
تترقب الأسواق عودة صادرات نفط كردستان العراق، بعد توقُّف دام نحو 30 شهرًا، في خطوة من شأنها تلبية جزء من الطلب العالمي وتأمين موارد إضافية لخزينة بغداد.
ووقّعت وزارة الموارد الطبيعية في كردستان ووزارة النفط العراقية وشركات النفط، اليوم الإثنين 22 سبتمبر/أيلول (2025) اتفاقية ثلاثية، تمهّد لاستئناف تصدير نفط إقليم كردستان عبر خط جيهان النفطي.
ومن المقرر عرض التفاصيل الفنية والإدارية المتعلقة باتفاق عودة صادرات نفط كردستان على مجلس الوزراء العراقي برئاسة محمد شياع السوداني، غدًا الثلاثاء للتصويت عليه وإقراره رسميًا، تمهيدًا لبدء عمليات الضخ.
وبموجب قرارات مجلس الوزراء العراقي، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- تلتزم وزارة المالية بتسديد 16 دولارًا (عينًا أو نقدًا) عن كل برميل نفط مستلم من كردستان وفق قانون تعديل قانون الموازنة، على ألّا تقلّ الكمية المستلمة عن 230 ألف برميل يوميًا حاليًا.
شركة نفط الشمال
يتضمن الاتفاق منح شركة نفط الشمال التابعة لوزارة النفط العراقية مسؤولية صادرات نفط كردستان عبر خط جيهان، الذي ينطلق من حقول كركوك، مرورًا بالأراضي التركية، وصولًا إلى ميناء جيهان المطلّ على البحر المتوسط.
ومن المتوقع أن تُستأنف عمليات الضخ خلال اليومين المقبلين، بعد توقُّف كبَّدَ العراق وإقليم كردستان خسائر مالية ضخمة تجاوزت المليارات.
وكانت صادرات نفط كردستان قد توقفت في 25 آذار/مارس 2023، إثر قرار تحكيم دولي ألزم تركيا بعدم السماح بتصدير نفط الإقليم من دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد.

ومنذ ذلك التاريخ، تعطلت شحنات تُقدّر بنحو 450 ألف برميل يوميًا، منها 400 ألف برميل من كردستان العراق و50 ألفًا من حقول كركوك الشمالية، ما تسبَّب بخسائر مالية يومية تجاوزت 30 مليون دولار.
ويرى مراقبون أن الاتفاق الجديد لا يقتصر على الجوانب الفنية المتعلقة بعمليات الضخ والتصدير، بل يتعدّاها إلى كونه تفاهمًا سياسيًا بين بغداد وأربيل، إذ يُعدّ ملف النفط أحد أعقد الملفات الخلافية بين الطرفين.
ويُتوقع أن يسهم التفاهم الجديد في تعزيز الثقة المتبادلة، وفتح الباب أمام معالجة ملفات أخرى، مثل رواتب موظفي الإقليم وحصة كردستان في الموازنة الاتحادية.
النفط العراقي
من المتوقع أن يسهم استئناف صادرات نفط كردستان عبر خط جيهان في استقرار إمدادات النفط العراقي للأسواق العالمية، ولا سيما الأوروبية.
ويعيد الاتفاق التوازن إلى العلاقة بين وزارة النفط العراقية ووزارة الموارد الطبيعية في الإقليم، بعد سنوات من الخلافات حول صلاحيات إدارة الحقول والعقود المُبرَمة مع الشركات الأجنبية.
وبحسب المعلومات، سيُصدَّر النفط الذي سيسلم إلى شركة "سومو" عبر شركة نفط الشمال إلى ميناء جيهان التركي، وهو ما يفسّر وجود الوفد الفني في أربيل لاستكمال الخطوات النهائية.
وقرّر مجلس الوزراء في يوليو/تموز الماضي بدء حكومة كردستان بتسليم كامل النفط المنتج من حقول النفط في الإقليم إلى شركة تسويق النفط "سومو" لغرض التصدير.
ويبلغ حجم إنتاج النفط في كردستان العراق حاليًا 280 ألف برميل يوميًا حسب تقارير الإقليم، يُخصَّص منها 50 ألف برميل يوميًا لأغراض الاستهلاك المحلي في الإقليم، ويُسلَّم الباقي 230 ألف برميل يوميًا.
ومن المقرر أن تُقيِّم لجنة مشتركة من وزارة النفط ووزارة الثروات الطبيعية في كردستان حاجة الإقليم الفعلية من المشتقات النفطية لغرض تخصيصها، على أن ترفع تقريرها خلال أسبوعين إلى مجلس الوزراء الاتحادي للبتّ فيه.
وكانت تركيا قد أوقفت صادرات نفط كردستان العراق عبر ميناء جيهان في مارس/آذار 2023، بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع تعويضات لبغداد قدرها 1.5 مليار دولار عن صادرات غير مصرَّح بها بين عامي 2014 و2018.
واقترحت تركيا على العراق آلية جديدة تضمن الاستعمال الكامل لخطّ أنابيب النفط الرابط بين البلدين، الذي تبلغ طاقته التصميمية 1.5 مليون برميل يوميًا.
وأعلنت أنقرة، مؤخرًا، أن اتفاقية خط أنابيب النفط الخام بين تركيا والعراق -التي اتفقت عليها الحكومة التركية عام 1973 ودخلت حيز التنفيذ عام 1975- وجميع المواثيق أو المذكرات اللاحقة ستُوقف بدءًا من 27 يوليو/تموز 2026.
موضوعات متعلقة..
- استئناف صادرات نفط كردستان العراق يتعثر وسط خلافات قانونية ومالية وسياسية (تقرير)
- صادرات نفط كردستان العراق.. تركيا تعلن موقفها من تشغيل خط الأنابيب
اقرأ أيضًا..
- إنتاج مصر من الغاز يرتفع إلى أعلى مستوى في 4 أشهر
- قدرة الطاقة المتجددة في الكويت قد تتجاوز 11 غيغاواط بحلول 2035 (تقرير)
- صادرات الطاقة الروسية إلى الهند والصين تترقب حزمة عقوبات اوروبية جديدة (مقال)