخمِد حريق شبَّ ببطارية في ضاحية إيسيكس بإنجلترا، بعدما استغرق نحو 24 ساعة من محاولات الإطفاء، كما استغرق حريق بطارية في ليفربول بعام 2020 أكثر من يومين.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي (2025)، اندلع حريق بأكبر بطارية في العالم في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وأدى لإجلاء 1500 شخص وإغلاق طريق سريع رئيس.
لكن لسوء حظ السكان، لا يربط القرية ما يكفي من خطوط نقل كهرباء الشبكة، كما طعن مطور بطارية تخزين الكهرباء على قرار المجلس المحلي الرافض لمشروع.
والآن، الكرة في ملعب مفتشية التخطيط التابعة للحكومة، التي ستقرر بشأن الموافقة على الخطة من عدمه، لكن من المحتمل تجاوز آراء السكان المحليين.
موضوعات متعلقة..
- شركة إماراتية تنفذ 3 محطات لتخزين الكهرباء في مصر
- مخاطر نشر محطات تخزين الكهرباء بالبطاريات في ساحات المنازل وبجوار محطات الوقود (تقرير)
- سوق تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية قد تبلغ 23 غيغاواط بقيادة تشيلي
اقرأ أيضًا..
- إنتاج مصر من الغاز يرتفع إلى أعلى مستوى في 4 أشهر
- التنقيب عن الغاز المغربي ينتعش.. و4 تراخيص تُبشّر بآفاق واعدة
- أمين عام أوبك يناقش استثمارات النفط والغاز في أسبوع الطاقة الأفريقي 2025
- الشيراوي: فقر الطاقة موجود في الدول النامية والمتقدمة.. وهذه هي الحلول
المصدر: