تقرير يكشف حجم صفقات شراء الهيدروجين النظيف الملزِمة
أغلبها متركز في صناعات تقليدية مثل الأمونيا والتكرير
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

ما زال عدد وحجم صفقات شراء الهيدروجين النظيف الملزِمة ضعيفًا جدًا على مستوى العالم، مقارنة بزخم الخطط والمشروعات المعلنة والحملات الإعلامية المروجة.
فبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- لم يتجاوز حجم صفقات الشراء الملزمة للهيدروجين منخفض الكربون 3.6 مليون طن سنويًا حول العالم منذ مايو/أيار 2024.
وتشكّل صفقات شراء الهيدروجين النظيف الإلزامية قرابة 60% من إجمالي القدرة الإنتاجية الملتزَم بها عالميًا، التي بلغت 6 ملايين طن سنويًا.
ويُطلَق الهيدروجين النظيف على كل من النوع الأزرق المشتق من حرق الغاز باستعمال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، والهيدروجين الأخضر المشتق من الماء عبر عمليات التحليل الكهربائي باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.
صفقات شراء الهيدروجين النظيف الملزِمة
رغم أن عدد صفقات شراء الهيدروجين النظيف الملزِمة في تزايد، فإن حجمها ما زال أقل بكثير من المأمول والمعوّل عليه في مسارات تحول الطاقة العالمية.
كما تتركز أغلب صفقات الشراء بنسبة 70% في مجالات استعمالات نهائية تقليدية مثل الأمونيا والتكرير، بحسب التقرير الصادر من مجلس الهيدروجين العالمي -مؤخرًا-.
ويشكّل قطاع إنتاج الأمونيا -الذي يشمل صناعة الأسمدة- قرابة 43% من حجم صفقات شراء الهيدروجين النظيف الملزِمة الموقّعة منذ مايو/أيار 2024، يليها قطاع التكرير بنسبة 28%.

بينما استحوذ قطاع الكهرباء على 11% من حجم الصفقات الموقعة لشراء الهيدروجين النظيف المستعمل في صورة أمونيا عبر عمليات الحرق المشترك في محطات الكهرباء، وهي عمليات ناشئة تُجري أغلب تجاربها في اليابان وكوريا الجنوبية، بحسب متابعات وحدة أبحاث الطاقة الدورية لهذا النوع من التجارب.
وجاء قطاع الطيران في المركز الرابع من حيث القطاعات الملتزمة بشراء الهيدروجين النظيف بنسبة 10% من إجمالي حجم الصفقات الموقعة منذ مايو/أيار 2024.
وحلَّ قطاع الصلب في المركز الخامس، مع استحواذه على 5% من حجم الصفقات الموقعة، يليه قطاعات النقل البري والبحري وصناعة المواد الكيميائية، لا سيما الميثانول، بنسب متفاوتة تتراوح من 1% إلى 3% من حجم الصفقات، حسب بيانات مجلس الهيدروجين العالمي.
وكان الطلب العالمي على الهيدروجين قد ارتفع بنسبة 2% إلى 100 مليون طن في 2024، مع تركُّز استهلاكه في قطاعات تقليدية مثل التكرير والأسمدة والصناعة، بينما لم يتجاوز الطلب في المجالات الناشئة مثل النقل والكهرباء سوى 1% أو ما يعادل مليون طن تقريبًا.
وارتفع الإنتاج العالمي للهيدروجين بنسبة 1% إلى 100 مليون طن خلال العام الماضي، وجاء معظمها من الوقود الأحفوري بنسبة 99%، بينما لم يشكّل الهيدروجين النظيف (الأزرق والأخضر) سوى أقل من 1%، أي أقل من مليون طن، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ورغم ذلك، تتوقع الوكالة ارتفاع إنتاج الهيدروجين النظيف -بالنسبة للمشروعات التي حصلت على قرار الاستثمار النهائي- إلى 4.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، أي ما يعادل 5 أضعاف الإنتاج في عام 2024.
قطاع الأمونيا يقود الصفقات مستقبلًا
من المتوقع أن يقود قطاع الأمونيا صفقات شراء الهيدروجين النظيف مستقبلًا، بقيادة الهند التي شهدت إعلان عدد من اتفاقيات الشراء غير الملزمة -مؤخرًا-، ويُتوقع أن تتحول إلى مُلزمة خلال السنوات القليلة المقبلة.
كما يُتوقع زيادة الطلب على إنتاج الأمونيا الخضراء في الاتحاد الأوروبي خلال السنوات المقبلة، مستفيدةً من البنية التحتية الجديدة التي تشجع على الإنتاج المحلي وتعزيز صفقات الشراء المحلية.
وظلَّ شراء الأمونيا والمشتقات منخفضة الكربون في الكتلة مرتبطًا بمواقع إنتاجها حتى عام 2021، لكن هذا الوضع قد يتغير مع تنفيذ خطط البنية التحتية في عدد من الدول الرائدة، مثل ألمانيا التي وافقت -مؤخرًا- على خطة شبكة الهيدروجين الأساسية بتكلفة تصل إلى 19 مليار يورو (22.5 مليار دولار).
وتستهدف هذه الشبكة تشييد بنية تحتية وطنية متكاملة في البلاد لربط مواقع إنتاج الهيدروجين ومشتقاته بمراكز التخزين والطلب، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
إضافة إلى ذلك، يمكن لمحطات استيراد الأمونيا في أوروبا، مثل محطة يارا الدولية في مدينة برونسبوتيل الألمانية، أن تزيد من حجم استيراد أوروبا للأمونيا منخفضة الكربون، ومن ثم زيادة الطلب على الهيدروجين النظيف الذي يُشتقّ منه هذا النوع من الأمونيا.
أمّا بالنسبة لقطاعات الشراء الناشئة للهيدروجين النظيف مثل الصلب والنقل البري والبحري، فمن المتوقع أن تشهد تطورات إيجابية في المستقبل.
وتقود مشروعات إنتاج الصلب الأخضر في السويد والهند الطلب المحتمل على الهيدروجين النظيف خلال السنوات المقبلة، إذ يمكن استعماله في عمليات الاختزال المباشر للحديد بدلًا من الغاز الطبيعي.
على الجانب الآخر، شهدت الصين وكوريا الجنوبية -مؤخرًا- زخمًا متصاعدًا في مبادرات التحول نحو المركبات التجارية العاملة بخلايا الوقود الهيدروجينية، خاصة على مستوى الشاحنات الثقيلة.

أمّا بالنسبة للنقل البحري، فرغم أن استعمال الأمونيا لا يشكّل سوى 1% من استهلاك الوقود البحري -حاليًا-، من المتوقع أن تتزايد حصّتها بحلول عام 2030، في ظل بيئية تنظيمية داعمة.
ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أقرّت المنظمة البحرية الدولية تعديلات على اللوائح تسمح للسفن الكبيرة الناقلة للغازات المسالة أن تعدّل أنظمة تشغيلها للعمل بالأمونيا أو الميثانول، وكلّها من مشتقات الهيدروجين النظيف.
موضوعات متعلقة..
- سوق الهيدروجين مهددة بثغرات كبيرة (تقرير)
- تقرير يخفّض توقعات إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون لأول مرة
- 3 دول عربية تقتنص 10% من استثمارات الهيدروجين النظيف عالميًا
اقرأ أيضًا..
- 5 خبراء: إلغاء مشروعات الهيدروجين الأخضر "تصحيح طبيعي".. وهذه أفضل تكلفة
- وزير الطاقة الأردني: تسريع الحفر بحقل الريشة.. ومشروعات رياح وتخزين كهرباء قريبًا (حوار)
- شركة عربية تنسحب من صفقة غاز بقيمة 19 مليار دولار
- خط أنابيب نيتسانا.. بوابة جديدة للغاز الإسرائيلي إلى مصر
المصدر:
- بيانات صفقات شراء الهيدروجين النظيف، من مجلس الهيدروجين العالمي
- توقعات إنتاج الهيدروجين النظيف بحلول 2030، من وكالة الطاقة الدولية