إنتاج الطاقة النووية يتباطأ بعد قفزة قياسية في 2024 (تقرير)
أسماء السعداوي

توقّع تقرير حديث أن يشهد إنتاج الطاقة النووية عالميًا تباطؤًا بعدما سجل مستوى قياسيًا في العام الماضي (2024)؛ لعدد من الأسباب.
وبدعم من التوسعات في الصين، أسهمت مشروعات الطاقة النووية العالمية بإنتاج 2000 تيراواط و677 غيغاواط في (2024) لتشكل 9% من إنتاج الكهرباء عالميًا، وفق أحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
لكن ذلك المستوى -الذي جاء بعد تراجع على مدار عامين- قد لا يستمر في السنوات المقبلة؛ بسبب تقادم المحطات؛ وبطء الإضافات الجديدة، ولا سيما المفاعلات المعيارية الصغيرة.
ورغم دوره في خفض الانبعاثات؛ فإن القطاع النووي يواجه منافسة شرسة من مصادر الطاقة المتجددة وبطاريات تخزين الكهرباء اللذين حظيا بتوسعات في السعة وانخفاضًا أكبر بالتكاليف.
وبحسب التقرير، تتطور التقنيتان الجديدتان معًا نحو بناء منظومة عالية المرونة تتفوق على الأنظمة التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري والطاقة النووية.
تحديات إنتاج الطاقة النووية عالميًا
سلط تقرير حالة الصناعة النووية العالمية الضوء على التحديات التي تعترض إنتاج الطاقة النووية عالميًا رغم التطورات في الصين والولايات المتحدة.
وبعد تسجيل مستوى قياسي في 2024 بعد عامين من التراجع، يقول التقرير الصادر اليوم الإثنين (22 سبتمبر/أيلول 2025) إنه سيكون من الصعب استمرار ذلك المستوى في السنوات المقبلة.

ومن المتوقع أن يتأثر نمو المشروعات وأن تتراجع حصة إنتاج كهرباء الطاقة النووية محليًا للأسباب التالية:
- شح الاستثمارات اللازمة.
- تقادم أسطول محطات الطاقة النووية.
- بطء في تطوير المشروعات.
- اضطرابات بالشبكة نتيجة عن توسع الطاقة المتجددة.
- تركز التوسعات الجديدة في الصين.
ورغم زيادة التمويلات من القطاعين العام والخاص؛ فإنه لم تبدأ أي عمليات لبناء المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMR) في الغرب، وفي الصين -وهي الاستثناء- كان ثمة مفاعلان فقط قيد التشغيل والبناء.
وعلى صعيد التأخيرات تحديدًا، يقول التقرير إن العالم قد شهد بدء بناء 44 محطة خلال المدة بين عام 2020 ومنتصف العام الجاري (2025).
وقادت شركات الطاقة النووية الحكومية في الصين وروسيا تلك التطورات في دول من بينها مصر وتركيا.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، تطور شركة روساتوم الروسية (Rosatom) محطة الضبعة النووية في مصر، كما تطور محطة أكويو النووية الأولى في تركيا.
يُشار هنا إلى أنه يوجد 421 مفاعل طاقة نووية قيد التشغيل في 32 دولة حول العالم بسعة إجمالية 401.341 غيغاواط، كما توجد 506 محطات قيد التطوير بسعة إجمالية 363.66 غيغاواط.
وبحسب بيانات رابطة الطاقة النووية، تستحوذ الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وكوريا الجنوبية على أكثر من 71% من السعة الإجمالية لإنتاج الطاقة النووية عالميًا عند نحو 268 غيغاواط.
وتتوقّع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تضاعُف سعة إنتاج الطاقة النووية عالميًا بمقدار مرتين ونصف بحلول عام 2050 وذلك بالمقارنة بالمستوى الحالي.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- سعة محطات الطاقة النووية قيد الإنشاء بنهاية 2024:
الطاقة النووية بين الواقع والفرص
لم يرصد معدو التقرير أي أدلة على حدوث نشاط في بناء محطات إنتاج الطاقة النووية عالميًا، ورغم تسجيل مستوى قياسي لتوليد كهرباء الطاقة النووية في 2024 عند 2000 تيراواط و677 غيغاواط؛ فإنه كان يُعزى بصورة كبيرة للنمو في الصين، كما جاء بعد عامين من التراجع في 2022 و2023.
وبحسب التقرير، أسهمت الطاقة النووية بنسبة 9% من الكهرباء العالمية في العام الماضي، لكن من المحتمل أن تنخفض تلك النسبة ما لم يتحسن تسليم المشروعات والعوامل الاقتصادية الحاكمة لها.
ومن أجل الحفاظ على استقرار إنتاج الطاقة النووية عالميًا حتى عام 2030، أوصى الباحثون بإضافة 44 مشروعًا جديدًا بالإضافة للمحطات المقررة، وهو ما سيرفع المعدل السنوي للمشروعات الجديدة بنحو مرتين ونصف المرة مقارنةً بالعقد السابق.
ويواجه قطاع إنتاج الطاقة النووية -بحسب التقرير- منافسة مع توقعات بتأثر كبير بسبب رخص إمدادات الطاقة المتجددة (دون الطاقة الكهرومائية) وبطاريات تخزين الكهرباء.
وعلى العكس من استمرار الارتفاع في تكاليف إنشاء محطات الطاقة النووية انخفضت تكاليف البطاريات بنسبة 40% تقريبًا في عام 2024.
وخلال العام الماضي، أيضًا، كانت استثمارات الطاقة النووية أعلى 21 مرة من الطاقة المتجددة، وزادت السعة المضافة للطاقة المتجددة بأكثر من 100 مرة من نظيرتها النووية.
وحتى سبتمبر/أيلول الجاري (2025)، بلغت سعة مشروعات الطاقة النووية الملغاة 566 ميغاواط، وهو ما يتجاوز السعة النووية قيد التشغيل والبالغة 116 غيغاواط، كما يشكل الرقم نحو 40% من السعة المقترحة.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الأمونيا باستعمال الطاقة النووية.. مفاعلات صغيرة تحدث تحولًا
- الطاقة النووية في أميركا تترقب انتعاشًا بخطة جديدة لإدارة ترمب (تقرير)
- الطاقة النووية طريق موثوق إلى الحياد الكربوني في 2050 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- التنقيب عن الغاز المغربي ينتعش.. و4 تراخيص تُبشّر بآفاق واعدة
- تطورات سوق وقود السفن في 3 دول عربية.. الإمدادات والأسعار
- أسعار الأمونيا تقفز لأعلى مستوى في 2025.. ومعاناة للحصول على شحنة
- تكلفة إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول 2030.. الشرق الأوسط ضمن الأرخص
المصدر: